الأغوار الفلسطينيّة.. احتمالات الهدم قبل البناء

05 فبراير 2015
الهدم المتكرر بات من طقوس سكان منطقة الأغوار(أ.ف.ب)
+ الخط -

لا يعلم سكان خربة سمرة، الواقعة في الأغوار، شرقي الضفة الغربية المحتلة، إن كانوا سيحتفلون بافتتاح مدرستهم التي تعد الأولى في المنطقة أولاً، أم سيستقبلون المواسين في حال هدمتها جرافات الاحتلال الإسرائيلي قبيل أن تفتتح.

تقع خربة سمرة في الجزء الشمالي من الأغوار الفلسطينية، التي تشكل نحو 30% من مساحة الضفة الغربية. بحسب بنود اتفاق أوسلو، فإن أكثر من 87% من مساحة الأغوار، وهي المنطقة الأكثر انخفاضاً في العالم، هي مناطق (ج)، أي أنها تخضع لسيطرة السلطات الإسرائيلية إدارياً وأمنياً.

بالنسبة للفلسطيني، فإن العيش في منطقة (ج) يعني المنع من البناء دون ترخيص من سلطات الاحتلال، وهو ما لا يحصل عليه الفلسطيني إطلاقاً لاعتبارات إسرائيل التوسعية في منطقة الأغوار الغنية بالمياه، ويعني أيضاً عدم الحصول على خدمات الكهرباء أو المياه إلا إذا وافقت السلطات على مكان الوجود. لذا، غالباً لا يكون هناك خيار أمام الفلسطينيين إلا العيش في أراضيهم ولو في خيام بسيطة، أو خسارة تلك الأراضي.

وكغيرهم من ساكني منطقة الأغوار، أجبر أهالي خربة سمرة على عيش حياة بدوية في خيام صغيرة وبيوت متنقلة، كون خسارتهم المادية ستكون أقل في حال هدمها من قبل السلطات الإسرائيلية مقارنة بمنزل حجري البناء. ولدعم صمود المواطنين في الأغوار، تعمل حملة فلسطينية دولية تسمي نفسها "حملة أنقذوا الأغوار"، فكرتها الأساسية هي بناء غرف ومنازل لسكان الأغوار بالطوب الطيني بجهود شباب متطوعين فلسطينيين ودوليين من شتى أنحاء العالم، وبكلفة تبلغ صفراً.

في مايو/ أيار من عام 2012، وضعت الحملة أساسات مدرسة صغيرة تتكون من غرفتين صفّيتين، من شأنها أن تسهّل على نحو 70 طفلاً من خربة سمرة وعدد من الخرب الصغيرة المجاورة الوصول إلى مدرستهم، بدلاً من الاستمرار بالتوجه إلى مدرسة تبعد عنهم 25 كيلومتراً يومياً، الواقعة في قرية عين البيضاء، في أقصى شمال الضفة الغربية.

وعن ذلك، يقول أحد منسقي الحملة، رشيد صوافطة: "منذ أن بدأنا العمل، أوقفنا الجيش الإسرائيلي عدة مرات محاولاً إعاقة إتمام بناء المدرسة". ويتابع: "بهذا العمل نحاول دعم ثبات العائلات عبر توفير التعليم لأطفالهم، باعتباره حق أساسي لكل إنسان".

الهدم المتكرر ثم البناء من جديد، بات من طقوس سكان منطقة الأغوار، البالغ عددهم حالياً قرابة 60 ألف فلسطيني يعيشون في 27 تجمعاً. مع وجود 37 مستوطنة إسرائيلية، تستثمر كل خيرات المنطقة، من مياه وفيرة وتربة خصبة للزراعة. علماً أن عدد سكان منطقة الأغوار قبل عام 1967 بلغ أكثر من 300 ألف فلسطيني، إلا أن الحكم العسكري الإسرائيلي وسياسات التضييق المتبعة قلّصت الأعداد تلك شيئاً فشيئاً. في حين يرفع مَن بقي من أهالي الأغوار الفلسطينية شعار: "البقاء مقاومة".


(فلسطين)

المساهمون