ما زال الحوار قائماً بين الأسرى الفلسطينيين ومصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، بشأن مطالب الأسرى الذين أعلنوا تنفيذ الإضراب التدريجي عن الطعام لتحقيقها، وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، اليوم الأحد، أن الأسرى قرروا تأجيل الإضراب، وأن "القرار النهائي سيعلن فور انتهاء الحوار".
وأشار أبو بكر في بيان، إلى أنه تم الاتفاق على تركيب هواتف عمومية داخل السجون (لم تكن متوفرة من قبل)، وأن الحوار مستمر حول عددها وفي أي الأقسام ستوضع، وفي ما يتعلق بالمعتقلين المنقولين والمعزولين من جراء الأحداث الأخيرة في السجون، قال إن "إدارة المعتقلات وافقت على إعادتهم إلى السجون التي كانوا فيها، وإنهاء عزل المعاقبين داخل الزنازين".
وستكشف الساعات القادمة موقف الأسرى من الحوار، فيما طالب عشرات الفلسطينيين من أهالي الأسرى والنشطاء اليوم الأحد، خلال مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، بضرورة الالتفاف حول الأسرى ومساندتهم من أجل تحقيق مطالبهم، بعدما عقدوا نيتهم التصعيد ضد إدارة سجون الاحتلال.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات "أم الأسير بتنادي. توحد يا شعب بلادي"، و"يا أسير دوس دوس. ع السهير وع الجاسوس"، و"فليسقط غصن الزيتون. ولتحيا البندقية"، و"يلي بتسال شو اللي صار. سجن النقب ولع نار"، و"الانتقام الانتقام. أبو علي وأقصى وقسام".
وقالت عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات، لـ"العربي الجديد"، على هامش المسيرة: "في هذه اللحظات الحاسمة من عمر أبنائنا وأحبابنا في سجون الاحتلال نخرج لنقف إلى جانب الأسرى في هذه المعركة ضد الاحتلال من أجل مساندتهم في مطالب حياتية ليعيشوا بكرامة داخل السجون. دائماً الأسرى يواجهون المحتل بأجسادهم العارية وأمعائهم الخاوية، وهذا السلاح الوحيد معهم، ومن أجل ذلك لا بد من الوقوف إلى جانبهم لتقصير عمر الإضراب عن الطعام".
وقال الناشط عمر عساف لـ"العربي الجديد": "خرجنا لنؤكد للأسرى أننا معكم، ولن نترككم فريسة للاحتلال، ولا بد للسلطة أن ترتقي لمستوى التحديات واستعادة الوحدة، وتعزيز صمود الأسرى من أجل أن يستجيب الاحتلال لمطالبهم، ولا بد من العمل الفاعل دولياً لتفعيل قضية الأسرى. مطلوب من الشعب الفلسطيني مزيد من الالتفاف حول الأسرى، ولا بد من إحداث نقاط اشتباك على نقاط التماسّ من أجل أن يفهم الاحتلال أن تعنّته تجاه الأسرى لن يمر بدون ثمن".
من جانبها، قالت الناشطة سهير داود لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المسيرة تأتي كرسالة للجميع بأن الأسرى في خطر، وخاصة بعد ما جرى لهم من اعتداء وقمع، وتركيب أجهزة تشويش تضر بصحتهم". مطالبة الجميع بضرورة دعم الأسرى، وأن تكون قضيتهم على جدول أعمال أي اتفاق سلام قادم.
وقالت سناء سلامة، زوجة الأسير وليد دقة لـ"العربي الجديد": "من الواجب والضروري أن يواكب الشارع الفلسطيني نبض الأسرى وخطواتهم النضالية ضد مصلحة السجون الإسرائيلية، نودّ أن يحصل الأسرى على حقوقهم دون خوض إضراب، أو أن يكون هناك خطورة على حياتهم، ونطالب القيادات الفلسطينية والشارع الفلسطيني أن يدعموا الأسرى حتى تحصيل حقوقهم".
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إن "الحوار ما يزال قائماً بين ممثلي الأسرى وإدارة معتقلات الاحتلال حول مطالبهم، وهناك جهود كبيرة تبذل من أجل حسم القضايا المركزية، وأن الحوار يتجه نحو الإيجاب، وخلال الساعات القادمة سيُحسم قرار تنفيذ الإضراب عن الطعام من عدمه".
وأعلن الأسرى في وقت سابق استعدادهم للشروع في إضراب عن الطعام، لاستعادة حقوقهم التي سلبتها إدارة معتقلات الاحتلال، ورفضاً لإجراءات التنكيل المستمرة منذ شهر أغسطس الماضي، بعد التوصيات التي أعلنها وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، التي أدت إلى تصاعد حدة المواجهة بين الأسرى وإدارة السجون، ووصلت ذروتها بعد عمليتي القمع الأشدّ في معتقلي عوفر، والنقب، التي أصيب فيها عشرات الأسرى.