استوكهولم: هجوم منظم من مقنعين على طالبي اللجوء

31 يناير 2016
الاعتداءات تخدم اليمين المتشدد (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
تشهد السويد تداعيات هجوم منظم ومنسق في استوكهولم وقع، مساء الجمعة، ضد اللاجئين "خصوصا القاصرين منهم"، وفق ما ذكرته عدة وسائل إعلام محلية.

وبحسب بيان للشرطة السويدية نشرته على موقعها الرسمي، أمس السبت، فإنها "تلقت مساء الجمعة معلومات عن أن عدداً من الأشخاص نظموا وسط استوكهولم عملاً جنائياً ضد القصر من اللاجئين". ويبدو أن أكثر من 100 شخص مقنعين ومرتدين لباساً داكنا شاركوا بالهجوم على مناطق قريبة من المحطة المركزية في العاصمة، حيث يتجمع عادة شبان قصر من اللاجئين. وذكرت الشرطة أن الأمر متعلق بـ"مشجعين سويديين لكرة القدم نسقوا هجومهم تحت عنوان (كفى)".

واعتبر البعض أن توزيع منشور يحمل عنوان "كفى" بمثابة إشارة إلى مجموعات يمينية، باتت بارزة في معارضة وجود اللاجئين في السويد.

تصدت الشرطة السويدية للشبان، وجرى صدام "اعتقلت على إثره عددا من المهاجمين". وأضافت في تقريرها أنه لم تقع إصابات، باستثناء بعض الصدمات جراء الصراخ والركض خلف الفتية.

اقرأ أيضاً: إبعاد المهاجرين.. الهاجس يتحقق في شمال أوروبا

وبحسب معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، فإن من تعرضوا لهذا الهجوم هم مجموعة أغلبيتهم من الشبان المغاربة القصر، الذين حضروا إلى السويد بلا أهل، ورفضت طلبات إقامتهم، ويعيشون متجولين (بشكل يشبه المتشردين)، ممن يسمون "مهاجرون متخفون" في مناطق مختلفة في استوكهولم، ويجتمعون في المساء عند المحطة الرئيسية. ويتهم اليمين المتشدد هؤلاء الشبان بـ"تشكيل عصابة تقوم بأعمال جنائية في شارع المشاة ومحيط المحطة المركزية".

بعض المتابعين للهجمات على طالبي اللجوء، خصوصا بعيد التصريحات الأخيرة عن إمكانية إبعاد 80 ألفا منهم، يخشون أن تكون مجموعات تسمي نفسها "الدفاع الذاتي" هي من ينظم الاعتداءات، والتي تشكلت في عدد من الدول بعد حادثة كولون، وسبق أن أشار "العربي الجديد" إلى تلك المجموعات، وخشية أن يكون للنازيين الجدد يد في تأسيسها.

وزاد من التوتر قيام شاب في الخامسة عشرة قبل أيام بطعن موظفة في الثانية والعشرين متطوعة حتى الموت في مركز إيواء لشبان قصر، وهو ما تحاول تلك الجماعات استغلاله في التحريض على الشبان الأجانب في استوكهولم من دون تفريق بين من يقيم منذ سنوات أو القادمين الجدد. ويراهن اليمين المتشدد على أن مثل تلك الحوادث يمكن أن تساهم في دعم توجهاته وضغطه نحو المزيد من التشدد في المجتمع السويدي.

يخشى مراقبون ومهتمون بأن يتعمق الخلاف السويدي الداخلي ليصب في مصلحة الجناح المتشدد في يمين الوسط واقترابه من اليمين المتشدد أكثر، خصوصا أن الأخير ممثلا بحزب "ديمقراطيو السويد" بات خطابه يلقى ترحيبا واسعا في استطلاعات الرأي.

اقرأ أيضاً: فيينا على خطى استوكهولم.. 50 ألف مبعد بثلاثة أعوام
المساهمون