اعتصام بغزة رفضاً لوقف إدخال الإسمنت للمتضررين

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
20 ابريل 2016
+ الخط -

لم يمنع الدوام المدرسي الفتى محمد أبو عميرة، من المشاركة في فعالية غاضبة لأصحاب البيوت المدمرة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف 2014، للمطالبة بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الإسمنت ومواد البناء ووقف آلية الإعمار الحالية.

وشارك الفتى أبو عميرة إلى جانب عدد من الأهالي والطلاب الذين فقدوا منازلهم بفعل القصف الإسرائيلي في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر المندوب السامي، اليوم الأربعاء، رفضاً للقرار الإسرائيلي الأخير بوقف إدخال الإسمنت للقطاع.

وأحرق المشاركون في الفعالية إطارات السيارات تعبيراً عن غضبهم من صمت المؤسسات الدولية على التحكم الإسرائيلي بعملية إعادة الاعمار، ما اقتضى تدخل الدفاع المدني والأجهزة الشرطية للسيطرة لاحتواء حالة الغضب.

وشهدت الفعالية قيام عدد من الفتية والأطفال بممارسة ألعاب بهلوانية وحركات رياضية، تعبيراً عن حالة الغضب من القرار الإسرائيلي بوقف إدخال الإسمنت تحت ذريعة استخدام المقاومة الفلسطينية في تطوير الأنفاق.

ويطالب الفتى أبو عميرة المؤسسات الدولية ممثلة بالأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال من أجل إدخال مواد البناء إلى القطاع، والسماح لآلاف الغزيين الذين فقدوا منزلهم في الحرب الأخيرة على غزة بإعادة إعمارها.

أما المسن عبد الله أبو فول، فلم تمنعه حرارة الشمس الملتهبة من الاحتجاج على القرار الإسرائيلي، في ظل عدم تمكنه من إعادة بناء منزله المدمرة هو وأبناؤه وأخوه بفعل استمرار القيود المفروضة على عملية إعادة الإعمار.

ويقول أبو فول لـ"العربي الجديد"، إن آلاف الأسر الغزية التي فقدت منزلها بفعل القصف الإسرائيلي أصبحت عاجزة عن تدبر أمورها لعدم قدرتها على إعادة بناء منزلها وتشتت عدد كبير منها بين استئجار البيوت والكرفانات.

ويطالب المسن الفلسطيني المؤسسات الدولية بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إيجاد خطة بديلة تعمل على تسريع عجلة إعادة الإعمار، وتمكن آلاف الأسر النازحة من الاستقرار في منازلها في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ويوضح أن استمرار الاحتلال بالتحكم في كميات مواد البناء المسموح لها بالوصول إلى القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات سيعمل على استمرار وتصاعد حالة الضغط، والوصول إلى مرحلة الانفجار في وجهه والمؤسسات الدولية المشاركة معه.

وحسب إحصائية أعدتها وزارة الأشغال العامة والإسكان ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً بلغت 12 ألف وحدة، في حين بلغ عدد المنازل المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن.

من جانبها طالبت المتحدثة باسم الأهالي المعتصمين، أم العبد مسعود، في كلمة لها المجتمع الدولي بضرورة إعادة النظر في خطة المبعوث الأمم السابق روبرت سيري بشأن عملية إعادة الإعمار والضغط على الاحتلال لإدخال مواد البناء.

ودعت مسعود، الدولة المانحة إلى الوفاء بتعهداتها تجاه إعادة إعمار قطاع غزة، وقيام المؤسسات الدولية المختصة بواجبها من أجل الضغط على الاحتلال، لرفع الحصار المفروض على نحو مليوني نسمة منذ عام 2006.

وأضافت أنه يتوجب على المقاومة الفلسطينية في غزة التصعيد في وجه الاحتلال، بعد خرقه أحد شروط التهدئة المتمثل في عملية إعادة الإعمار وقراره الأخيرة وقف إدخال مواد البناء والإسمنت تحت ذرائع أمنية وعسكرية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن، أمس الثلاثاء، وقف إدخال الإسمنت إلى قطاع غزة حتى إشعار آخر بعد الإعلان عن اكتشاف نفق لحركة حماس جنوب القطاع، والتذرع باستخدام الإسمنت لأغراض عسكرية.