وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "الاشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة المتوسّطة والثقيلة، وتزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، من دون إحراز أحد الطرفين تقدماً على حساب الآخر".
وأضافت أن "قسد" قصفت بالهاون الأحياء السكنية في بلدتي أطمة وصلوة والمخيّمات الخاصة بالنازحين الواقعة في تلك البلدات، ما أدّى إلى حدوث خسائر مادية، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
وتقع أطمة في منطقة قريبة من ناحية عفرين التي تسيطر عليها "قسد"، والتي تقع في منطقة واصلة بين ريفي حلب وإدلب.
وفي هذا السياق، عاد الطيران الروسي إلى سماء محافظة إدلب بعد غيابٍ لأسابيع، وألقى مناشير فوق مدينة معرة مصرين تدعو أهالي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إلى العودة لحضن الوطن وعدم احتضان المعارضة.
وفي حماة، استمرّت الاشتباكات العنيفة في ناحية عقيربات، حيث حقّقت قوات النظام تقدّماً جديداً على حساب تنظيم "داعش".
وذكر الناشط محمد الحموي لـ"العربي الجديد"، أن النظام سيطر، بعد منتصف ليل أمس، على قرى "النعيمية وجروح والصلالية" التابعة لناحية عقيربات بعد انسحاب التنظيم منها.
إلى ذلك، انفجر مستودع للأسلحة والذخائر في قرية تليل الشام التابعة لمدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل شخص. وتشير الأنباء إلى أن الانفجار ناجم عن سوء تخزين الذخائر.
دير الزور
وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، إن قوات الأخير والمليشيات التي تقاتل معها حققت المزيد من التقدم في زحفها باتجاه دير الزور خلال الساعات الماضية، وباتت على بعد عشرة كيلومترات فقط من مواقعها المحاصرة في المدينة، حيث تسعى إلى فك هذا الحصار، والسيطرة على كامل المدينة، بينما نفت مصادر لـ"العربي الجديد" وصول النظام إلى مشارف المدينة.
وقال الإعلام الرسمي للنظام السوري إن "الجيش السوري يتابع عملياته في ريف دير الزور الغربي، ويسيطر على عدد من النقاط والتلال الحاكمة"، وأنه بات "على بعد كيلومترات من القوات الموجودة في الفوج 137 غرب مدينة دير الزور".
وأوضح أن قوات النظام تقدمت مسافة 9 كيلومترات انطلاقاً من مواقعها في هريبشة باتجاه بلدة كباجب على طريق دير الزور- تدمر، وباتت على مسافة قريبة من كباجب، بينما شن الطيران الروسي سلسلة غارات على تحصينات وآليات مسلحي "داعش" في قرى البغلية وعياش والحجيف ومحيط تلة الصنوف جنوب غرب دير الزور.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام اجتازت حقل الخراطة النفطي متقدمة من عمق البادية، بالتزامن مع تقدمها من مدينة السخنة باتجاه منطقة "كباجب" وحقل "الشولا"، وهو النقطة الأقرب إلى المدينة، مشيرة إلى أن الاشتباكات تدور في محيط اللواء 137 المحاصر، بين عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي من جهة، وقوات النظام الموجودة داخل اللواء المحاصر وقوات النظام المتقدمة من محور جبل البشري، والتي كانت وصلت قبل ساعات إلى بعد أقل من 10 كيلومترات من مدخل المدينة، بينما انسحب تنظيم "داعش" من الطريق الواصل بين مدينتي السخنة ودير الزور بما فيها منطقتا كباجب والشولا.
وفي السياق، زعم "الإعلام الحربي المركزي" التابع لـ"حزب الله" أن "الجيش السوري وحلفاءه يسيطرون على مجبل الأسفلت في ريف دير الزور الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، ويتأهبون للوصول الى الفوج 137 غرب مدينة دير الزور الذي بات على بعد أقل من 5 كلم لفك حصار التنظيم عن المدينة".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، عن محافظ دير الزور التابع للنظام، محمد إبراهيم سمرة، أن أهالي مدينة دير الزور يحتفلون ابتهاجاً بوصول قوات النظام إلى مشارف المدينة المحاصرة.
وقال إبراهيم إن قوات النظام ستصل إلى مدينة دير الزور المحاصرة في غضون 24 أو 48 ساعة. وأضاف: "حالياً قواتنا المسلحة وأبطال الجيش العربي السوري على مسافة حوالى ما بين 18 و20 كيلومتراً فقط عن مدينة دير الزور".
وقُتل قائد الحملة العسكرية لقوات النظام، العميد غسان سعيد مساء أمس، إثر المعارك الجارية على مشارف المدينة، فيما نعت وسائل إعلامية تابعة للنظام السوري خمسة ضباط آخرين، وأعلنت عن تدمير سبع آليات عسكرية وعربات مدرعة لقوات النظام على مشارف المدينة.
بينما نفت مصادر رواية النظام، وأكّدت لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام لا تزال في محيط جبل البشري على بعد خمسين كيلومتراً من مدينة دير الزور في الريف الجنوبي الغربي، وفي قرية رجم الهجانة وجبل صفية بريف دير الزور الغربي، على بعد قرابة ثلاثين كيلومتراً.
وكانت قوات النظام والمليشيات المساندة، دخلت مطلع الشهر الحالي الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من جهة مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، التي سيطرت عليها في آب الماضي.
ويسيطر تنظيم "داعش" على معظم دير الزور، بينما تنتشر قوات النظام في بعض الأحياء داخل المدينة والمطار العسكري. لكن مصادر قدرت أن التنظيم لم يعد يسيطر غربي دير الزور سوى على مساحة تقدر بحوالى 60 كيلومترًا مربعًا.
وكانت فصائل المعارضة سيطرت على القسم الأكبر من أحياء المدينة، مطلع العام 2014، وبقيت تحت سيطرتها حتى تموز 2014، حين دخلها تنظيم "داعش".