كلّف رئيس النظام السوري بشار الأسد، بصفته قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة، اللواء كفاح ملحم، بتسيير شعبة الاستخبارات العسكرية، بشكل مؤقت، من جرّاء إحالة رئيسها السابق اللواء محمد معلا على التقاعد، وسط ترجيحات أن يكلف ملحم برئاسة الشعبة بشكل رسمي خلال الأيام المقبلة، وخاصة أنه يعتبر من المقربين منه.
وشغل ملحم منصب نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية منذ عام 2015، كما كلف برئاسة اللجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية الشاملة لمحافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، عقب هجوم تنظيم "داعش" في 25 تموز/ يوليو الماضي.
وتفيد معلومات متقاطعة بأن ملحم أدى دوراً مهماً في تهدئة التوتر، الذي تعيشه السويداء بين الفصائل المحلية والأجهزة الأمنية، إضافة إلى الحدّ من طرح إدخال الجيش إلى السويداء لفرض سيطرة النظام، وخاصة أن عشرات آلاف الشباب بالمحافظة يمتنعون عن الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، إضافة إلى الحدّ من الاعتقالات التعسفية.
وشغل ملحم قبل تسلمه نائب رئيس الشعبة، رئاسة "فرع المعلومات" في شعبة الاستخبارات العسكرية منذ عام 2014، الذي يعدّ من أهم الأفرع في الشعبة، وذلك بعدما تسلم منذ 2012 رئاسة فرع الاستخبارات العسكرية في اللاذقية، وقبله رئيس فرعها في حلب، بعدما شغل منصب رئيس فرع التحقيق رقم 248، منذ عام 2008، وقد قدم إلى شعبة الاستخبارات العسكرية من قوات الحرس الجمهوري، حيث كان يخدم تحت إمرة باسل الأسد، شقيق الرئيس الحالي للنظام، الذي قتل جراء حادث سير عام 1994.
ويتهم كفاح ملحم، المنحدر من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس، بارتكاب العديد من الانتهاكات والجرائم منذ انطلاق الثورة السورية، بدءاً من المشاركة في قمع الحراك في العاصمة السورية دمشق، ثم في حلب، إضافة إلى قيادة العمليات العسكرية في أرياف اللاذقية.
وبحسب منظمة "مع العدالة"، فإن ملحم هو أحد المسؤولين المباشرين عن عمليات التحقيق والتعذيب مع المعتقلين في معتقلات النظام، كما أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن ملحم أشرف على عمليات القتل والتعذيب التي تمّت في فرع الاستخبارات العسكرية في مدينة حلب "الفرع 290"، الذي قام عناصره بارتكاب "تجاوزات كبيرة" ضد المعتقلين، إذ وثق تقرير صادر عن المنظمة في تموز 2012، ممارسات فرع الاستخبارات العسكرية في حلب والجرائم التي ارتكبها عناصره تحت إشراف ملحم حينها.
وأدرج ملحم ضمن قوائم عديدة صادرة لمعاقبة شخصيات من النظام، منها قوائم العقوبات البريطانية، والأوروبية، والكندية، بسبب تحميله مسؤولية عن عدد كبير من الانتهاكات التي ارتكبت بحق السوريين المناهضين للنظام.