عدّ كثيرون مسلسل "أولاد آدم" للمخرج السوري الليث حجو، كواحد من أفضل الأعمال المشتركة التي عرضت في الموسم الرمضاني لعام 2020. يمكن القول إن العمل جيد من نواح عدة، كالإخراج والتمثيل والحوار والحبكة الدرامية. لكن هذا لا ينزع عنه سقوطه في فجوات، لم تستطع الدراما العربية المشتركة منذ انطلاقها قبل سنوات، حتى يومنا هذا، تجاوزها وتحريرها من قيود النمطية والتقليد والاستيحاء لتظهر بصورة متجددة مستقلة بذاتها ومقنعة.
منذ انطلاق الحلقات الأولى للمسلسل وبدء الكشف عن محاور الحكاية وخلفية شخصياتها وعلاقاتها بعضها مع بعض، اتضح من خلال بعض الخيوط الثانوية في سياق القصة مدى التشابه الكبير بينها وبين المسلسل الإسباني "vis a vis"، وهو مسلسل تشويقي وتجاري يتطرق لعالم السجون ونمط الحياة اليومية فيه.
انطلق الموسم الأول منه عام 2015، وانتهى بالموسم الرابع العام الماضي. نال هذا العمل شهرة كبيرة على أثر نجاح مسلسل "لاكاسا دي بابيل" الذي لفت أنظار العالم نحو الأعمال الإسبانية.
نقطة التلاقي بين العملين جاءت، بدايةً، مع شخصيتين لعبت دوريهما كل من الممثلتين اللبنانيتين ندى أبو فرحات (زينة)، وكارول عبود (عبلة). وهما سجينتان تتقاطع حكايتاهما مع حكايتي بطلتي vis a vis ماغي سيفانتوس (ماكارينا)، ونجوى نمري (زوليما)، في عدة نواح، أهمها سلوك الشخصيات وتطورها وتطور علاقاتها بعضها مع بعض؛ فهناك طرفا نزاع، أحدهما صاحب الخبرة والقوة داخل السجن (عبلة وزوليما)، والآخر المستجد الضعيف والهش (زينة وماكارينا). الشخصيات الضعيفة تصبح بعد التأقلم مع نمط الحياة في السجن والتعرف على سير الأمور، شخصيات قوية وجذابة تعلمت كيف تقوّي من عزيمتها لتقف بوجه الظلم، وتنتهي إلى صداقة مشتركة بينها. وهو ما خلصت إليه شخصيات السجن وحكاياتها في كل من المسلسلين.
في أحد المشاهد، تسعى مايا (الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة)، إلى محاولة إخراج أختها "زينة"، التي تقضي حكمًا مؤبدًا على خلفية قتل زوجها، من السجن، وذلك من خلال ابتزاز وزيرة العدل ديمة علم الدين (الممثلة اللبنانية ماغي أبو غصن)، وتهديدها بنشر مقاطع فيديو لاأخلاقية عن العلاقات السرية لزوجها الإعلامي غسان (مكسيم خليل). ترضخ وزيرة العدل لطلب مايا درءًا للفضيحة، وتنسق مع مدير السجن لإخراج زينة من السجن. الوسيلة المتبعة لإخراج المتهمة من براثن السجن، شكلت سقطةً للمسلسل، حيث استلهم كاتب العمل السوري رامي كوسا وسيلة الهروب وقدمها كنسخة معدلة، من خلال مشهد هروب (زوليما) من السجن في المسلسل الإسباني، حيث تتفق الأخيرة مع مساعدتها على تعريض جسدها لحروق بالغة الخطورة من خلال رشها بالبخار الساخن، تستدعي نقلها إلى المستشفى ومن ثم يسعى حبيبها، الذي ينتظرها في الخارج، لتخليصها والهروب معاً. وهو ما حصل مع (زينة)، مع اختلاف بسيط في بعض العناصر، إذ تعرض الأخيرة نفسها للخطر كخطوة أولى وذلك بسكب الماء المغلي على جسدها بمساعدة زميلتها (عبلة) من أجل نقلها إلى المستشفى، ثم استكمال عملية الهروب التي لم تنجح في نهاية المطاف.
نقطة التلاقي الأخيرة جاءت عبر دور الإعلامي (غسان)، شخصية ظلامية هدامة، مريضة وشهوانية بشكل كبير، تُعرف اصطلاحًا في علم النفس بالشخصية "السايكوباثية". أدى مكسيم خليل هذا الدور بشكل مقنع، وقد ظهرت جميع أوصاف السايكوباثي في مختلف المشاهد من بداية العمل حتى نهايته. ولكن ذلك لا ينفي عن الكاتب استلهامه فكرة أخرى، طاولت هذه المرة بناء شخصية هي موجودة بشكل فاضح في المسلسل الإسباني، ألا وهي شخصية الدكتور "ساندوفال"، الطبيب المسؤول عن رعاية السجينات والعناية بهن.
اقــرأ أيضاً
منذ انطلاق الحلقات الأولى للمسلسل وبدء الكشف عن محاور الحكاية وخلفية شخصياتها وعلاقاتها بعضها مع بعض، اتضح من خلال بعض الخيوط الثانوية في سياق القصة مدى التشابه الكبير بينها وبين المسلسل الإسباني "vis a vis"، وهو مسلسل تشويقي وتجاري يتطرق لعالم السجون ونمط الحياة اليومية فيه.
انطلق الموسم الأول منه عام 2015، وانتهى بالموسم الرابع العام الماضي. نال هذا العمل شهرة كبيرة على أثر نجاح مسلسل "لاكاسا دي بابيل" الذي لفت أنظار العالم نحو الأعمال الإسبانية.
نقطة التلاقي بين العملين جاءت، بدايةً، مع شخصيتين لعبت دوريهما كل من الممثلتين اللبنانيتين ندى أبو فرحات (زينة)، وكارول عبود (عبلة). وهما سجينتان تتقاطع حكايتاهما مع حكايتي بطلتي vis a vis ماغي سيفانتوس (ماكارينا)، ونجوى نمري (زوليما)، في عدة نواح، أهمها سلوك الشخصيات وتطورها وتطور علاقاتها بعضها مع بعض؛ فهناك طرفا نزاع، أحدهما صاحب الخبرة والقوة داخل السجن (عبلة وزوليما)، والآخر المستجد الضعيف والهش (زينة وماكارينا). الشخصيات الضعيفة تصبح بعد التأقلم مع نمط الحياة في السجن والتعرف على سير الأمور، شخصيات قوية وجذابة تعلمت كيف تقوّي من عزيمتها لتقف بوجه الظلم، وتنتهي إلى صداقة مشتركة بينها. وهو ما خلصت إليه شخصيات السجن وحكاياتها في كل من المسلسلين.
في أحد المشاهد، تسعى مايا (الممثلة اللبنانية دانييلا رحمة)، إلى محاولة إخراج أختها "زينة"، التي تقضي حكمًا مؤبدًا على خلفية قتل زوجها، من السجن، وذلك من خلال ابتزاز وزيرة العدل ديمة علم الدين (الممثلة اللبنانية ماغي أبو غصن)، وتهديدها بنشر مقاطع فيديو لاأخلاقية عن العلاقات السرية لزوجها الإعلامي غسان (مكسيم خليل). ترضخ وزيرة العدل لطلب مايا درءًا للفضيحة، وتنسق مع مدير السجن لإخراج زينة من السجن. الوسيلة المتبعة لإخراج المتهمة من براثن السجن، شكلت سقطةً للمسلسل، حيث استلهم كاتب العمل السوري رامي كوسا وسيلة الهروب وقدمها كنسخة معدلة، من خلال مشهد هروب (زوليما) من السجن في المسلسل الإسباني، حيث تتفق الأخيرة مع مساعدتها على تعريض جسدها لحروق بالغة الخطورة من خلال رشها بالبخار الساخن، تستدعي نقلها إلى المستشفى ومن ثم يسعى حبيبها، الذي ينتظرها في الخارج، لتخليصها والهروب معاً. وهو ما حصل مع (زينة)، مع اختلاف بسيط في بعض العناصر، إذ تعرض الأخيرة نفسها للخطر كخطوة أولى وذلك بسكب الماء المغلي على جسدها بمساعدة زميلتها (عبلة) من أجل نقلها إلى المستشفى، ثم استكمال عملية الهروب التي لم تنجح في نهاية المطاف.
نقطة التلاقي الأخيرة جاءت عبر دور الإعلامي (غسان)، شخصية ظلامية هدامة، مريضة وشهوانية بشكل كبير، تُعرف اصطلاحًا في علم النفس بالشخصية "السايكوباثية". أدى مكسيم خليل هذا الدور بشكل مقنع، وقد ظهرت جميع أوصاف السايكوباثي في مختلف المشاهد من بداية العمل حتى نهايته. ولكن ذلك لا ينفي عن الكاتب استلهامه فكرة أخرى، طاولت هذه المرة بناء شخصية هي موجودة بشكل فاضح في المسلسل الإسباني، ألا وهي شخصية الدكتور "ساندوفال"، الطبيب المسؤول عن رعاية السجينات والعناية بهن.
وعضو مجلس إدارة السجن، فهذا الأخير لا يختلف بسلوكياته وتفكيره الهدام والأناني وتلاعبه بالسجينات واتخاذه قناعين مختلفين يظهر بهما أمام السجينات والمجلس، عن شخصية الإعلامي غسان سوى في بعض التفاصيل في السيناريو وطريقة معالجة المشاهد ونهاية الشخصية التي تنتهي بالانتحار شنقًا، بخلاف "ساندوفال" الذي ينتحر عن طريق تسليم نفسه طوعًا لتقتله السجينات الثائرات.