الأسير المُحرر أبو عقل يعانق الحرية بعد حجر صحي جراء كورونا

غزة

محمد السوافيري

avata
محمد السوافيري
15 ابريل 2020
93AFB78A-8E00-46FE-A6C2-73CE536E17AB
+ الخط -

أخيراً، بدا الأسير المُحرر راتب فوزي أبو عقل (35 عاماً) منشرح الصدر وهو يحتضن والديه ويجتمع بذويه عن قرب، بعد حجر صحي استمر 21 يوماً بسبب فيروس كورونا، أعقب خروجه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد اعتقال دام 12 عاماً.

وفي ساحة منزل عائلة المُحرر أبو عقل في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، يُستقبل الضيوف في المكان الذي زُين بعبارات الترحيب والصور التي تمجد بطولته.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أبو عقل، في 24 مارس/آذار 2008 بعد اقتحام منزله في بيت حانون شمال القطاع، وحكمت عليه بالسجن 12 عاما، أمضاها متنقلًا بين السجون الإسرائيلية المختلفة.

بدا أبو عقل سعيداً وهو يشيد بجهود وزارتي الصحة والداخلية للإجراءات المشددة على كل من يدخل غزة، حتى ولو كان أسيراً محرراً بعد فترة طويلة من الغياب عن أهله. يقول لـ"العربي الجديد": "بصراحة، أعلنت فور وصولي إلى حاجز بيت حانون/إيرز، التزامي بقرار الجهات الطبية ودخول الحجر الصحي قبل التقاء أي أحد من أهلي أو معارفي، حيث مكثت 21 يوماً أجريت خلالها فحصين للتأكد من خلو جسمي من فيروس كورونا حفاظًا على حياة أهلي وأبناء شعبي".

غير أنّ ملامح السعادة والبهجة تبددت من وجه الأسير المحرر وهو يتحدث عن أحوال زملائه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فعبّر عن قلقه الشديد على حياتهم خاصة الأسرى المرضى منهم وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة في ظل تفشي الفيروس في دولة الاحتلال.

يقول أبو عقل في هذا الصدد: "نعم، أخشى على حياة الأسرى، في ظل تردي الأوضاع الصحية والمعيشية داخل السجون، من أن يتفشى فيروس كورونا في صفوفهم، وأعتقد أن الاحتلال يحاول ذلك".

ويتهم المحرر الفلسطيني، إدارة السجون الإسرائيلية بتعمد إصابة الأسرى بفيروس كورونا، وذلك بمنع إدخال مواد التعقيم والتنظيف اللازمة إلى السجون، وتعمد الإهمال الطبي بحق الأسرى.

ويناشد أبو عقل، المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية ضرورة الضغط على الاحتلال، للإفراج عن الأسرى خاصة المرضى وكبار السن والنساء والقاصرين، وضعيفي المناعة.

وطالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية المؤسسات الدولية الحقوقية بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلية للإفراج الفوري عن الأسرى، لا سيما الأقل مناعة كالأسرى المرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال، كما طالبت بضرورة تعقيم الأقسام والغرف، محملة الاحتلال المسؤولية كاملةً عن حياة أي أسير يصاب بالفيروس.

وقدم رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار عرضاً نادراً للاحتلال الإسرائيلي، يقضي بالتوصل لصفقة "إنسانية" يفرج من خلالها عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال مقابل معلومات جزئية عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.

لكن دولة الاحتلال التي "رحبت" بالعرض وبتدخل الوسطاء، لم تُبدِ حتى الآن "نوايا حسنة" تجاه الأمر.

وبحسب دراسة لـ"مكتب إعلام الأسرى"، فإنّ نحو 5 آلاف أسير فلسطيني لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، 280 أسيراً منهم من قطاع غزة.

وتشير الدراسة إلى أنّ سجون الاحتلال تمثل أرضية خصبة لإصابة الأسرى بأمراض مختلفة، ومع استمرار سياسة الإهمال الطبي التي يتبعها الاحتلال بحق الأسرى المرضى، تتزايد الأمراض في أجساد الأسرى وتتغلغل لتصبح مع الوقت أمراضاً صعبة وعصية على العلاج.

ذات صلة

الصورة
الأسرى الفلسطينيون يعانون في سجون الاحتلال، 25 يوينو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

طالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية بضرورة تحمل المؤسسات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مسؤولياتها تجاه سياسة التعذيب والقتل والإعدام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
جنازة الأسير الفلسطيني المحرر فاروق الخطيب في بلدة أبو شخيدم، رام الله، الضفة الغربية المحتلة، 20 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تمكّن الأسير الفلسطيني المحرّر فاروق الخطيب في الضفة الغربية المحتلة من تحقيق أمنيته برؤية شقيقه حسام المعتقل إدارياً، قبل أن يستشهد فجر اليوم الاثنين
الصورة
سجن الدامون الإسرائيلي(فيسبوك)

مجتمع

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن إدارة سجن الدامون حولت ماء الشرب كوسيلة عقابية بحق الأسيرات الفلسطينيات، من خلال تعمد تلويثه.
الصورة

سياسة

شرع الأسرى الفلسطينيون في كافة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، في تنفيذ خطوات (عصيان) جماعية ضد إدارة السّجون، وذلك رداً على إعلانها البدء في تطبيق الإجراءات التي أوصى بها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.