تقوم المؤسسات الاقتصادية والتجارية المرتبطة بالمقاولات والمنشآت العامة والخاصة على العمل الجماعي، الذي يبنى على توحيد مجهود العاملين، وتفاعل القدرات والكفاءات البشرية، وتنسيق الحركة بين كل الفاعلين بغرض إنجاز أنشطة مبرمجة ذات غايات محددة وأهداف مضبوطة، حيث يتحمل كل عضو في مجموعة العمل مسؤوليته الكاملة في تحقيق مهامه المحددة سلفاً.
لقد كان للثورة التكنولوجية في جانبيها المعلوماتي والتواصلي وقع كبير على العمل التعاوني، فتم إثراء أدوات العمل ببرمجيات حاسوبية تعنى بالعمل الجماعي، صممت لخلق الترابط بين الأفراد والمؤسسات مهما تباعدت أمكنتهم الجغرافية، وذلك بالاعتماد على شبكة الإنترنت، وآليات للاتصال، وأنظمة للتخزين ولوحات للنشر من أجل إرساء مشاريع مشتركة وقيمة. ويقصد هنا بالفعل التعاوني مشاركة الآخرين بالأفكار والأطروحات، والتنسيق بين صناع القرار، والتنظيم المؤسساتي للمعلومات والتحركات الجماعية، والإنتاج المشترك لمخرجات العمل ونشر المحصلة النهائية للعموم.
اقرأ أيضا: التحديات التكنولوجية في قطاع التأمينات
وعلى هذا الأساس، تمتاز البرامج التكنولوجية التعاونية بنقل العمل التعاوني والجماعي إلى عمل تشاركي، فهذا الأخير هو عمل اندماجي وتكاملي يقوم بإجراء تعديلات وتحيين للمعلومات بشكل مطرد، كما أن العلاقات بين الأفراد ذات طابع أفقي على العكس من العلاقات التعاونية التي ما زالت تحافظ على التراتبية والهرمية في العمل، إضافة إلى أن العمل التشاركي يحث على مسؤولية الجميع والتتابع المتواصل في الإنجاز للوصول للهدف.
وبناءً على ما تقدم، فالبرامج التعاونية الحديثة هي مجموعة من التكنولوجيات المشتركة، وطرق موحدة للعمل عبر الوسيط الإلكتروني، تمكن من نشر المعلومة عبر المنظومة الرقمية وإيصالها إلى مجموعة بشرية ملتزمة بالعمل التشاركي، بما يسهل إنجاز الأدوار المطلوبة وإيجاد التبادل المعرفي والفكري بين العاملين في المؤسسة الواحدة.
اقرأ أيضا: تكنولوجيا النقل الذكي... إنه المستقبل
تتجلى وظائف البرامج التعاونية في تأدية أدوار متعددة من خلال أدوات للاتصال والتبادل، كالبريد الإلكتروني، والمنتديات الرقمية، وأنظمة الاجتماع الإلكتروني، ومشاركة التطبيقات، ومؤتمرات الفيديو ومؤتمرات البيانات، وكذلك، أدوات لإدارة التعاون تسهل العمل الجماعي وتطوير المعرفة وسير العمل عبر إدارة محكمة للوقت من خلال مذكرات رقمية وبرامج زمنية للتحركات العامة وإدارة للمشاريع، الأمر الذي من شأنه المساعدة على اتخاذ القرارات.
وفي المجمل، نجد أن أدوات البرامج التعاونية تسعى لتحقيق تواصل كامل بين فرق العمل بالمؤسسات، تنسيقاً شاملاً بين الأفراد، والمشاركة والتبادل المعرفي، وكذلك القدرة على الولوج للعلم والمعارف. وعلى هذا المنوال، فمزايا البرامج التعاونية تتمثل في مشاركة الوثائق، انسجام كل الفرقاء في التنظيم والمؤسسة وتثمين المعلومة لصناعة القرار.
اقرأ أيضا: رهانات إنترنت الأشياء
وفي هذا الصدد، تبرز أهم استعمالات البرامج التعاونية في التعلم عن بعد والعمل عن بعد، فالأول يستند إلى منصة إلكترونية للتبادل والمشاركة، يعتمد في ذلك على منظومة إدارة التعلم ومكتبات مفتوحة المصدر ودروس افتراضية مباشرة، بينما العمل عن بعد يمكن من تأدية الواجب العملي من المنازل بعيداً عن المقر الاجتماعي لمؤسسة العمل، مما يجعل كل الأفراد العاملين يتحمّلون المسؤولية كاملة وموجهين نحو تحقيق النتائج المستهدفة من طرف قيادة المؤسسة، بما يمكن من تقليص التكاليف ورفع الأرباح.
تعتبر ويكيبيديا تجلياً حقيقياً للبرامج التعاونية، فتلك الموسوعة المتنوعة، المفتوحة ومتعددة اللغات، والتي يستطيع الجميع المساهمة في تحريرها، تحتوي على أكثر من ستة ملايين مقالة بحوالى 250 لغة، وتختلف مجالات هذه الموسوعة من علوم دقيقة، وعلوم تطبيقية، وعلوم إنسانية، والثقافة والفنون. وتعتمد على منهجية تشاركية في المدخلات والمخرجات ونظام إداري تعاوني ينشر المعارف وينشط الموسوعة من خلال جماعة أهلية تعنى بشؤون هذه المؤسسة، حيث تشتمل على مشاريع بأهداف محددة.
اقرأ أيضا: الطب عن بُعد... ثورة التكنولوجيا
في عالم مليء بالمتغيرات، أصبح البحث عن التعاون والمشاركة رهاناً رئيسياً للأفراد والمؤسسات، خاصة مع انتشار ودمقرطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلى النضج المتنامي لأدوات العمل التعاوني، بما يستجيب لمتطلبات العصر المتعددة.
(باحث وأكاديمي مغربي)
لقد كان للثورة التكنولوجية في جانبيها المعلوماتي والتواصلي وقع كبير على العمل التعاوني، فتم إثراء أدوات العمل ببرمجيات حاسوبية تعنى بالعمل الجماعي، صممت لخلق الترابط بين الأفراد والمؤسسات مهما تباعدت أمكنتهم الجغرافية، وذلك بالاعتماد على شبكة الإنترنت، وآليات للاتصال، وأنظمة للتخزين ولوحات للنشر من أجل إرساء مشاريع مشتركة وقيمة. ويقصد هنا بالفعل التعاوني مشاركة الآخرين بالأفكار والأطروحات، والتنسيق بين صناع القرار، والتنظيم المؤسساتي للمعلومات والتحركات الجماعية، والإنتاج المشترك لمخرجات العمل ونشر المحصلة النهائية للعموم.
اقرأ أيضا: التحديات التكنولوجية في قطاع التأمينات
وعلى هذا الأساس، تمتاز البرامج التكنولوجية التعاونية بنقل العمل التعاوني والجماعي إلى عمل تشاركي، فهذا الأخير هو عمل اندماجي وتكاملي يقوم بإجراء تعديلات وتحيين للمعلومات بشكل مطرد، كما أن العلاقات بين الأفراد ذات طابع أفقي على العكس من العلاقات التعاونية التي ما زالت تحافظ على التراتبية والهرمية في العمل، إضافة إلى أن العمل التشاركي يحث على مسؤولية الجميع والتتابع المتواصل في الإنجاز للوصول للهدف.
وبناءً على ما تقدم، فالبرامج التعاونية الحديثة هي مجموعة من التكنولوجيات المشتركة، وطرق موحدة للعمل عبر الوسيط الإلكتروني، تمكن من نشر المعلومة عبر المنظومة الرقمية وإيصالها إلى مجموعة بشرية ملتزمة بالعمل التشاركي، بما يسهل إنجاز الأدوار المطلوبة وإيجاد التبادل المعرفي والفكري بين العاملين في المؤسسة الواحدة.
اقرأ أيضا: تكنولوجيا النقل الذكي... إنه المستقبل
تتجلى وظائف البرامج التعاونية في تأدية أدوار متعددة من خلال أدوات للاتصال والتبادل، كالبريد الإلكتروني، والمنتديات الرقمية، وأنظمة الاجتماع الإلكتروني، ومشاركة التطبيقات، ومؤتمرات الفيديو ومؤتمرات البيانات، وكذلك، أدوات لإدارة التعاون تسهل العمل الجماعي وتطوير المعرفة وسير العمل عبر إدارة محكمة للوقت من خلال مذكرات رقمية وبرامج زمنية للتحركات العامة وإدارة للمشاريع، الأمر الذي من شأنه المساعدة على اتخاذ القرارات.
وفي المجمل، نجد أن أدوات البرامج التعاونية تسعى لتحقيق تواصل كامل بين فرق العمل بالمؤسسات، تنسيقاً شاملاً بين الأفراد، والمشاركة والتبادل المعرفي، وكذلك القدرة على الولوج للعلم والمعارف. وعلى هذا المنوال، فمزايا البرامج التعاونية تتمثل في مشاركة الوثائق، انسجام كل الفرقاء في التنظيم والمؤسسة وتثمين المعلومة لصناعة القرار.
اقرأ أيضا: رهانات إنترنت الأشياء
وفي هذا الصدد، تبرز أهم استعمالات البرامج التعاونية في التعلم عن بعد والعمل عن بعد، فالأول يستند إلى منصة إلكترونية للتبادل والمشاركة، يعتمد في ذلك على منظومة إدارة التعلم ومكتبات مفتوحة المصدر ودروس افتراضية مباشرة، بينما العمل عن بعد يمكن من تأدية الواجب العملي من المنازل بعيداً عن المقر الاجتماعي لمؤسسة العمل، مما يجعل كل الأفراد العاملين يتحمّلون المسؤولية كاملة وموجهين نحو تحقيق النتائج المستهدفة من طرف قيادة المؤسسة، بما يمكن من تقليص التكاليف ورفع الأرباح.
تعتبر ويكيبيديا تجلياً حقيقياً للبرامج التعاونية، فتلك الموسوعة المتنوعة، المفتوحة ومتعددة اللغات، والتي يستطيع الجميع المساهمة في تحريرها، تحتوي على أكثر من ستة ملايين مقالة بحوالى 250 لغة، وتختلف مجالات هذه الموسوعة من علوم دقيقة، وعلوم تطبيقية، وعلوم إنسانية، والثقافة والفنون. وتعتمد على منهجية تشاركية في المدخلات والمخرجات ونظام إداري تعاوني ينشر المعارف وينشط الموسوعة من خلال جماعة أهلية تعنى بشؤون هذه المؤسسة، حيث تشتمل على مشاريع بأهداف محددة.
اقرأ أيضا: الطب عن بُعد... ثورة التكنولوجيا
في عالم مليء بالمتغيرات، أصبح البحث عن التعاون والمشاركة رهاناً رئيسياً للأفراد والمؤسسات، خاصة مع انتشار ودمقرطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إضافة إلى النضج المتنامي لأدوات العمل التعاوني، بما يستجيب لمتطلبات العصر المتعددة.
(باحث وأكاديمي مغربي)