الأكراد يسعون لضم مناطق سنجار إلى كردستان بعد تحريرها

22 ديسمبر 2014
البشمركة حققت تقدّماً كبيراً في سنجار (الأناضول)
+ الخط -

يبدو أنّ التقدم الكبير الذي حققته قوات البشمركة الكردية في سنجار في محافظة نينوى، والتضحيات التي بذلتها في سبيل تحرير تلك المناطق "المتنازع عليها"، سيكون ثمنها استقطاع تلك المناطق من العراق وضمّها إلى إقليم كردستان.

ويقول مسؤول قوات البشمركة في القاطع الأول في مدينة سنجار العقيد نشتمان حاجي أحمد لـ "العربي الجديد"، إن "الدماء الكردية التي سُفكت من أجل تحرير بلدات سنجار وزمار والقوش وقرى وبلدات أخرى، كانت ثمناً لعودتها إلى حضن كردستان، ولن تعود إلى سيطرة الدولة العراقية الاتحادية".

ويعتبر أحمد أنه "من غير المعقول أن نسلّم تلك المناطق مرة أخرى إلى القوات العراقية التي فرّطت بها في السابق"، مشيراً إلى أنها "مناطق كردية أصيلة لا يمكن التخلي عنها أو التفريط بها بعد اليوم، وليعتبر الجميع أنها ضُمّت إلى كردستان اعتباراً من الآن، فلا نقاش في ذلك بعدما فقدنا أبطالاً من أجل تلك المدن".

هذا الكلام يتقاطع مع ما أعلنه رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني، الذي أكد خلال مؤتمر مشترك عقده مع وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس في أربيل، أنّ "المناطق المستقطعة التي تم تحريرها من قِبل قوات البشمركة خلال الساعات الماضية سيتم ضمها إلى الإقليم، بحسب الدستور العراقي، الذي سيقرر كيف ومتى ستكون ضمن إقليم كردستان".

وأوضح أنّ "هدف الإقليم الرئيسي كان تحرير تلك المناطق من سيطرة "داعش"، وأنّ رئيس الإقليم مسعود البرزاني أشرف شخصياً على المعارك"، معتبراً أنّ "وجود البشمركة في تلك المناطق هو في مصلحتنا ومصلحة بغداد".

وكانت قوات البشمركة رفعت العلم الكردي على مباني البلدات التي دخلتها في وقت مبكر من فجر أمس الأحد.

في غضون ذلك، ألقى رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني كلمة من على جبل سنجار المحرر، أكد فيها أنّ "البشمركة تمكّنت من تحقيق انتصار كبير خلال 24 ساعة فقط تمثّل بتحرير مناطق واسعة من سيطرة "داعش" وصولاً إلى مدينة سنجار".

وقدّم رئيس الإقليم شكره إلى قوات البشمركة، مشيراً إلى أنها "كانت ستحقّق تقدماً أكبر في الحرب ضد "داعش" لو كانت تملك أسلحة ثقيلة كالدبابات".

واستطاعت قوات البشمركة، بالتعاون مع أبناء العشائر العربيّة في الموصل، السيطرة على جميع مناطق قضاء سنجار في الموصل، وكسر الحصار عن جبل سنجار، وتحرير الأيزيديين الذين كانوا محتجزين فيه، كما حررت الطريق الرابط بين سنجار ومحافظة دهوك، وناحية سنوني التابعة لسنجار، وفقاً لمسؤولين أكراد، وسيطرت على الحدود العراقية-السورية.

ويُعدّ التقدّم الذي أحرزته البشمركة، التقدّم الميداني الأكبر ضد "داعش"، ويفتح الباب أمام خطوات أخرى، قد تُسهم في تحرير الموصل. ويؤشّر هذا التقدّم إلى دور كبير ومحوري لقوات البشمركة في المعادلة العسكريّة العراقية، في وقت تفقد فيه القوات العراقية والجيش ثقة الشارع، بعد هزيمتهما في الموصل في شهر يونيو/حزيران الماضي، قبل انضمام مليشيا الحشد الشعبي إليها، والانتقادات التي نتجت من ذلك.

ويقول القيادي في حزب الاتحاد الكردستاني حميد كركوكلي لـ "العربي الجديد"، إن "القوات الكردية ستتوقف مع آخر بلدة كردية لها خارج الإقليم، وتحصّنها وتمنع أي اعتداء مستقبلي عليها، ولا يمكن التضحية بالمدن الأخرى العربية أو التركمانية".

ويضيف كركوكلي "حربنا مقدسة من أجل شعبنا، وعلى الآخرين الكفاح لاستعادة مدنهم والتضحية من أجل ذلك".

يُذكر أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، يلتزم الصمت تجاه التصريحات التي تصدر من القادة الأكراد حول المناطق المتنازع عليها، أو مسألة النفط والحدود بين الإقليم وباقي مدن العراق، وهو ما يُفسر كمحاولة من الأول لتهدئة الوضع وعدم فتح جبهات خلاف سياسية جديدة تعيق برنامجه الذي ما زال في طور تنظيف إرث سلفه نوري المالكي.

المساهمون