حتى صباح اليوم الأربعاء، وعلى مدى اليومين الماضيين، غرقت العاصمة الليبية طرابلس بمياه الأمطار ما عرقل حركة السير والمارة، كما علقت عشرات السيارات في برك المياه الكبيرة.
وسبق لمصلحة الأرصاد الجوية في ليبيا أن أعلنت السبت الماضي عن موجة جديدة من البرد تصاحبها أمطار غزيزة بدأت أول أمس الاثنين، وجاءت مصحوبة برياح قوية.
وغمرت المياه أجزاء كبيرة من الطريق السريع الرئيس الذي يقطع العاصمة نصفين، بينما عاشت مناطق طريق الشوك والفرناج والسبعة وعين زاره ومناطق أخرى أزمة سير خانقة، مع توقف الحركة فيها نهائياً على مدى ساعات نهار أمس بسبب تهالك البنية التحتية.
وأعلن فرع الهلال الأحمر في طرابلس عن تمكنه من إخراج خمس عائلات من منازلها، مساء أمس الثلاثاء، جراء تدفق مياه الأمطار والبرك إلى داخلها.
وأوضح الهلال الأحمر على موقعه أن بلاغات وردته من منطقة بوسليم وسط العاصمة عن وجود أسر عالقة داخل منازلها الغارقة بمياه الأمطار، لافتاً إلى أن فرقه لا تزال تقوم بجولات في أكثر من منطقة، منها وادي الربيع والهضية لمساعدة العالقين.
وقال المسؤول بجهاز الأشغال العامة، جمعة حميدة، أن "البنية التحتية للمدينة متضررة بنسبة 60 في المائة، وما تقوم به الشركة مجرد حلول عاجلة ومؤقتة"، مؤكداً أن الشركة والجهات الحكومية الأخرى لا يتوفر لها الميزانيات اللازمة للصيانة والإصلاح منذ عام 2011.
وأوضح حميدة لــ"العربي الجديد"، "نسيّر سيارات نحو الأحياء والطرقات الغارقة لشفط المياه ونقلها إلى ضواحي المدينة، لكنه حل مؤقت جداً، لأن المياه لا تلبث أن تعود مع استمرار تهاطل الأمطار"، مشيرا إلى أن أغلب شبكات التصريف متوقف تماما، وصيانتها لم تعد مفيدة. كما طالب المسؤولين بضرورة توفير الميزانيات لمد شبكات جديدة.
ويحتاج المارة عبر طريق صلاح الدين وعين زاره نحو وسط المدينة التي تبعد عن الحيين أكثر من ثمانية كيلومترات قرابة الثلاث ساعات، وسط طوابير السيارات التي تسير على الأرصفة الجانبية خوفاً من الغرق.