الأردن وداعش وإسرائيل

09 فبراير 2015
+ الخط -

الأردن، وهو الضفة الشرقية الأخت التوأم لفلسطين، ما زالت تحتفظ بكل علاقات الأخوّة المتينة مع أختها فلسطين، وتقدم لها كل أشكال الحياة، عبر منافذها البرية والبحرية والجوية. بعد فك الارتباط بين الأردن وفلسطين، كانت تبذل محاولات عدة لتحييد الأردن عن فلسطين، وكانت أكبر هذه الإنجازات الإسرائيلية معاهدة السلام عام 1994، أو ما يطلق عليها معاهدة وادي عربة. حينها، رأى العرب أن الأردن يغرّد خارج السرب، وسيتخلى عن فلسطين، كما حصل مع مصر، كبيرة العرب. لكن ما حدث بعد ذلك أثبت العكس، على الرغم من معاهدة السلام التي لا نتشرّف بها، أردنيين وعرباً.

بعد التغيّرات الجذرية والكبيرة في المنطقة، وانهيار كبرى الجيوش العربية، وفي مقدمتها الجيش العراقي، بقي الجيش الأردني يحافظ على هيبته العسكرية التي بناها بأقل القدرات والإمكانيات. واهتم الملك حسين بأن يملك الأردن جيشاً قوياً. على الضفة الأخرى من النهر، هنالك جيش محتل يقتل أولاد أخت الأردن، وينهب خيراتهم، ويعد من أقوى الجيوش المقاتلة في العالم، ويملك من القوة الاقتصادية ما لا يملكه العرب مجتمعين، ولديه خبراء عسكريون كثيرون، ومختصون في العلوم والمجالات العسكرية، وأطلق عليه "الجيش الذي لا يقهر"، وبقي هذا الجيش يحظى بحساب كبير من الدول العربية، كيف لا وهو الذي هزم جيوشاً عربية عدة في حرب يونيو/ حزيران 1967 في أيام. لكن، سرعان ما اهتزت هذه الصورة لهذا الجيش الذي قهر مراراً وتكراراً في حروبه الجديدة، والتي بدأت نسختها الحديثة عام 2006، حيث خسر الجيش الإسرائيلي الكثير من صورته القوية، التي وصفت بأنها لا تقهر، واستمر مسلسل التوبيخ لهذا الجيش في حروبه مع غزة، وآخرها حرب 2014، والتي توجتها المقاومة الفلسطينية بأسلوب قتالي جديد. والآن، نشهد أن الجيش الأردني يتبع أساليب مدروسة في حربه ضد تنظيم داعش والإرهاب، وكل هذا مرتبط ببعضه، ولا يمكن الحديث عن مقاومة غزة للإرهاب الصهيوني، بعيداً عن مقاومة الأشقاء العرب للإرهاب الذي يهدّد كل ما هو عربي.

avata
avata
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)
محمود عبد العزيز الحسيني (الأردن)