الأسير الفلسطيني محمد دويكات بين ظلمتي السجن وفقد البصر

06 ديسمبر 2017
الأسير الفلسطيني محمد دويكات (فيسبوك)
+ الخط -
لم تتوقع عائلة الأسير محمد مازن دويكات (30 سنة) من منطقة "بلاطة البلد" شرق مدينة نابلس الفلسطينية، أن يفقد نجلها بصره بعد أقل من عام على اعتقاله، وتسابق العائلة الزمن من أجل علاج ابنها أو الإفراج المبكر عنه، بعدما ترك في السجن يعاني مرارة الأسر وفقدان البصر.


في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2016، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد دويكات من منزله، بعد نحو أسبوعين على خطوبته الشابة آلاء عصيدة، من قرية تل غرب نابلس، ولم يكن الشاب يعاني حين اعتقاله من أية مشاكل صحية، وفق تأكيد والده الشيخ مازن دويكات لـ"العربي الجديد".

فوجئت العائلة بإلغاء جلسة محاكمة ابنها في التاسع من الشهر الماضي، وكذلك إلغاء زيارة عائلته له بعدها بخمسة أيام، والسبب كان "وعكة صحية ألمت به"، ولم تدرك العائلة أن فيروساً نادراً أصاب عيني محمد، فقد على إثره الرؤية، ويحتاج إلى علاج سريع لإنقاذ عينيه.

نزل الخبر كالصاعقة على العائلة، خاصة والده الممنوع من الزيارة بحجة الرفض الأمني، والذي يوضح لـ"العربي الجديد"، أنه "فقد محمد بصره بسبب فيروس خطير، وتم نقله إلى المستشفى، لكن المطلوب إكمال علاجه والإسراع بذلك من أجل السيطرة على المرض النادر".

ما جرى لمحمد اضطر العائلة إلى أن تناشد كافة المؤسسات الحقوقية، وتقدمت يوم 30 نوفمبر الماضي، من خلال محامي ابنها، بطلب للإفراج المبكر عنه من سجن جلبوع الإسرائيلي، نظراً لحالته الصحية، في محاولة للإسراع بتقديم العلاج اللازم له، لكن المحكمة أجلت النظر بالقضية إلى الحادي عشر من الشهر الحالي.

ويناشد الشيخ مازن دويكات، الجميع أن يتدخل للضغط على الاحتلال لإنقاذ ابنه الوحيد، ويقول: "أنا مستعد أن أقدم نفسي وعشرة من أقاربي رهينة من أجل أن يخرج محمد، ليتم علاجه قبل فوات الأوان، ثم يكمل محاكمته بعد علاجه، إذ إنه ينتظر حكماً بالسجن 22 شهراً، ولا يزال موقوفاً".

وتروي والدة الأسير، صباح دويكات، لـ"العربي الجديد"، ما شاهدته حينما زارته في السجن في 24 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "كان الالتهاب واضحاً في عيني محمد، وطلبت منه أن يذهب لعيادة السجن ليفحص عينيه، لم أكن أدرك أن ذلك سيترك محمد في ظلمتين؛ ظلمة السجن وظلمة فقد بصره".

تعيش العائلة حالياً حالة من التوتر الشديد، تقول والدته: "ليفرجوا عنه. أنا مستعدة لتسليمه بيدي بعد علاجه. محمد ابني الوحيد، وكل الناس تحبه. فيه كل الصفات الطيبة، ولم يكن يعاني من أي مرض قبل اعتقاله، كان رياضياً ويحب كرة القدم".

في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، عقد محمد الحاصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الاتصالات، قرانه على الطالبة في جامعة النجاح بتخصص العلاقات العامة، آلاء عصيدة، لكن الفرحة لم تدم طويلاً، وتم اعتقاله بعد نحو أسبوعين فقط.

تقول آلاء لـ"العربي الجديد": "تقدم لي محمد في خطبة تقليدية، ولم نمض في تعارفنا بعد الخطوبة سوى نحو أسبوعين، لقد عرفت فيه إنساناً رائعاً وخلوقاً وملتزماً. الاحتلال فرقنا، لكن ما يحدث قدرنا ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ونتحمل هذا الابتلاء، أنا أبذل قصارى جهدي لأرفع من معنوياته، ومتأكدة أن محمد صابر ومحتسب على هذا الابتلاء".

في شهر رمضان الماضي، كانت أول زيارات آلاء لخطيبها في سجنه، كانت بالنسبة لها زيارة تملؤها المشاعر المختلطة ما بين الحزن والفرح. كان خبر فقد محمد بصره صاعقة بالنسبة لها، وهي تناشد المؤسسات الحقوقية أن تنقذ خطيبها، وتقول: "محمد اشترى منزلاً وجهزه كي نتزوج ونبني أسرة بعد عدة أشهر من خطوبتنا، لكن الاحتلال حرمنا من إكمال مسيرة حياتنا، ودخلنا في مرحلة جديدة من مرضه الذي يقلقنا حالياً".