الأطلسي مستعدّ لدعم العراق "جدّياً" ضدّ "داعش"

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، اليوم الخميس، استعداد الحلف للبحث بشكل جدّي في أي طلب مساعدة من العراق في المواجهة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وذلك قبيل افتتاح قمة الأطلسي في ويلز اليوم، والمتوقع أن تبحث في تشكيل تحالف دولي لقتال "داعش".

وقال راسموسن لدى وصوله الى نيوبورت (بريطانيا)، حيث تفتتح قمة الحلف اليوم: "لم نتسلم أي طلب (من العراق)، لكنني متأكد من أنه إذا ما طلبت الحكومة العراقية مساعدة من الحلف، فسيبحث الحلفاء المسألة بجدّية". وقال إن الاطلسي أرسل بعثة تدريب وتأهيل الى العراق في 2011، وأشار الى إمكانية تجديد تلك البعثة، إذا ما طلبت الحكومة العراقية ذلك.

وأوضح راسموسن أنّ "من واجب المجموعة الدولية وقف تقدم تنظيم (الدولة الإسلامية) المتطرّف"، مثنياً على "إقدام دول أعضاء على اتخاذ تدابير بصورة فردية لمساعدة العراق". وأضاف: "أرحب بالتحرك العسكري الأميركي لوقف تقدّم هذا التنظيم الإرهابي".  

رسالة مشتركة

وصبيحة مشاركتهما في القمة، كتب الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، دايفيد كاميرون، مقالاً مشتركاً في "تايمز أوف لاين"، قالا فيه إن قتل اثنين من الصحافيين الأميركيين على يد "داعش" لن يُخيف بلديهما.

وأضاف الزعيمان في مقالهما المشترك: "سوف نكون أكثر صرامة في الدفاع عن قيمنا، لأسباب ليس أقلها وجود عالم بقدر أكبر من الحرية، تكون جزءاً أساسيا فيه كيفيةُ الحفاظ على شعوبنا آمنة".

وستكون الأزمة الأوكرانية أيضاً على رأس جدول أعمال القمة، وفي هذا الخصوص كتب الرئيسان: "علينا أن نستخدم جيشنا من أجل ضمان الوجود الدائم في أوروبا الشرقية، لنوضح لروسيا بأننا سنتمسك دائما بالمادة الخامسة من التزامنا نحو الدفاع الجماعي عن النفس".

وبموجب المادة الخامسة من ميثاق حلف الأطلسي، فإن "الهجوم على إحدى الدول الأعضاء يعد هجوماً على الحلف بأسره".

موسكو تحذر

غير أنّ الرسالة القوية المرتقبة من حلفاء الأطلسي في القمة إلى روسيا، استبقتها الأخيرة بتحذير إلى كييف من المضي في مشاريع اعادة تفعيل عملية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكدة أن من شأن ذلك "عرقلة" البحث عن حل للنزاع في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف: "في الوقت الذي ننكب فيه على دراسة مقاربات تتيح البدء في حل المشكلة الحقيقية بين كييف والانفصاليين، دعت السلطات الأوكرانية الى تغيير وضعها كدولة خارج التكتل والبدء في عملية انضمام إلى الحلف الأطلسي".

وأضاف لافروف أثناء لقاء مع الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربورن ياغلاند، أنها "محاولة واضحة لعرقلة كل الجهود الرامية الى بدء حوار بهدف ضمان الأمن القومي"، بحسب ما أوردت وكالات الأنباء الروسية.

وأعرب عن أمل موسكو في أن تستخدم كييف والانفصاليون في الشرق الأوكراني خطة النقاط السبع، التي طرحها يوم الأربعاء الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، بهدف "التوصل الى اتفاق" أثناء اجتماع مينسك الجمعة.  

تأتي تصريحات لافروف في وقت اجتمع فيه الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، مع قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا في نيوبورت (بريطانيا)، قبل الافتتاح الرسمي لقمة حلف الأطلسي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر دبلوماسية لم تسمها إن بوروشنكو سيطلع القادة الغربيين على الوضع في شرق أوكرانيا، وسيبحث معهم خطة تسوية الأزمة، التي عرضها الرئيس الروسي.