الأدب الفلسطيني إلى الإيطالية: نشر خارج السوق

11 يونيو 2017
عمل لـ نضال شامخ (2015)
+ الخط -

في بلد دانتي، ومنذ ستينيات القرن الماضي، إلى يومنا هذا، تمّ ترجمة ونشر أكثر من مئتي عمل أدبي إسرائيلي، مقابل تسعين عملاً فلسطينياً تقريباً.

وقد أثار أكثر من ناقد ومتعاطف مع القضية الفلسطينية علامات استفهام حول هذه النقطة، مرجّحين السبب إلى قوة وإمكانية طرف، يقابله ضعف الطرف الآخر وعدم وجود مؤسسات تدعمه.

وما هو جليّ منذ البداية، أن الأدب الإسرائيلي يفرض وجوده أو يُفرض بين دور النشر الكبيرة والمتوسطة، تأتي في مقدمتها "موندادوري" التي نشرت لوحدها 30 كتاباً، تليها "فيلترينيللي"، "إينأودي"، و"بومبياني"، وبدرجة أقل لدى دور نشر متوسطة مثل "غويدا" و"تيوريّا"، باستثناء دار نشر "جونتينا" المختصة بأعمال ذات طابع ديني يهودي.

أما الأدب الفلسطيني، فالأمر مختلف تماماً، حيث نجد أن القسم الأكبر من الأدباء الفلسطينيين الذين يكتبون باللغة العربية، قد نشرت أعمالهم من قبل دور نشر صغيرة، معظمها كانت تقف على رجليها بفضل ناشطين يساريين، وبعضها الآخر لم يعد لها وجود.

أما في السنوات الأخيرة، فثمة دور متوسطة وكبيرة، مثل "سيلليريو" و"غواندا" التي نشرت أعمال سيّد قشوع الذي يكتب بالعبرية ويقدّم كإسرائيلي! بينما "فيلترينيللي" نشرت لسوزان أبو الهوى ولسعاد العامري اللتين تكتبان بالإنكليزية. و"ريتسولي" نشرت كتباً لرولا جبريل، ووداد تميمي، وكلتاهما تكتبان بالإيطالية، ولأنطون شماس مترجماً عن العبرية.

يضاف إلى هذه القائمة، الأعمال المنشورة من قبل دار نشر "كيو"، التي بدأت بترجمة الأدب العربي وانتهت بالتخصّص في نشر الأدب الفلسطيني. ويلاحظ أيضاً أن كل الأعمال الأدبية الفلسطينية التي ترجمت من الستينيات إلى الثمانينيات، معظمها نشر خارج النطاق التجاري ولا يعثر عليها سوى في المكتبات العامة.

الآن، رغم بعض العلامات المشجعة في السنوات الأخيرة، مثل ترجمة ثلاثية محمود درويش من قبل "فيلترينيللي"، أو حضور بعض الأدباء الفلسطينيين لمهرجان مانطوفا الأدبي في العام الماضي، الذي كان قد خصّص جزءاً مهمّاً من نشاطاته للأدب الفلسطيني، لا يزال التفاوت كبيراً بين الحضور الثقافي الإسرائيلي والفلسطيني في فضاء دور النشر الإيطالية خلال العقود الخمسة الأخيرة، ولا يمكن تجاوزه بسهولة.

فقد قامت دور النشر الكبيرة بترجمة أعمال الكتّاب الإسرائيليين بخطى حثيثة ومكثفة، ما يعني أنهم امتلكوا فضاءات أوسع في المكتبات الإيطالية وحظاً أوفر في الوصول إلى أكبر عدد من القراء الإيطاليين، مثل عاموس عوز (12 رواية)، وأبراهام يهوشوا (21 رواية) ودافيد غروسمان (17 رواية). ومداخلات هؤلاء الكتّاب، بالأخصّ أثناء أي حدث يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي، تتصدّر دائماً صفحات الجرائد ووسائل الإعلام الإيطالية.

دلالات
المساهمون