الأعياد لا تزيد سائحي مصر

01 يناير 2015
وزارة السياحة المصرية تطمح إلى إنعاش القطاع (فرانس برس)
+ الخط -
أعلن مسؤولون وعاملون بالسياحة في مصر أن موسم أعياد الميلاد، "الكريسماس"، عجز عن إخراج قطاع السياحة من ركوده، بعد أن بلغ متوسط الإشغالات الفندقية في ليلة رأس السنة نحو 45%، من إجمالي الطاقة الفندقية، التي تصل إلى 225 ألف غرفة في مختلف أنحاء البلاد.
وحسب تقرير لغرفة الفنادق المصرية، حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، فإن الاشغالات تتفاوت بين المناطق السياحية، لتعد منتجعات جنوب سيناء، شمال شرق البلاد، والبحر الأحمر، (شرق)، الأكثر إقبالاً، بينما تعاني المناطق الداخلية في القاهرة الكبرى، والأقصر وأسوان، جنوب مصر، من تضاؤل حركة الوافدين.
وذكر التقرير أن متوسط الإشغالات في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، شمال شرق مصر، وصل يوم الأربعاء الماضي، إلى نحو 55% بالكاد، في حين وصل بمدينة دهب المجاورة إلى 25%، ونويبع وطابا، بالقرب من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى 7%.
وتضم جنوب سيناء ثلث الطاقة الفندقية العاملة بمصر، وفقاً لإحصائيات صادرة من غرفة الفنادق. وبحسب التقرير، فإن متوسط الإشغالات في الغردقة، عاصمة محافظة البحر الأحمر، بلغ 60%، إلا أنه، بحسب التقرير، فإن متوسط الاشغالات بالنظر إلى إجمالي عدد الغرف في المحافظة، بلغ 57%.
وقال مسؤول في وزارة السياحة، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لمراسل "العربي الجديد"، إن الإشغالات في المناطق السياحية على شاطئ البحر الأحمر وفي جنوب سيناء لا تتعدى 60% في جميع الأحوال. ووفقاً للمسؤول، بلغ عدد السياح الوافدين لمصر، حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 7.3 ملايين سائح، متوقعاً وصول الأعداد، بنهاية 2014، إلى 10 ملايين سائح.
وأضاف: نأمل أن نحقق نمواً في الإيرادات يتجاوز 7 مليارات دولار في ظل تحسن متوسط إنفاق السائح مقارنة بـ2013.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا مصر خلال 2013 نحو 9.5 ملايين سائح، بإيرادات بلغت 5.9 مليارات دولار، بانخفاض نسبته 41% عن العام 2012، الذي سجل زيارة 11.5 مليون سائح.
وتعد مناطق القاهرة والأقصر وأسوان، جنوب مصر، إلى جانب الفنادق الموجودة في نويبع وطابا، شمال شرق البلاد، من أكبر المناطق السياحية التي تهاوى التوافد إليها على مدار الأربع سنوات الماضية، بحسب المسؤول. وقال: "الإشغالات في القاهرة أقل من 18%، والأقصر وأسوان نحو 20%، في حين لا تزيد عن 8% في نويبع وطابا، وهناك الكثير من الفنادق التي أغلقت أبوابها".
وتطمح وزارة السياحة المصرية في رفع معدلات السياحة الوافدة إلى البلاد بعد فترة من التراجع فرضت فيها كثير من الدول حظراً على سفر مواطنيها إلى مصر بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية التي ازدادت حدتها في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي بعد عام واحد من وصوله إلى الحكم عبر أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في نويبع وطابا، سامي سليمان، إن أكثر من 80% من الفنادق بالمنطقة تصل إشغالاتها إلى صفر، وهي مستمرة فقط في العمل للحفاظ على أصولها.
ويري سليمان أن هناك تفرقة في التسويق والترويج لصالح مدينتي شرم الشيخ والغردقة على حساب المناطق السياحية الأخرى.
وقال عضو غرفة الفنادق في البحر الاحمر، أدهم نديم، إن الفنادق خفضت الأسعار 30% عن معدلات سبتمبر/ أيلول الماضي في إطار جذب المصريين والأجانب لقضاء عطلة الميلاد فيها.
ووفقاً لنديم، فإن الخفض يأتي في إطار رغبة الفنادق في سداد مستحقات وأجور العمال والمصارف والتأمينات الاجتماعية.
وتراوح سعر الغرفة للفرد في الغردقة بين 15 إلى 30 دولاراً في الليلة، في حين تراوح بين 230 جنيهاً إلى 500 جنيه (32.1 و70 دولاراً) للفرد في الليلة بالنسبة للمصريين.
ووصف مسؤولون في القطاع السياحي تسابق الفنادق على خفض الأسعار، بأنه أشبه بحرب الأسعار لجذب الوافدين في ظل تراجع أعدادهم في السنوات الأخيرة.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، في تصريح خاص، إن "خفض الأسعار، سيساهم في تدني الخدمة المقدمة للسائح".
ووفق مسؤول في وزارة السياحية، فإن متوسط الإنفاق لسياحة الأفراد 111 دولاراً في الليلة و57.4 دولاراً للفرد في سياحة المجموعات.

ولتعويض التراجع في أعداد الوافدين من الخارج في الفترة الأخيرة، أطلقت وزارة السياحة المصرية، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، برنامجاً سياحياً للمصريين لقضاء العطلات في الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ.
ورأى رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، ثروت العجمي، أن هذه البرامج ستزيد الإشغالات في الفنادق خلال عطلة منتصف العام، خاصة من المصريين، لكن مسؤولاً في أحد الفنادق قال: "لا نفضّل السياحة المصرية، ولكن الظروف تجبرنا على قبولهم لدفع مستحقات المصارف والتأمينات الاجتماعية للعمال".
ويعمل في قطاع السياحة، حسب الإحصاءات الرسمية، أكثر من أربعة ملايين شخص، ما يعادل 6.12% من إجمالي القوى العاملة في مصر، فيما ترتبط بصناعة السياحة أكثر من 70 صناعة وتحقق 3.11% من إجمالي الناتج المحلي و5.14% من إجمالي النقد الأجنبي.
وقال رئيس غرفة الفنادق في البحر الأحمر، ماجد الحيدري، إنه رغم حدوث بوادر تعافٍ خلال 2014، مقارنة بمؤشرات العام 2013، إلا أن المستثمرين غير قادرين على سداد مستحقات المصارف والتأمينات في الوقت الحالي.
وسبق لوزارة التضامن الاجتماعي أن وقعت اتفاقية مع وزارة السياحة على تأجيل سداد الأقساط التأمينية لنهاية العام 2014، على أن يتم سدادها بدءاً من العام الحالي، 2015، على أقساط لمدة 5 سنوات.
وكانت السوق السياحية تعول بنسبة كبيرة على السياحة الروسية في زيادة الحركة خلال أعياد الكريسماس، لكن الأزمة الاقتصادية بروسيا، بسبب تهاوي أسعار النفط عالمياً والعقوبات الغربية ضد موسكو، أدت إلى تراجع قدرة الكثير من الروس على قضاء عطلات خارجية.
وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية إن تهاوي قيمة العملة الروسية، الروبل، سيخفض التوافد من دول الاتحاد الروسي بنحو 55% على الأقل، حيث فقد الروبل نحو 60% من قوته جراء العقوبات الاقتصادية ضد روسيا.
وتتصدّر روسيا قائمة الدول المصدّرة للحركة السياحية لمصر. ووفقاً لوزارة السياحة المصرية، بلغ عدد السياح الروس، الذين زاروا مصر خلال العام الماضي، 2.4 مليون شخص، مقابل 2.5 مليون شخص خلال 2013.
المساهمون