لا تتلخص محاربة العنصرية بتقبل آخرٍ من أقلية مُعينة، عرقية أو دينية أواجتماعية أو طبقية. وإنما تمتد نحو التعامل بحساسية مع الأمور التي يمكن أن تزعجه أو تشعره بانتهاك كرامته، والسعيّ لإشراك "الجميع" في المجتمع بشكل متساو. وعلى الرغم من التغيرات الثقافيّة التي نشهدها، ما زالت صناعة الأزياء تحوي ممارسات عنصريّة، أو إشارات عرقيّة مُهينة، فهي تختلف عن غيرها من القطاعات بقربها من المستهلك، وتواجدها بشكل دائم ومتواصل في حياته اليومية.
أثار، أخيرًا، إعلان لعلامة "دولتشي وغابانا" Dolce & Gabbana جدلاً عالمياً واتهامات بالعنصرية طاولت الشركة. إذ تظهر في الإعلان فتاة آسيوية الملامح، يعلّمها صوت رجل يتحدث لغة الماندرين (وهي إحدى اللغات في الصين)، كيفيّة أكل قطعة بيتزا باستخدام عصيّ الطعام الآسيوية، وهي تبتسم من الخجل لعدم معرفتها بالبيتزا أو طريقة التعامل معها. اعتبر الصينيون الغاضبون هذا الإعلان عنصرياً. فبرأي البعض، تتعامل العلامة (أو الغرب بأكمله) معهم على أنهم يجهلون أشياء أصبحت جزءاً من المعرفة الجمعية، كالبيتزا وأسلوب أكلها. وانتقدوا تناسي علامة بهذه الشهرة، الحساسية التي يمكن أن تثيرها هذه الدعاية القصيرة.
المستغرب أن علامة بضخامة "دولتشي وغابانا"، يمرّ فيها إعلان مرئي على عشرات العاملين ضمن الشركة، ثم ينتقل إلى الشركة المصممة والمنتجة للإعلان، ليراه عشرات الموظفين، ثم يتم إنتاجه ونشره بكل ما تمتلكه ماكينة التسويق الكبيرة لدى الشركة، دون أن يثير انتباه أحد ضمن هرميّة الإنتاج، ولا يشيّر أي منهم إلى التأثير السلبي الذي قد يولده استخدام الثقافة الصينية بهذه الطريقة.
دفعت موجة الانتقادات العلامة الشهيرة إلى إلغاء عرض أزياء في شانغهاي، كان يتوقع أن يحضره الآلاف. وأثر ذلك على أسهم الشركة، إذ يشكّل السوق الصيني ثلث استهلاك السوق العالمية للأزياء الرفيعة. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالربح المادي، بل باحترام الثقافات والحساسيات الأخرى، كما أشارت الحملات والتعليقات الناقدة التي كتبها صينيّون على الشبكة العنكبوتية.
اقــرأ أيضاً
طال الأمر نفسه دار "ديور" للأزياء، بعد نشرها إعلاناً للعطر الرجالي "سوفاج" (وتعني بري/ متوحش بالفرنسية)، والذي يظهر فيه الممثل، جوني ديب، في صحراء تشبه تلك الموجودة في القارة الأميركية ذات الألوان المأخوذة من لوحات المدرسة الرومانسية الأميركية، ومعه فتاة ترقص، وواحد من السكان الأصليين لأميركا يتراقص أيضاً أمام النار في الأفق. أثار الإعلان موجة من الغضب لدى الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان، واتُهمت الدار بعدم الحساسيّة في تقديمها صورة سكان أميركا الشمالية. كما نُعتت بالسطحية لاختيار معنى اسمه "متوحش"، متناسيّة أن هذه الكلمة كان يطلقها مستعمرو القارة الأميركية على السكان الأصليين الذين تمت إبادتهم. دفعت الشكاوى الشركة إلى تقديم اعتذار رسمي، شارحةً موقفها، بأنه محاولة لتقدير الثقافة الأميركيّة الأصيلة.
وقامت دار"غوتشي" Gucci أيضاً بإثارة غضب الأميركيين من أصول أفريقية، عبر تقديمها منتجات اعتبرت مهينة جداً. كالوشاح الذي يتم وضعه على القسم السفلي من الوجه، والمفتوح عند الفم وحول تلك الفتحة، توجد دائرة حمراء، الأمر الذي اعتبره العديد من الأميركيين من أصول أفريقية مهيناً جداً، لأنه يحاكي شكل "الوجه الأسود" الذي يعود تاريخه إلى لوحات عنصرية قديمة تقدم السود بشفاه غليظة حمراء. ما حمل الدار على الاعتذار وسحب المنتج من الأسواق. ذات الأمر مع دار "برادا" Prada التي سحبت من الأسواق علاقة المفاتيح باهظة الثمن، لأنّها تمثل قرداً بشفاه حمراء، وبسبب ذات الانتقادات، سُحب المنتج من الأسواق.
مشاهير ضد العنصريّة
قاطع مشاهير العالم العديد من العلامات الكبيرة، كصاحب الأوسكار، سبايك لي Spike Lee، ومغني الراب، تي آي T.I، وغيرهم من أصحاب البشرة السوداء. وطالب سبايك لي بزيادة عدد العمال من أصول غير بيضاء في هذه الدور. كما تمت مقاطعة "أتش وإم" التي وضعت على أحد قمصانها ضمن مجموعة الأطفال، طفلاً أسود البشرة كتب إلى جانبه Coolest monkey in the jungle. ذات المقاطعة طاولت علامة "أديداس" التي أصدرت حذاء أبيض بالكامل بمناسبة "شهر تاريخ الأميركيين من أصول أفريقية". وتأتي هذه الحملات بعد أن بدأت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة، نايومي كامبل، عام 2013 بحملة طاولت مؤسسات تنظيم عروض الأزياء. إذ طالبت بتوظيف عدد أكبر من العارضات الملونات، وخاصة السوداوات، في عروض الأزياء العالمية التي تقيمها الدور الشهيرة. وقالت كامبل في لقاء على قناة "إي بي سي" الأميركية، بعد أن عبرت عن غضبها من تاريخ هذه الممارسات التي تعود للسبعينيات، إن المصممين يختبئون خلف المعايير الجمالية القديمة التي تم إنتاج معظمها في فترة النهضة الأوروبية، أو استوحت التقاليد العلميّة الاستعمارية التي درست الشعوب غير الأوروبية بنظرة دونيّة. وأضافت: "لا نقول إنهم عنصريون لكن أفعالهم عنصرية". وقالت العارضة إيمان في نفس اللقاء: "لا يمكننا أن نبقى صامتين، الأمر غير مقبول، وإن لم نتمكن من إجراء محادثة أو بالأحرى إن لم يكن هناك حديث في الموضوع بشكل علني، فهذا يعني أن هناك مشكلة في الصناعة ذاتها".
أثار، أخيرًا، إعلان لعلامة "دولتشي وغابانا" Dolce & Gabbana جدلاً عالمياً واتهامات بالعنصرية طاولت الشركة. إذ تظهر في الإعلان فتاة آسيوية الملامح، يعلّمها صوت رجل يتحدث لغة الماندرين (وهي إحدى اللغات في الصين)، كيفيّة أكل قطعة بيتزا باستخدام عصيّ الطعام الآسيوية، وهي تبتسم من الخجل لعدم معرفتها بالبيتزا أو طريقة التعامل معها. اعتبر الصينيون الغاضبون هذا الإعلان عنصرياً. فبرأي البعض، تتعامل العلامة (أو الغرب بأكمله) معهم على أنهم يجهلون أشياء أصبحت جزءاً من المعرفة الجمعية، كالبيتزا وأسلوب أكلها. وانتقدوا تناسي علامة بهذه الشهرة، الحساسية التي يمكن أن تثيرها هذه الدعاية القصيرة.
المستغرب أن علامة بضخامة "دولتشي وغابانا"، يمرّ فيها إعلان مرئي على عشرات العاملين ضمن الشركة، ثم ينتقل إلى الشركة المصممة والمنتجة للإعلان، ليراه عشرات الموظفين، ثم يتم إنتاجه ونشره بكل ما تمتلكه ماكينة التسويق الكبيرة لدى الشركة، دون أن يثير انتباه أحد ضمن هرميّة الإنتاج، ولا يشيّر أي منهم إلى التأثير السلبي الذي قد يولده استخدام الثقافة الصينية بهذه الطريقة.
دفعت موجة الانتقادات العلامة الشهيرة إلى إلغاء عرض أزياء في شانغهاي، كان يتوقع أن يحضره الآلاف. وأثر ذلك على أسهم الشركة، إذ يشكّل السوق الصيني ثلث استهلاك السوق العالمية للأزياء الرفيعة. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالربح المادي، بل باحترام الثقافات والحساسيات الأخرى، كما أشارت الحملات والتعليقات الناقدة التي كتبها صينيّون على الشبكة العنكبوتية.
طال الأمر نفسه دار "ديور" للأزياء، بعد نشرها إعلاناً للعطر الرجالي "سوفاج" (وتعني بري/ متوحش بالفرنسية)، والذي يظهر فيه الممثل، جوني ديب، في صحراء تشبه تلك الموجودة في القارة الأميركية ذات الألوان المأخوذة من لوحات المدرسة الرومانسية الأميركية، ومعه فتاة ترقص، وواحد من السكان الأصليين لأميركا يتراقص أيضاً أمام النار في الأفق. أثار الإعلان موجة من الغضب لدى الكثير من المدافعين عن حقوق الإنسان، واتُهمت الدار بعدم الحساسيّة في تقديمها صورة سكان أميركا الشمالية. كما نُعتت بالسطحية لاختيار معنى اسمه "متوحش"، متناسيّة أن هذه الكلمة كان يطلقها مستعمرو القارة الأميركية على السكان الأصليين الذين تمت إبادتهم. دفعت الشكاوى الشركة إلى تقديم اعتذار رسمي، شارحةً موقفها، بأنه محاولة لتقدير الثقافة الأميركيّة الأصيلة.
وقامت دار"غوتشي" Gucci أيضاً بإثارة غضب الأميركيين من أصول أفريقية، عبر تقديمها منتجات اعتبرت مهينة جداً. كالوشاح الذي يتم وضعه على القسم السفلي من الوجه، والمفتوح عند الفم وحول تلك الفتحة، توجد دائرة حمراء، الأمر الذي اعتبره العديد من الأميركيين من أصول أفريقية مهيناً جداً، لأنه يحاكي شكل "الوجه الأسود" الذي يعود تاريخه إلى لوحات عنصرية قديمة تقدم السود بشفاه غليظة حمراء. ما حمل الدار على الاعتذار وسحب المنتج من الأسواق. ذات الأمر مع دار "برادا" Prada التي سحبت من الأسواق علاقة المفاتيح باهظة الثمن، لأنّها تمثل قرداً بشفاه حمراء، وبسبب ذات الانتقادات، سُحب المنتج من الأسواق.
مشاهير ضد العنصريّة
قاطع مشاهير العالم العديد من العلامات الكبيرة، كصاحب الأوسكار، سبايك لي Spike Lee، ومغني الراب، تي آي T.I، وغيرهم من أصحاب البشرة السوداء. وطالب سبايك لي بزيادة عدد العمال من أصول غير بيضاء في هذه الدور. كما تمت مقاطعة "أتش وإم" التي وضعت على أحد قمصانها ضمن مجموعة الأطفال، طفلاً أسود البشرة كتب إلى جانبه Coolest monkey in the jungle. ذات المقاطعة طاولت علامة "أديداس" التي أصدرت حذاء أبيض بالكامل بمناسبة "شهر تاريخ الأميركيين من أصول أفريقية". وتأتي هذه الحملات بعد أن بدأت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة، نايومي كامبل، عام 2013 بحملة طاولت مؤسسات تنظيم عروض الأزياء. إذ طالبت بتوظيف عدد أكبر من العارضات الملونات، وخاصة السوداوات، في عروض الأزياء العالمية التي تقيمها الدور الشهيرة. وقالت كامبل في لقاء على قناة "إي بي سي" الأميركية، بعد أن عبرت عن غضبها من تاريخ هذه الممارسات التي تعود للسبعينيات، إن المصممين يختبئون خلف المعايير الجمالية القديمة التي تم إنتاج معظمها في فترة النهضة الأوروبية، أو استوحت التقاليد العلميّة الاستعمارية التي درست الشعوب غير الأوروبية بنظرة دونيّة. وأضافت: "لا نقول إنهم عنصريون لكن أفعالهم عنصرية". وقالت العارضة إيمان في نفس اللقاء: "لا يمكننا أن نبقى صامتين، الأمر غير مقبول، وإن لم نتمكن من إجراء محادثة أو بالأحرى إن لم يكن هناك حديث في الموضوع بشكل علني، فهذا يعني أن هناك مشكلة في الصناعة ذاتها".