تنتشر العقارب والأفاعي في مخيم الدانا، الواقع شرق مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي، وهو مخيم عشوائي أنشئ في منطقة صخرية وعرة. وأغلب العائلات القاطنة فيه نزحت قبل أكثر من عام من مناطق ريف إدلب الشرقي ومناطق من ريف حماة.
ويقطن هؤلاء النازحون في خيام قاموا بصنعها، لكنها لا تمنع عنهم حرّ الصيف ولا برد الشتاء، كما يقول الناشط الإعلامي خضر العبيد، لـ"العربي الجديد".
وأوضح العبيد أن المخيم عبارة عن مجموعة من الخيام العشوائية منتشرة على امتداد سبعة كيلومترات ضمن المنطقة الصخرية، ويفتقر إلى أي بنية تحتية، بما فيها الصرف الصحي، وفيه عائلات تعتمد بالدرجة الأولى على تربية المواشي كمصدر للدخل.
وبالنسبة للعقارب والأفاعي، قال العبيد: "الأفاعي ليست منتشرة بنسبة كبيرة؛ لكن انتشار العقارب مخيف في المخيم، لا سيما أن المنطقة مناسبة لها، ما يجعلها خطرا داهما يهدد الأهالي في كل لحظة، ويجعلهم في حالة من الحيطة والحذر خوفا على أطفالهم وعلى أنفسهم، فالخروج من منطقة المخيم نحو أحد المستشفيات أو النقاط الطبية ليس سهلا".
ولفت إلى "وجود حالات كثيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المخيم، نتيجة زواج الأقارب، فضلا عن حالات إعاقة تسببت فيها قذائف النظام السوري والألغام التي زرعت في المنطقة، وهؤلاء يحتاجون إلى عناية ورعاية خاصة قد يصعب على ذويهم توفيرها".
وأوضح مدير "فريق منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، "أن العقارب والأفاعي هي مشكلة تعاني منها أغلب المخيمات العشوائية في الشمالي السوري، وتفاديها يحتاج للحيطة من قبل النازحين بالدرجة الأولى، خاصة في الوقت الحالي خلال فصل الصيف".
أما عن الطبيعة الجغرافية التي تقع فيها هذه المخيمات، قال حلاج: "أغلب هذه المخيمات تقع في مجاري مياه أو قرب مناطق الصرف الصحي، وهذا يتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة، فضلا عن الفيضانات في فصل الشتاء، وبالنسبة لمياه الشرب ننصح بتعقيمها عن طريق الغلي كونها تتسبب في الأمراض".
بدورها، أفادت النازحة من ريف حماة، وتدعى خولة (55 عاما)، بأنها نازحة منذ عامين، وغادرت ريف حماة الشرقي مع أفراد عائلتها لتصل إلى المخيم. وأشارت الخمسينية إلى أن المخيم يفتقر لكل شيء تقريبا، وأن الأفاعي والعقارب تؤرق قاطنيه في الفترة الحالية، كما أن الأطفال يمرضون على الدوام بسبب المياه، مطالبة المنظمات بالتدخل لتقديم مواد إغاثية لهم وخيم جديدة بدلاً من خيامهم البالية.
وتتوزع المخيمات العشوائية في مناطق أطمة والدانا، وتضم منطقة أطمة أكثر من 50 مخيما عشوائيا، ليست فيها قنوات للصرف الصحي أو طرقات تسهل حركة النازحين فيها.