الأردن:المرافق السياحية الأكثر حضوراً اقتصاديّاً

10 اغسطس 2015
"البتراء" تجذب السياح من حول العالم(Getty)
+ الخط -
تتصدر الأردن، في العقد الأخير، لائحة البلدان الأكثر رواجاً من الوجهة السياحية، بسبب موقعها الاستراتيجي، وأمنها واستقرارها السياسي، إذ تمتلك المملكة مواقع أثرية وسياحية هامة، أبرزها البتراء "إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة" والبحر الميت وموقع المغطس "مكان تعميد السيد المسيح".

ومع وجود تحديات فرضتها الاضطرابات المتفاقمة داخل دول الجوار، وتأثر اقتصادها بها، بقي قطاع السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية ذات النمو المتواصل، بعدما اتخذت الحكومة الأردنية إجراءات أسهمت في تحسين البيئة الاستثمارية وبيئة الأعمال على مستوى الابتكار وإتاحة الحصول على الائتمان وكفاءة سوق العمل وبدء النشاط التجاري.

وساعد هذا التحسن النسبي في استقطاب استثمارات جديدة، خلال العام الحالي، حيث بلغت قيمتها نحو 6.9 مليارات دولار، منها 1.4 مليار دولار لقطاع السياحة والتطوير الحضري. حيث شملت إنجاز مركز تسوق ومركز طبي في منطقة العبدلي وسط العاصمة عمان بتكلفة تبلغ نحو 520 مليون دولار، بالإضافة إلى 3 فنادق بتصنيف 5 نجوم وبناء برج متعدد الاستخدامات ومجمع شقق تبلغ تكلفتها الإجمالية نحو 827 مليون دولار.

اقرأ أيضا: خطط أردنية.. المهرجانات لاستقطاب السياح

بحسب الخبير في شؤون السياحة، أحمد الخمايسة، فإن الاستثمارات في قطاع الفنادق والمنتجعات ومدن التسلية والترويج السياحي شهدت تطوراً لافتاً، حيث ارتفع عدد الفنادق والمنشآت من 204 في عام 2009 إلى 352 فندقاً ومنشأة في عام 2013، منهم 31 فندقاً تصنيف 5 نجوم و30 فندقاً تصنيف 4 نجوم و68 فندقاً تصنيف 3 نجوم. كما ارتفع عدد المطاعم من 773 مطعماً سياحياً في عام 2009 إلى 963 مطعماً سياحياً في عام 2013. ويشير إلى استمرار تدفق الاستثمارات خلال عام 2014، حيث منحت الحكومة تراخيص جديدة لـ 18 منشأة فندقية، و88 مطعماً سياحياً، و13 مشغلاً للحرف اليدوية والتحف، و73 مكتباً خاصة بالسياحة والسفر. ويقول الخمايسة لـ "العربي الجديد": "قدم صندوق التنمية والتشغيل قروضاً للقطاع السياحي في عام 2014 بلغت نحو 3.3 ملايين دينار مقابل مبلغ مليوني دينار في عام 2013، شكلت نسبة %11 من إجمالي قروض الصندوق عام 2014، مقابل نسبة لم تتجاوز 3% في السنوات الماضية. وقد مولت القروض 418 مشروعاً في مجال أعمال الترميم وصيانة البيوت التراثية، وإقامة المخيمات السياحية، وخدمات الإقامة والاستراحات، والمطاعم السياحية، ومشاغل الحرف اليدوية.

ويعتبر قطاع السياحة الأردني من أهم القطاعات الاقتصادية ذات القيمة المضافة العالية، حيث ساهم الدخل السياحي بنسبة 14% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014. وتشير تقارير المصرف المركزي الأردني إلى أن الدخل السياحي المتحقق في الثلث الأول من العام الحالي 2015 بلغ حوالي 1.24 مليار دولار، فيما ارتفعت إيراداته من ملياري دينار عام 2009 إلى 3.1 مليارات دينار عام 2014. وشكل إنفاق السياح الوافدين على الأنشطة الترفيهية والتسوق، وخدمات الطعام والشراب والإقامة الفندقية والتنقلات ما نسبته 74% من إجمالي الدخل السياحي، في حين شكل الإنفاق على الخدمات العلاجية حوالي 10.7% والخدمات التعليمية حوالي 7.1%.

اقرأ أيضا: التسهيلات الائتمانية في الأردن: نمو وطلب

ويشير رئيس قسم الإدارة السياحية في جامعة الشرق الأوسط، إبراهيم بظاظو، إلى أن الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة في الأردن تنمو بشكل مطرد، نتيجة تحرير السياسات المتعلقة بالاستثمار السياحي، ويقول لـ "العربي الجديد": لم تعد تقتصر حركة الاستثمار للشركات العالمية نحو المملكة على البحث عن أسواق محمية أو عن عمالة رخيصة غير ماهرة ، أو عن موارد طبيعية قابلة للاستغلال فقط، بل تزايد الاستثمار في الآونة الأخيرة في الأردن في مؤسسات فندقية عالية المستوى، ضمن سلاسل الفنادق العالمية، مما يتطلب مستويات عالية من المهارة، وبنية أساسية على مستوى عالمي وشبكة من الموردين قوية تساند هذا الاستثمار".
ويؤكد رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر، شاهر حمدان، لـ "العربي الجديد" أن هناك فرصاً عدة متاحة أمام بلاده لتستفيد من المكونات السياحية التي تمتلكها، خصوصاً بعد إدراج مغطس السيد المسيح على لائحة التراث العالمي، لافتاً إلى أهمية دعم الاستثمارات المحلية بهدف إنعاش المحافظات وتعزيز التنمية المستدامة فيها من خلال إقامة المنشآت السياحية والفنادق فئة 3 نجوم وزيادة الغرف الفندقية.
المساهمون