كشفت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، شيرين عراقي، اليوم الثلاثاء، عن شهادة الأسير المريض، خالد صالح حسين أبو زينة (58 سنة)، من سكان جنين، والمحكوم بعامين ونصف العام ويقبع في سجن مجدو الإسرائيلي ومعاناته مع جلطات القلب، والإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى تدهور وضعه الصحي.
ووفق بيان للهيئة الفلسطينية، أكد الأسير أبو زينة في شهادته للمحامية، أنه خلال فترة اعتقاله كان يعاني من وضع صحي صعب للقلب حتى عندما تحرر من السجن في عام 2009 كانت عنده 7 شبكيات في القلب، حيث قام بإجراء عمليات في القلب لفتح الصمامات والشرايين المغلقة، وأكد أن الأمر نتيجة تراكمات، وأوضح أنه خلال فترة تواجده في السجن أجرى 3 شبكيات في الخارج، منها عملية في الصمام الرئيسي "التاجي" الذي كان هو أيضا مغلقا.
ويتناول أبو زينة 13 نوعاً من الأدوية بصفة دائمة، إضافة إلى دواء مرض السكري، كما أصيب بعد الاعتقال بأكثر من نوبة قلبية، وكان الأطباء والممرضون في مجدو على علم بوضعه الصحي الصعب وملازمة الدوخة له ودخوله في غيبوبة أكثر من مرة.
وأكد الأسير أبو زينة أنه يعاني أيضا من ضيق في الصدر وألم دائم لا يستطيع تحمله، ويروي كيف أنه رفض في عيادة سجن مجدو تناول حبة دواء لا علاقة لها بوضعه الصحي، لكونها توصف للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، ولم يأخذها بالرغم من الآلام القوية التي كان يعاني منها.
وفي 27 يوليو/تموز 2017، خلال تواجده في سجن جلبوع عانى من ضيق في الصدر، وكانت الأعراض التي عانى منها قريبة من الجلطة، وكان ذلك قرابة الساعة السابعة مساء، حيث بدأ الأسير يصرخ من شدة الألم لدرجة تعاطف معه كل الأسرى من شدة الصراخ والتعب الذي ألمّ به، وتم حمله إلى العيادة من قبل الأسرى الذين لم يسمح لهم بالبقاء معه.
وتابعت الهيئة في نقلها لشهادة الأسير أبو زينة: "قام المضمد هناك بفحص روتيني للضغط لا يعطى لمريض في القلب حتى أنه غير مؤهل لوجوده في العيادة، هو فقط يراقبها ويحرسها ومعروف في هذه الحالات إعطاء الأسير إما حبة (كاردولوج) أو بخاخاً لتخفيف ضيق الصدر، وبما أن المضمد غير مؤهل لإعطائه إياه أكد أن الطبيب أيضا أخذ المفتاح معه للبيت ولا يوجد مفتاح آخر لفتح خزانة الأدوية. ويقول الأسير:" كنت أصرخ دون وجود طبيب لعلاجي بعد ساعة قالوا لي ارجع للقسم بعد أن قاموا بإعطائي مسكنا".
وأردف: "رجعت وأنا محمول وبقيت أصرخ دون أي تحسن حتى أن الحبة التي أعطوني إياها كانت للغازات، التي كنت أخرجها دون أن أتوقف عن الصراخ نهائيا" .
وتابع "لم أستطع الدخول للغرفة وصرخت لغاية حضور الطبيب الساعة السادسة والنصف صباحا من اليوم الموالي، حيث بعثني بشكل مستعجل إلى مشفى العفولة للعلاج المكثف. لحظة دخولي تم إعطائي البخاخ لتحسين التنفس والضيق الذي أعاني منه، وكذلك إبرا للتمييع والسكري"، لافتا إلى أنه تم خلال أربعة أيام قبل دخوله للعملية بشكل يومي منحه أدوية للتمييع وإبرا تحقن في البطن.
وواصل في شهادته "بعد أربعة أيام تم إدخالي للعملية بتاريخ الأول من أغسطس/آب 2017، بعد أن استحضروا تعديل السكري وتم إجراء 3 شبكيات بالقلب مرة واحدة، الأمر الذي يؤكد خطورة الوضع الصحي الذي كنت فيه، وتم عمل الشبكيات مع بعضها البعض".
وأبرز أنه بعد أن أنهى الأطباء العملية قالوا له " كتب لك عمر جديد ". ومكث في القسم المكثف يومين تحت المراقبة ومن ثم يومين في الأقسام العامة في المشفى، حيث قضى هناك 8 أيام .
وأكد أبو زينة أنه منذ إجراء العملية وهو يشعر بتعب وهزال ولا يقوى على الحديث أو الأكل أو الشرب، حتى أن الأسرى في القسم يساعدونه إذا أراد أن يستحم.
وتابع: قبل أسبوع أصابتني الحالة مرة أخرى ووصلت دقات قلبي إلى 191 و180 دقة في الدقيقة. كانت الساعة قرابة الرابعة عصرا وتم أخذي للعيادة على الفور من قبل الأسير حمزة أبو الهيجاء ممثل القسم.
"كانت هناك حاجة ماسة لوضع الأوكسجين لي، ولكن الأنبوبة كانت فارغة ولم يكن هناك في العيادة أوكسجين. دقات القلب كانت سريعة جدا، لم أستطع أن أتحمل. الممرض اتصل بالطبيب وأكد له أنه لا يريد أن يتحمل خطورة وضعي للحظة".
وتابع: أكد الطبيب ضرورة نقلي للمشفى مرة أخرى وبالفعل تم استقبالي، وحقني بإبر ضد الجلطات كل أربع ساعات، كما أجريت الفحوصات والصور اللازمة ومكثت في المشفى مدة خمسة أيام، وأكدوا لي أن المشكلة ليست بالشبكيات أو الشرايين وإنما جسمي لم يعد يحتمل، كما أن الرئتين بحاجة لتدخل جراحي، إلا أن وضعي الصحي لا يسمح بذلك حاليا.
وأكد الأسير أبو زينة، في شهادته، أنه بعد رجوعه من المشفى ما زال يعاني من وضع صعب ولا يستطيع الحركة من على الكرسي، حتى أنه يخرج الحديث بصعوبة كبيرة.