أغلقت السلطات الأردنية، اليوم الأحد، المقر التاريخي لجماعة "الإخوان المسلمين" في وسط العاصمة عمّان، والذي أفتتحه الملك عبد الله الأول في العام 1946، وذلك في أعقاب سلسلة إغلاقات لمقرات الجماعة طاولت سبعة مقرات في مختلف مدن المملكة.
وجاء إغلاق المقر بالشمع الأحمر تنفيذاً لقرار محافظ العاصمة، خالد أبو زيد، بناء على شكوى مقدمة من جمعية "جماعة الإخوان المسلمين" المرخصة مطلع مارس/آذار 2015، والتي تقدم نفسها بديلاً عن الجماعة التاريخية التي تعتبرها الحكومة الأردنية "جماعة غير شرعية ولا تحوز ترخيصاً قانونياً".
وبدأت السلطات الأردنية، في 13 إبريل/نيسان الماضي، حملة إغلاق لمقرات الجماعة، بعد وقت قصير من قرار صادر عن محافظ العاصمة، يحظر على الجماعة إجراء انتخاباتها الداخلية لانتخاب قيادة جديدة، وهو الحظر الذي تم تجاهله من قبل الجماعة.
واستهجن الناطق باسم الجماعة، بادي الرفايعة، في حديثة لـ"العربي الجديد"، إقدام السلطات على إغلاق المقر التاريخي للجماعة، وقال: "المقر ليس إرثاً لجماعة "الإخوان المسلمين"، بل هو أرث أردني وجزء من هوية عمّان الحضارية"، معتبراً أن "الإغلاق يمثل استفزازاً متعمداً من قبل السلطات، وتأكيداً على إغلاقها جميع أبواب الحوار".
وتابع الرفايعة: "الجماعة تفتح أبواب الحوار والنقاش مع الحكومة والنظام، للخروج من الأزمة، فيما تصر الحكومة على قطع جميع سبل الحوار، من خلال مواصلتها التضييق على الجماعة بإغلاق مقراتها"، لكنه شدد على أن "جميع الإجراءات التي تتخذها الحكومة، وغلق المقرات، لن تؤثر على قوة الجماعة وتماسكها، ولن تؤثر على شرعيتها"، معبراً عن استغرابه من إغلاق المقر التاريخي الذي يحمل دلالات سياسية تؤشر على طبيعة العلاقة التي ربطت الجماعة مع النظام، وقال: "هذا المقر افتتحه الملك عبد الله الأول، وأغلق من قبل حكومة الملك عبد الله الثاني".