أكدت مصادر متطابقة اعتقال الضابط المنشق عن النظام السوري، العميد أحمد رحال، في مدينة إسطنبول، دون أن يصدر أي بيان رسمي عن السلطات التركية.
وحسب المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، فإن شخصين بملابس مدنية حضرا إلى منزل العميد رحال مساء أمس، وأبلغاه أنهما من الشرطة التركية واقتاداه من منزله بحجة أنهما يريدان التأكد من أن أوراقه نظامية وقانونية.
وانتشرت أخبار على المواقع السورية المعارضة أن السلطات الأمنية التركية اعتقلت رحال لأسباب مجهولة، غير أن مصدرا مطلعا أفاد "العربي الجديد" بأنه تم اعتقال العميد رحال نتيجة تقارير أمنية رفعت ضده. وأكد المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، نقلا عن مسؤول في الداخلية التركية أنه سيتم الإفراج عن رحال اليوم، بعد أن يتم التحقق من مدى صحة هذه التقارير.
وأوضح أن السلطات التركية على علم بأن رحال محلل عسكري وسياسي يظهر بانتظام على المحطات التلفزيونية العربية بشأن تطورات الشأن السوري، ويبدو أن ثمة تقارير وصلت إلى السلطات التركية بأنه ينتقد تركيا أو الفصائل التي تدعمها، والسلطات التركية ربما تريد استيضاح ذلك.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه ما دامت السلطات التركية أكدت أنه سيطلق سراحه اليوم، فهذا يعني أنه لا يوجد شيء خطير يستدعي توقيفه.
والعميد الركن أحمد رحال ضابط سابق في القوات البحرية السورية، ومدرس في الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، انشق عن نظام بشار الأسد في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، وانخرط في العمل العسكري عند انشقاقه، ثم ما لبث أن تحول إلى العمل الإعلامي، نتيجة تهميش دور الضباط المنشقين واستبعاد معظمهم عن العمل العسكري المباشر، ليصبح أحد أبرز المحللين العسكريين السوريين.
وعُرف رحال بانتقاداته الحادة لبعض سلوكيات قادة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، خاصة القيادي المعروف بـ"أبو عمشة"، قائد فصيل "سليمان شاه"، والذي كان توعد بمقاضاة رحال أمام القضاء التركي، إثر اتهامات وجهها الأول له.
وكان العميد المنشق في مقابلة على قناة تلفزيونية وجّه عدة انتقادات لـ أبو عمشة"، حيث قال إن قياديا عسكريا في مدينة عفرين، يمتلك سيارة ثمنها ملايين الدولارات وتحول من بائع بندورة في دير الزور إلى مالك لملايين الدولارات.