أعلن الأردن، اليوم السبت، رسمياً، مشاركته في مؤتمر البحرين يومي 25 و26 من الشهر الحالي، وسط رفض شعبي أردني واسع تجلى في مسيرات شعبية حاشدة في الشارع الأردني خلال الأيام الماضية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفيان سلمان القضاة، في تصريح صحافي اليوم، إن "الأردن قرر أن يشارك في ورشة العمل الاقتصادية التي دعت إليها الولايات المتحدة الأميركية ومملكة البحرين في المنامة يومي 25 و26 من الشهر الحالي على مستوى الأمين العام لوزارة المالية للاستماع لما سيطرح والتعامل معه وفق مبادئه الثابتة أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، وألا بديل لحل الدولتين الذي يضمن جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفِي مقدمها حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وأضاف القضاة أن "حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل في المنطقة".
وأكد القضاة في تصريحاته موقف الأردن الراسخ الواضح "أن لا طرح اقتصادياً يمكن أن يكون بديلاً لحل سياسي ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وأكد أن "الأردن سيتعامل مع أي طرح اقتصادي أو سياسي وفق مواقفه الراسخة فيقبل ما ينسجم معها ويرفض أي طرح لا ينسجم مع ثوابته، وسيستمر في العمل والتواصل مع المجتمع الدولي وتكريس كل علاقاته وإمكاناته لحشد الدعم لمواقفه ولدعم الحق الفلسطيني".
وكان جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس الأميركي، قد كشف النقاب عن الجزء الأول من خطته للسلام في الشرق الأوسط خلال ورشة البحرين الأسبوع الجاري، وحدد مسار التنمية لاقتصادات الأراضي الفلسطينية وثلاث دول عربية مجاورة.
ووفق وكالة "رويترز"، فستسهم الدول المانحة والمستثمرون بنحو 50 مليار دولار، من بينها 28 مليار تذهب للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، و7.5 مليارات دولار للأردن وتسعة مليارات لمصر وستة مليارات للبنان. ويأمل البيت الأبيض أن تكون دول الخليج بين أكبر المانحين. وقال كوشنر لرويترز إن الولايات المتحدة ستدرس أيضاً المساهمة.
وتودع المبالغ التي تجمع من خلال هذا المسعى الدولي في صندوق يؤسس حديثاً لدعم اقتصادات الأراضي الفلسطينية والدول الثلاث ويديره بنك تنمية متعدد الجنسيات. ويدير الأموال مجلس محافظين يحدد المخصصات بناء على مقترحات المشروعات.
وشهدت الأردن خلال الأيام الماضية العديد من الفعاليات الشعبية الرافضة لمشاركة الأردن في مؤتمر البحرين، ومن أبرز تلك الفعاليات مشاركة آلاف الأردنيين في المسيرة التي انطلقت بعد صلاة ظهر أمس الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان، وذلك احتجاجاً وتأكيداً على الموقف الشعبي الأردني الرافض لخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأكد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها الحركة الإسلامية والفعاليات الشعبية، رفضهم مشاركة الأردن في مؤتمر البحرين، مطالبين الحكومة بإعلان موقف واضح وصريح يتسق مع اللاءات الثلاث التي أطلقها الملك عبد الله الثاني ويدعمها الشعب الأردني.
كذلك نظمت الأحزاب القومية واليسارية أمس، مسيرة حاشدة انطلقت من أمام "تاج مول" باتجاه السفارة الأميركية في منطقة عبدون وسط العاصمة عمان، رفضاً لمؤتمر البحرين و"صفقة القرن".