بدأت الأسهم السعودية في التعافي الأسبوع الماضي، ولكنه تعاف كان مدفوعاً بالإعلان عن موعد دخول المستثمر الأجنبي في سوق السعودية، فبعد يومين من إعلان هيئة سوق المال أنه سيكون بمقدور غير السعوديين شراء، وبيع الأسهم بكل حرية بدءاً من 15 يونيو/حزيران المقبل، ارتفع مؤشر الأسهم السعودية فوق مستوى الـ 9000 نقطة، لينهي آخر جلسات الأسبوع على ارتفاع 86.7 نقطة، ليصل لـ 9251 نقطة، وبمكاسب أسبوعية بلغت 301 نقطة، مقارنة بآخر إغلاق للأسبوع الماضي، ولأول مرة في عام 2015، تجاوزت السيولة التسعة مليارات ريال متأثرة بالأخبار الجيدة.
ويقول المحلل المالي محمد الشمري لـ "العربي الجديد": "تأثرت السوق السعودية في الفترة الماضية بالأوضاع السياسية والاقتصادية الدولية، وأيضا بنتائج الشركات المدرجة في السوق، وسط تخوف من نتائج سلبية لشركات البتروكيماويات التي تقود السوق، سيكون الأسبوع المقبل حاسما لتحديد هل سيستمر السوق في الصعود أو يعود من جديد للتذبذب".
وبدءاً من 15 يونيو سيكون الأجانب متواجدين بشكل مفتوح في السوق، ولكن وسط جو الترقب هناك مخاوف من ألا تكون الشروط المحددة كافية، وكشف رئيس هيئة سوق مالية محمد الجدعان أنهم استقبلوا أكثر من 500 ملاحظة من كبار المصارف الدولية، وصناديق الاستثمار العالمية المهتمة بالاستثمار في السوق السعودية، حول القواعد المنظمة لاستثمار المؤسسات المالية الأجنبية، وقال الجدعان: "أمضينا خمسة أشهر في استقبال ملاحظات المهتمين بالسوق، ودرسناها بشكل مفصل".
وستعلن الهيئة في الرابع من مايو/أيار المقبل الصيغة النهائية للضوابط التي ستحدد استثمار غير السعودي في سوق الأسهم، وستكون نافذة ببداية يونيو/حزيران، كما تعكف الهيئة حالياً على تحديث لائحة صناديق الاستثمار.
وأضاف الجدعان: "ندرس حالياً القواعد المنظمة للمنشآت ذات الأغراض الخاصة، إلى جانب مراجعة وتحديث لائحة الأشخاص المرخص لهم".
وشهدت السوق في الآونة الأخيرة تراجعاً. ويرجع المحللون هذا التراجع لما تمر به المنطقة من أحداث سياسية واقتصادية، خاصة أسعار النفط التي قادت المؤشر للهبوط بشكل كبير، ويشدد المختص في السوق المالية السعودية هاني الجوهر على أن مؤشر السوق كان في مرحلة هبوط في الفترة الماضية، ولكن مع توالي إعلان نتائج الشركات التي كانت في معظمها جيدة، وخاصة البنوك بدأ السوق يتحسن.
ويقول لـ "العربي الجديد": "إعلان موعد دخول المستثمر الأجنبي كان دافعاً كبيراً للسوق نحو التحسن"، ويضيف: "الجلسات المقبلة لسوق الأسهم ستكون مرتبطة بالتطورات في المنطقة، وهذا سيشكل ضغطاً كبيراً على السوق، إضافة إلى نتائج الشركات البتروكيماوية التي يتوقع أن تُعلن الأسبوع المقبل".
ويشدد الجوهر على أنه متى ما كانت هذه النتائج جيدة فسوف يواصل السوق الصعود، ولكنّ المحللين يتوقعون أن تُعلن الشركات البتروكيماوية عن أداء غير جيد، خاصة العملاقة سابك وهو ما يعني أن المؤشر سيواجه صعوبة في استكمال الصعود، ويضيف: "الترقب الكبير لقطاع التأمين، لأنه قطاع المضاربة الأكبر، خاصة وأنه من المتوقع إلا تكون نتائج سابك وأخواتها جيداً بسبب هبوط أسعار النفط، لا أحد يتوقع معجزات بهذا الشأن".
ويرى مختصون في الأسواق المالية أن دخول الشركات الأجنبية في سوق الأسهم السعودي سيرفع السيولة بقوة، ولكن ستكون أربعة قطاعات هي المستهدفة، فالمستثمرون غير السعوديين سيركزون أكثر على القطاعات المصرفية والاتصالات والتجزئة والبتروكيماويات؛ كونها الأكثر استقرارا.
ويقول محمد الشمري: "من المتوقع أن يدعم دخول المستثمر الأجنبي السوق السعودية، ويدعم من مسارها التصاعدي".
اقرأ أيضاً:
الشركات السعودية تشدد الضوابط في أعقاب فضيحة "موبايلي"