الأسير محمد الطوس... أمل بالحرية بعد 33 عاماً في سجون الاحتلال

05 فبراير 2018
الأمل في الإفراج عنه لا يغادره (فيسبوك)
+ الخط -



رغم مضي 33 عاماً على أسره داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقضي حكما بالسجن المؤبد، إلا أن الأمل لم يغادر الأسير محمد أحمد الطوس (أبو شادي) من الخليل جنوب الضفة الغربية  بالإفراج عنه ومعانقة الحرية قريباً.

يقبع الطوس حالياً في سجن ريمون الإسرائيلي، هو من الأسرى القدامى، الذين تم اعتقالهم ما قبل اتفاقية أوسلو، عام 1985، وقد بعث برسالة حصلت عليها "العربي الجديد"، عبر نادي الأسير الفلسطيني إثر زيارة المحامية شيرين ناصر له مؤخرا، يؤكد فيها أن الوضع العام في السجن جيد والأمور مستقرة، وأن الأسرى لا يسألون عن شيء سوى الفرج القريب.

"أبو شادي" يتوقع انفراجات قريبة، ويقول: "لا بد أن يخرج الأسرى يوماً ويتنفسوا الحرية فلا السجن باقٍ ولا الاحتلال باقٍ، كل المؤشرات تدل على قرب نهاية الاحتلال طالما أن المتطرفين والعنصريين من يقودون دولة الاحتلال ويتعنتون في إتمام المفاوضات، وما هو إلا سبب لتسريع نهايتهم".

ويتابع: "أنا على يقين أن الفرج قريب، أعيش على أمل كبير بالإفراج عني، أنا الآن أنهي 33 عاماً في الاعتقال، وأدخل عامي الـ34، عندما اعتقلت كان عمر ابني الأكبر شادي 3 سنوات وهو اليوم في الـ36، أما ابني الثاني كان عمره سنة ونصف وهو اليوم يدخل في الـ35 عاما تقريبا، بينما ولدت ابنتي الأخيرة وأنا مطارد، لقد تم اعتقالي ولم أرها إلا بعد أن كبرت وأصبحت صبية وعمرها الآن حوالي 33 عاما"، يقول الطوس في رسالته.

ومع كل ما حدث للأسير الطوس، إلا أنه غير نادم على ما قدم من تضحية كبيرة فداء لهذا الوطن، وهو على ثقة أنه سيخرج من هذا السجن سواء كان أسيراً محرراً أو أسيراً شهيداً، "بكل الأحوال سأخرج إن شاء الله"، هذا هو الأمل برسالة أبو شادي.


يحرص الأسير الطوس على متابعة الأخبار السياسية بالخارج، وخاصة أخبار الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتحركاته الخارجية وموقفه مع أميركا وقرارات ترامب الذي وصفه بالأرعن، "هذه التصرفات ستكون السبب في نهاية أميركا من حكم العالم، والمتابع للأخبار السياسية سيفهم معنى هذا الحديث"، يوضح الأسير الطوس.

ورغم أنه لم يعش مع الأحفاد الثمانية لحظات الحرية كغيره من الأجداد، غير أنه يتواصل معهم هاتفياً باستمرار لكنه لم يرهم أبدا، لأن مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي تعتبرهم من الدرجة الثانية من القرابة وترفض السماح لهم بزيارة جدهم.

من خلال مكالماته الهاتفية مع أحفاده، يعرف الجد تفاصيل حياتهم، "هم يشكون له والدهم وبعضهم يطلب منه بإلحاح أن يعود للبيت كي يروه، ويلعبوا معه ولا يدركون وجوده بالسجن لصغر سنهم، وبعضهم كبر وأصبح يدرك الحقيقة".

خلال زيارة المحامية له، تحدث "أبو شادي" عن تفاصيل حياته الأسرية بشكل استثنائي، لقد كانت عيناه تلمع حبا وشوقا وحنانا بشكل غير اعتيادي، إن أحفاده لا يستطيعون زيارته، أما أبناؤه، فإنهم يزورون والدهم مرة واحدة بالسنة بتصريح أمني.


ويقول الأسير الطوس في رسالته: "أتمنى لو استطيع احتضان أحفادي لمرة واحدة فقط، لكنني أرفض أن يقدم أبنائي، التماسا لمحكمة الاحتلال كي يحصلوا على موافقة لرؤية أحفادي ولو مرة واحدة، لأنه قرار عام يشمل جميع الأسرى ومصلحة السجون لن توافق أبدا لأنها إن سمحت له ستسمح لغيره"، ثم عاد وقال: "سأراهم إن شاء الله بعد الإفراج عني، وأتمنى أن يكون للعمر بقية".