الأزمات تحاصر صناديق الاستثمار وترفع المخاطر

13 يونيو 2019
أصحاب الثروات يتخوفون من فقاعة وول ستريت (Getty)
+ الخط -






تحاصر الأزمات السياسية والتوتر الجيوسياسي المستثمرين وسط احتمال استمرارها، خاصة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي يتحول تدريجياً إلى حرب باردة تتحالف فيها بكين مع موسكو ضد واشنطن. وتنخفض تدريجياً أرباح الصناديق الاستثمارية الكبرى وترتفع المخاطر.

وحسب وكالة رويترز، يتنامى قلق مؤسسات الاستثمار العامة العالمية بما في ذلك البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية وصناديق معاشات التقاعد الخاصة بالقطاع العام إزاء التباطؤ الاقتصادي العالمي ومن ثم تتبنى استراتيجيات مختلفة.

وخلص مسح سنوي لـ750 مؤسسة من 183 دولة بأصول تبلغ 37.8 ترليون دولار، بما يوازي 43 بالمئة من الاقتصاد العالمي، إلى أن نسبة 43 بالمئة منها سعت لرفع ميزانية المخاطر والاتجاه للأصول ذات العوائد الأعلى، بينما قبلت نسبة 37 بالمئة بعائد أقل.

وشهد بعض كبار المستثمرين مثل بنك سويسرا الوطني وصندوق استثمار معاشات التقاعد الحكومية في اليابان انخفاضاً في الأصول للمرة الأولى منذ بدء منتدى المؤسسات المالية والنقدية الرسمية إجراء مسحه في العام 2014. وبصفة عامة تباطأ نمو الأصول التي تملكها مؤسسات عامة إلى 1.4 ترليون دولار أو 3.7 بالمئة في العام 2018، انخفاضا من 7.6 بالمئة في العام 2017 جراء ضعف أسواق الأسهم التي شهدت واحدا من أسوأ أعوامها منذ الأزمة المالية في العام 2008.

وجاء في المسح الذي اطلعت عليه رويترز، يوم الثلاثاء: "رغم العودة للتيسير في معظم البنوك المركزية على مدار العام، فإن المستثمرين من القطاع العام قلقون بشأن تراجع اقتصادي محتمل وتأثيره على محافظهم".

وأثارت حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين مخاوف من احتمال أن تدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود، ما أدى لهبوط حاد لعائدات سندات الخزانة الأميركية والألمانية في الأسابيع الأخيرة مع بحث المستثمرين عن أصول أكثر أمناً.

وفي أوروبا تراجعت الأسهم من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بعدما شددت الولايات المتحدة موقفها بشأن التجارة مع الصين، وأظهرت بيانات من بكين تباطؤ وتيرة تضخم أسعار المصانع مع تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ليس مهتماً بإبرام اتفاق تجاري مع الصين حتى توافق بكين على أربع أو خمس "نقاط رئيسية" لم يحددها. 

وتعرض قطاع التقنية لضغوط نتيجة هبوط سهم "داسو سيستمز" الألمانية بعدما وافقت شركة التكنولوجيا الفرنسية على شراء "ميدي داتا سوليوشنز" مقابل 5.8 مليارات دولار. كما انتقد ترامب مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، قائلاً إن أسعار الفائدة "أعلى من اللازم"، وذلك قبل بيانات عن التضخم الأميركي قد تساهم في تحول التوقعات لصالح خفض مبكر لأسعار الفائدة.

وهبط مؤشر الأسهم الإيطالية 0.38 بالمئة، وانخفض مؤشر أسهم البنوك الإيطالية 0.63 بالمئة مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من أخذ إجراءات تأديبية بحق إيطاليا بسبب تنامي ديونها.

وحتى الآن تصدر تصريحات متضاربة من البيت الأبيض بشأن توجهات النزاع التجاري، حيث قال ترامب، يوم الاثنين، إنه مستعد لفرض دفعة جديدة من الرسوم العقابية على الواردات الصينية إذا لم تحرز المحادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في أوساكا أي تقدم.

وكرر ترامب أنه مستعد للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين في اليابان، نهاية يونيو/ حزيران الجاري، لكن الصين لم تؤكد انعقاده.

وفي الأسبوع الماضي حذر ترامب من أنه قد يستهدف واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار برسوم جمركية جديدة إذا لزم الأمر، وذلك بعدما زاد مطلع مايو/ أيار الماضي الرسوم على واردات صينية بـ200 مليار دولار.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين بحدة في مايو، بعدما اتهمت إدارة ترامب الصين بالتراجع عن تعهداتها بتعديلات هيكلية في الاقتصاد بعد محادثات تجارية امتدت لأشهر.

ويرى محللون أن التقارب الذي بدأ بين روسيا والصين سيعمل على تعقيد المشهد الاقتصادي والتجاري العالمي وربما سيقود إلى أزمة مالية أو ركود تجاري في المستقبل. ولكنه تقارب هش، ربما يدفع ترامب للتخلي عن النزاع التجاري مع بكين، حيث يقوم إلى حد كبير على الجامع المشترك في معاداة الولايات المتحدة.
المساهمون