لا تزال تركيا تعيش حالة ضبابية حول انتخابات الإدارة المحلية في إسطنبول، مع مواصلة الهيئة العليا للانتخابات، النظر في الطعن الذي تقدم به حزب "العدالة والتنمية" لإعادة الانتخابات في أكبر ولايات تركيا، بحجة التجاوزات الحاصلة في تشكيل اللجان الانتخابية، وتسجيل الناخبين في عدة دوائر انتخابية.
وبناء على الطعن، فإن الهيئة العليا أصدرت عدة قرارات جانبية من أجل استكمال عمليات التحقق من مزاعم "العدالة والتنمية"، وأمهلت الجهات المعنية بالنظر في الأمر 5 أيام، وهو موعد يصل إلى الجمعة المقبلة، لتبدأ الاجتماعات لاتخاذ القرار، وقد يستمر الأمر حتى الأسبوع المقبل. وخلال هذه الفترة، تحبس تركيا أنفاسها لمعرفة قرار الهيئة، نظرا لأهمية انتخابات إسطنبول.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أبدى عدة مرات احترامه لأي رأي قد يصدر عن الهيئة، مشددا على أنه عازم على المضي في الإصلاحات والتجديد في الحزب وسياسة إدارة البلاد، بناء على النتائج الحاصلة في الانتخابات المحلية، سواء أعيدت انتخابات إسطنبول أم لم تعَد.
ومع ذلك، فإنه أصدر تعليماته لحزبه بأن يكون على أهبة الاستعداد وكأن الانتخابات ستعاد، وذلك خلال مخيم تشاوري للحزب جرى في العاصمة التركية أنقرة، نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة "حرييت" عن أردوغان، وفق مصادر خاصة، أنه قال لقيادة الحزب في إسطنبول: "عليكم الاستعداد وكأن الانتخابات في إسطنبول غدا"، موجها تعليماته للمجلس البلدي الذي ينتمي في غالبيته لـ"العدالة والتنمية"، بأن يواظب على حضور الجلسات بشكل مكثف، وعمل مشاريع لصالح الشعب، ومراقبة نشاطات البلدية عن قرب.
أما في ما يتعلق بالتغييرات التي تحدث عنها أردوغان، فإنها ستشمل بشكل كبير في بنية الحزب على مستوى القيادة والتشكيلات، وستكون المحطة بعد انتهاء شهر رمضان، أي في حزيران/ يونيو المقبل، دون أن تشمل التغييرات الحكومة الحالية، أو على نطاق ضيق جدا، على أن تتأخر التغييرات في حال أعيدت الانتخابات بإسطنبول في 2 يونيو/ حزيران المقبل أو في وقت لاحق من نفس الشهر، إلى تموز/يوليو المقبل، دون أن تشهد سياسات أردوغان الدفاعية والاقتصادية والسياسة الخارجية أي تغيرات.
كما نصح أردوغان رؤساء البلديات المنتخبين وأعضاء الحزب بالتقرب من الناس دون النظر إليهم باستعلاء من مقامهم، وأن يكونوا على تواضع أكثر، واستخدام لغة أكثر قربا منهم، تدخل قلوبهم، في شكل مخالف للغة التي كانت مستخدمة قبل الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار/ مارس الماضي.