الأرجنتين... كابوس 2002 يعود من جديد

26 يونيو 2018
+ الخط -
بأسوأ بداية ممكنة، بتعادل وخسارة كبيرة، يبدأ منتخب الأرجنتين مشواره في كأس العالم بنتيجة مخيبة جدا ضد إيسلندا، بعد أن كان قبل المونديال سقف طموحات الجماهير الأرجنتينية وعشاق ليونيل ميسي عاليا في التتويج باللقب العالمي وكسر النحس الذي لازم الفريق طيلة السنوات الماضية.

هذه البداية المتعثرة أعادت إلى الأذهان كابوس 2002 عندما ودع منتخب التانغو البطولة من الدور الأول بعدما كان هو المرشح الأقوى للظفر باللقب العالمي.


أخطاء سامباولي


تطرح العديد من علامات الاستفهام حول هذه الخيارات، فلم تكن الخطة التي اختارها المدرب مناسبة تماماً للنجم الأرجنتيني. اختار سامباولي اللعب بـ(1-3-2-4)، لكن مشكلة هذا التكتيك أن المنتخب تقريباً يلعب من دون صانع ألعاب واضح مع تقدم ميسي قليلاً خلف اغويرو، وعدم توافق ديماريا مع الجهة اليسرى كجناح، وقد قدم مباراة سيئة للغاية وكانت أغلب توزيعاته غير دقيقة ولم تصل إلى منطقة الجزاء.


سؤال أيضاً يطرح نفسه، لماذا لم يشرك المدرب ديبالا هذا اللاعب الشاب الذي يتمتع بقدرات كبيرة ومراوغات سرعة وتسديدات كان بإمكانه من خلالها فك الخناق عن ميسي ومساندته، وفكرة أنه لا يمكن الزج بميسي وديبالا في آن واحد خاطئة وغير مقنعة تماماً، فعلى سبيل المثال المنتخب البرازيلي 2002 كان يضم رونالدينو ورونالدو وريفالدو ولعبوا معا في نفس الوقت وقدم المنتخب مبارايات كبيرة وتوج باللقب العالمي.

على الرغم من سخط الجماهير على هيغوايين بعد تضييعه الكثير من الفرص في مختلف النهائيات التي خسرها المنتخب، إلا أنه يبقى لاعباً كبيراً وذا خبرة كبيرة وكان بإمكان المدرب إشراكه على الأقل في نصف الساعة الأخير.


حلول ممكنة

هذا الوضع الذي يمرّ به المنتخب الأرجنتيني يشبه كثيراً الوضع الذي كان يمر به برشلونة بعد مباراة السوبر الإسباني وخسارتين متتاليتين ذهابا وإيابا، لكن بعد هذا أحدث فالفيردي تغييرا شاملا وثورة في الفريق سمحت للبلوغرانا بالعودة بقوة والتتويج بلقب الليغا وكان بإمكان المدرب الأرجنتيني نسخ هذه الخطة الناجحة وتكرارها.


خطة مقترحة


لاحظنا أن برشلونة بعد مباراة السوبر قد غير من خطته الكلاسيكية (3-3-4) إلى (2-4-4) وتغيير مركز ميسي من جناح إلى مهاجم وهمي شكك الكثير في نجاعة هذه الخطة، لكنها سرعان ما أتت بثمارها وسمحت للبارسا بالتتويج بالليغا ولميسي بالتتويج بلقب هداف البطولة. كان بإمكان سامباولي الاستفادة من هذه الخطة، بما أن ميسي هو محور الفريق، ولأنه تأقلم جيدا مع هذه الخطة في برشلونة.

إشراك ميسي كمهاجم وهمي خارج منطقة الجزاء سيسمح له بالاقتراب من منطقة الجزاء أكثر، لكن بشرط إشراك ديبالا فهو مهم جداً في وسط الميدان كصانع ألعاب وستكون مهمته فك الحصار على ميسي وتوصيل الكرات إلى أغويرو.


نيجيريا مباراة الحسم

مباراة اليوم ستكون بمثابة نهائي بالنسبة إلى منتخب الأرجنتين يجب القيام بتغيير كامل وبثورة شاملة وإيجاد حلول سريعة ولا بديل عن الفوز وستكون بمثابة مباراة نهائية فالجماهير الأرجنتينية تترقب وتنتظر ما يحدث ولا يريد الجميع تكرار ما حدث سنة 2002 والذي كان بمثابة كابوس مرعب.