الآلاف من فلسطينيي الداخل يشاركون في إحياء يوم الأرض

30 مارس 2017
المسيرة المركزية انطلقت من مدينة سخنين (العربي الجديد)
+ الخط -
شارك آلاف الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، اليوم الخميس، في المسيرة المركزية لإحياء يوم الأرض، التي انطلقت من مدينة سخنين، مروراً بعرابة، وصولا إلى ثالث قرى مثلث يوم الأرض، دير حنا. 

وردد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، الشعارات والهتافات الوطنية تمسكاً بالأرض وبالهوية الوطنية، ورفض كل مخططات الحكومات الإسرائيلية لمصادرة الأراضي ونهبها من أهلها.

وكانت مراسم وطقوس إحياء الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض بدأت، صباح اليوم، في قرية أم الحيران في النقب، حيث نظمت لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب فعاليات وطنية، أبرزها، اليوم، إزاحة الستار عن نصب تذكاري للشهيد المربي يعقوب أبو القيعان، الذي استشهد برصاص الشرطة الإسرائيلية في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل ساعات من إقدام شرطة الاحتلال على هدم 12 بيتاً من قرية أم الحيران، التي ترفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بها، وتسعى لترحيل أهلها عنها لإقامة مستوطنة يهودية على أراضيها. 

كما قام المئات من سكان النقب بزراعة شتول الزيتون في أنحاء قرية أم الحيران.


وفي الجليل، انطلقت المسيرة الرسمية بداية من مدينة سخنين بعد زيارة أضرحة الشهداء، لتواصل عبر بلدة عرابة وصولا إلى دير حنا، وسط مشاركة لافتة لقطاع الشباب في المسيرة، وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويرددون الأناشيد الوطنية.

وقال رئيس لجنة المتابعة لشؤون الفلسطينيين في الداخل، محمد بركة، لـ"العربي الجديد": "إننا أوفياء للشهداء وللأحياء، ومصرّون على أن نبقى مدافعين عن أراضينا وعن بقائنا. واليوم نرى هذه الجموع من الشباب التي ما زالت تحمل يوم الأرض وعلم يوم الأرض. الطريق أمامنا ومعركتنا لا تزال طويلة، لأن إسرائيل ما زالت تحلم بإفراغ الأرض من أصحابها، وتفريغنا من انتمائنا، وهذا لم يحدث ولن يحدث".

أما رئيس حزب "التجمع الوطني" سابقا، عوض عبد الفتاح، فأوضح لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "رغم مرور 41 عاما على يوم الأرض الأول، إلا أن الشعب ما زال متمسكا بأرضه، متمسكا بالرسالة، وما زلنا نناضل من أجل الثبات في الوطن، رغم كل المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى اقتلاع ما تبقى من أرض وحضارة".

ومن المقرر في إطار فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض إقامة صلاة الجمعة، غدا، على أراضي قرية أم الحيران في النقب، وتنظيم مهرجانات وندوات سياسية وثقافية حول يوم الأرض.

إلى ذلك، اعتبر كثيرون أن المشاركة الشعبية في إحياء الذكرى الحادية والأربعين ليوم الأرض جاءت "مخيبة للأمال"، ولا سيما في ظل تصعيد هجمة السلطات الإسرائيلية ضد الداخل الفلسطيني. 

وقد عبّر كثير ممن التقاهم "العربي الجديد" عن استيائهم من عدد المشاركين، وجددوا المطالبة باستحداث أدوات وآليات جديدة تساهم في تحشيد المشاركين. 

ولم يتجاوز عدد المشاركين المئات، بحسب ما رصد "العربي الجديد" من مدينة سخنين باتجاه مدينة عرابة المحطة الثانية، قبل الوصول إلی دير حنا، في حين كان يقدر العدد بالآلاف في مناسبات سابقة.

وفي حين بدت المسيرة ضعيفة، كان المحتشدون في ساحة المهرجان أكثر، ليتضح أن كثيرين اختاروا عدم المشاركة في المسيرة واستعملوا مركباتهم للوصول إلی المحطة النهائية.

وعزا متابعون أسباب التراجع إلی "وجود قسم كبير من الناس في العمل"، وألقوا باللوم علی التوقيت، لكنهم أشاروا، أيضا، إلی أسباب أخری، منها ما يتعلق بالتنظيم والإعلام.

وفي السياق ذاته، قالت عضو اللجنة المركزية لحزب "التجمع الوطني"، هبة يزبك، إن "الشباب الفلسطيني ما زال يناهض السياسات الإسرائيلية التي تسعى لمحاصرة كيانه ومحاصرة وجوده، ونحن نرى مشاركة الجيل الشاب في هذه المناسبة والمناسبات الوطنية.. هذه نقطة ضوء مهمة في مسيرتنا كشعب وفي نضالنا المستمر". 

ولفتت يزبك إلى أنه "لا شك في أن يوم الأرض والمناسبات الوطنية الأخرى تحتاج إلى المزيد من الآليات الداعمة لاستقطاب مزيد من شرائح المجتمع الفلسطيني في هذه النشاطات الوطنية، وللتأكيد على أن هذا الشعب لديه الكثير من الآليات التي نستطيع من خلالها تخليد شهدائنا، وأيضا النضال المستمر أمام إسرائيل، وفي مواجهة سياساتها العنصرية".

واندلعت أحداث يوم الأرض، الذي تفجر في مارس/ آذار 1976، ردا على قيام حكومة الاحتلال بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي سخنين ودير حنا وعرابة، وإقرار مخطط تهويد الجليل، وسقط خلال التظاهرات والمواجهات، التي اندلعت بين الفلسطينيين في الجليل والمثلث والنقب والشرطة الإسرائيلية، ستة شهداء، وأعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، وفرضت نظام منع التجول على القرى والمدن الفلسطينية، كما اعتقلت المئات من الشبان الذين شاركوا في المظاهرات.

ويواجه الفلسطينيون في الداخل تصعيدا في سياسة مصادرة الأرضي، والتخطيط لمصادرة مساحات كبيرة من أراضيهم خاصة في النقب، حيث تسعى حكومة الاحتلال إلى الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات من أصحابها الشرعيين من فلسطينيي النقب، بزعم أنهم لا يملكون تسجيلا لهذه الأراضي في سجل الطابو، وأن هذه الأراضي أراضي دولة.

كما يواجه الفلسطينيون، في هذا السياق، تصعيدا خطيرا في تطبيق سياسة هدم المنازل والبيوت الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب، بزعم أنها أقيمت بدون ترخيص. 

وكانت إسرائيل قد هدمت، مطلع يناير/ كانون الثاني، 8 بيوت في مدينة قلنسوة في المثلث، خلال ساعات معدودة، وعادت بعد ذلك بأيام لاقتحام قرية أم الحيران في النقب، وهدمت 12 بيتا وقتلت الشهيد يعقوب أبو القيعان. 





المساهمون