الأزمة الأوكرانية: لا حلول قبل قمّة الأطلسي

فرانس برس

avata
فرانس برس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"

رويترز

04 سبتمبر 2014
EDE65E6B-01AD-462D-908F-A42A774171B6
+ الخط -

تسارعت الأحداث بين روسيا وأوكرانيا في الساعات الماضية، بعد تبنّي أوكرانيا وروسيا سياسة الكيل بمكيالين، بعد رفضهما مبادرتين قدماهما الطرفان تباعاً، ما يؤشر على تعقد الأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.

ورفض رئيس وزراء أوكرانيا، أرسيني ياتسينيوك خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف إطلاق النار ووصفها بمحاولة لخداع الغرب، وذلك بعد دعوة الرئيس الروسي القوات الحكومية الأوكرانية والإنفصاليين الأوكرانيين إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على خطوط عريضة لهدنة تنهي الحرب.
وجاءت أول دعوة مباشرة من بوتين إلى الانفصاليين بإلقاء السلاح، بعدما قال الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، أنه توصل معه إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الأمر الذي نفته موسكو.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن "الرئيس بوتين، ونظيره الأوكراني بوروشنكو، تباحثا بشأن الخطوات التي يمكن أن تسهم في التوصل إلى هدنة بين الأطراف المتنازعة في شرقي أوكرانيا". وأضاف "إلا أن روسيا لا يمكنها عقد اتفاق وقف إطلاق نار، لأنها ليست طرفاً في الأزمة".

وبعد مرور ساعات على نفي موسكو، عرض بوتين خطة سلام من سبع نقاط من بينها إنهاء "العمليات الهجومية التي يشنها الجيش الأوكراني ووحدات المتمردين العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا".
وأكد بوتين أنه يتوقع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين المتمردين وممثلي كييف خلال المفاوضات التي ستجري بينهما يوم الجمعة في مدينة منسك عاصمة روسيا البيضاء، بوساطة أوروبية.
ورفضت كييف مبادرة بوتين، واعتبر ياتسينيوك، في بيان، أن "خطة بوتين هي لخداع المجتمع الدولي قبل قمة الحلف الأطلسي، ومحاولة لتجنب قرارات لا مفر منها للاتحاد الأوروبي بهدف فرض عقوبات جديدة على روسيا".
كما اتهم رئيس الوزراء الأوكراني، روسيا بأنها "دولة إرهابية" تتحمل وحدها المسؤولية عن الصراع بشرق أوكرانيا وأكد رغبة بلاده في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وتابع مكرراً طلباً طرحه، الأسبوع الماضي، "في ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، أعتقد أن أصوب قرار سيكون قبول أوكرانيا عضواً في الحلف".
وقال إنّ أوكرانيا اعتمدت مشروعاً لإقامة "جدار" يهدف إلى ترسيم "حدود حقيقية" بين أوكرانيا وروسيا. ولم يذكر أي تفاصيل.
ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي ظلت الحدود الطويلة بين البلدين سهلة الاختراق، وتقول كييف إن ذلك ساعد في عبور المقاتلين وتهريب الأسلحة بسهولة من روسيا إلى أراضيها.
في المقابل، قال أحد ممثلي الانفصاليين في منطقة دونتيسك الشرقية إن الانفصاليين لن يوقفوا إطلاق النار، إلا إذا انسحبت القوات الحكومية من مدن شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن زعيم المتمردين ميروسلاف رودنكو قوله "إذا انسحبت كييف من البلدات والمدن، ومن منطقة جمهورية دونتيسك الشعبية بأكملها، فلن يعود هناك أي سبب لحل النزاع عسكرياً".

وتتواصل التعليقات الدولية حول تدخل روسيا في أوكرانيا، على الرغم من نفي موسكو المستمر، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن روسيا ستدفع ثمن أفعالها في أوكرانيا، وإن واشنطن ملتزمة بأمن دول البلطيق وتنوي تعزيز وجودها هناك.
جاءت تصريحات الرئيس الأميركي، خلال زيارة له إلى العاصمة الإستونية تالين، بهدف طمأنة دول البلطيق القلقة على أمنها، معتبرة أنها "مهددة".

وبالنسبة لقرار وقف إطلاق نار، اعتبر أوباما، أنه "من المبكر جداً معرفة ما يعني وقف إطلاق النار الذي أعلنته كييف".

من جهته، يعتزم الحلف الأطلسي الذي يتهم روسيا بنشر أكثر من ألف عنصر في أوكرانيا، نشر آلاف الجنود من القوات الجوية والبرية والبحرية "خلال بضعة أيام" بدعم من القوات الخاصة، بحسب ما أعلن الأمين العام للحلف، اندرس فوغ راسموسن.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الحلف يعتزم تشكيل قوة من أربعة آلاف عنصر، قادرة على الرد خلال 48 ساعة على تحركات القوات الروسية، بدعم من بعض الدول السابقة من الكتلة السوفياتية مثل بولندا.

استعراض للقوة
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع البولندية أن تدريبات عسكرية دولية بمشاركة جنود من 12 دولة بينها الولايات المتحدة ستنظم بين 13 و26 سبتمبر/أيلول غرب أوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن الوزارة البولندية أن المناورات "رابيد ترايدنت 14" المرتقبة منذ فترة طويلة، ستجري خصوصاً على أرض للتدريبات قرب لفيف، وستضم بالتعاون مع وحدات أوكرانية جنوداً من بولندا ورومانيا ومولدافيا وبلغاريا وإسبانيا وأستونيا وبريطانيا وألمانيا وليتوانيا والنروج ودول أخرى.

وفي حصيلة جديدة لعدد القتلى خلال المعارك شرق أوكرانيا، نقلت وكالة "إنترفاكس أوكرانيا" عن مسؤول عسكري محلي عن مقتل 87 جندياً أوكرانيا على الأقل في معركة إيلوفايسك، حيث بقوا محاصرين من قبل الإنفصاليين طيلة أسبوع.
وقال المسؤول العسكري في منطقة زابوريجيا المجاورة لمنطقة دونيتسك، ميخائيلو لوغفينوف، "خلال اليومين الماضيين وصلت 87 جثة لاشخاص قتلوا قرب إيلوفايسك إلى المشرحة وغالبيتها تعود لأفراد من كتائب المتطوعين".
وتقع بلدة إيلوفايسك على بعد عشرين كيلومتراً من معقل الانفصاليين دونيتسك، وتعرّضت للحصار لأكثر من أسبوع من قبل الانفصاليين، من دون الحصول على تعزيزات ما أثار موجة تعاطف معها حتى داخل كييف إذ تظاهر مئات الأشخاص الأسبوع الماضي، أمام مقر الرئاسة للمطالبة بإرسال تعزيزات.
وأشار رئيس البرلمان الأوكراني أولكسندر تورتشينوف هذا الأسبوع إلى "عدد كبير من القتلى" في هذه المعركة وطالب بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لأرواح الضحايا.
لكن لم يصدر حتى الآن أي رقم رسمي حول عدد الجنود الأوكرانيين الذين قتلوا خلال هذه المعركة.
وكان ممثلون لكتائب المتطوعين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش في المكان نددوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بالوضع الحرج في إيلوفايسك.

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
بايدن وهاريس  يستقبلان السجناء بقاعدة أندرو العسكرية، 2 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

سياسة

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في قاعدة أندروز الجوية، قرب واشنطن، 3 سجناء أفرجت عنهم روسيا بموجب صفقة تبادل سجناء مع الغرب.
الصورة
بايدن وزيلينسكي أثناء مشاركتهما بقمة حلف الأطلسي بواشنطن، 11 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة، الخميس، خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، بتقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه الرئيس بوتين
الصورة

سياسة

قُتل 40 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات، في إطلاق نار أعقبه اندلاع حريق، مساء اليوم الجمعة، في صالة للحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو.
المساهمون