رفعت الهيئات الطبية في المناطق المحررة شمال غربي سورية استعداداتها لمواجهة انتشار فيروس كورونا، بالتزامن مع الإعلان عن تسجيل أربع إصابات، لا سيما أن تلك المناطق تعاني من تردي الخدمات الطبية والمعيشية.
وقال مدير المكتب الإعلامي في مديرية الصحة بإدلب عماد زهران، لـ"العربي الجديد"، إنه "مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في مشفى باب الهوى، أعلن إغلاق المشفى، وتم منع الدخول إليه والخروج منه، مع إلزام الكادر الطبي وجميع العاملين بارتداء الكمامات والقفازات واتباع سبل الوقاية، كما قمنا بعزل جميع العاملين في المشفى، ومنع الاختلاط بينهم، وباشرنا بأخذ عينات من كافة الموجودين للكشف عن الإصابات".
وأضاف زهران: "عملنا على تجهيز ثلاثة مشاف في المنطقة لاستقبال المصابين بكورونا، وهي مشفى الزراعة، ومشفى سيما في بلدة كفر تخاريم، إضافة لمشفى شام في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، وللأسف إمكاناتنا ضعيفة بهذا الخصوص، فالمشافي الثلاثة بها 30 جهاز تنفس فقط، وعدد أسرة العناية المركزة هي 28 سرير فقط، كما نعمل على تجهيز 30 مركز للعزل، العدد الجاهز للعمل هو 3 فقط حاليا، وخلال أسبوعين سنعمل على تجهيز 15 مركزا، ولم تسفر النداءات التي وجهناها لمنظمة الصحة العالمية عن نتيجة طوال الأشهر الماضية، وكل العمل المبذول تم بالتعاون مع منظمات محلية".
وتعد شبكة الإنذار المبكر نظاما لترصد الأمراض تم إنشاؤه بعد انهيار المنظومة الصحية في عام 2013، ولها دور مهم في الكشف عن أية إصابات محتملة بفيروس كورونا، وقال منسق الشبكة في منطقة درع الفرات الطبيب محمد الصالح، لـ"العربي الجديد": "مهمتنا في الوقت الحالي متابعة وترصد المخالطين، وأخذ العينات المخبرية، وعملنا على حملات توعية، ونقدم التوصيات والنصائح للمخالطين والأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة، إضافة لفترة الحجر المنزلي، وطبعا تختلف الأوضاع من منطقة إدلب إلى منطقة درع الفرات، ففي منطقة درع الفرات تتبع المشافي الكبيرة وزارة الصحة التركية".
وأضاف الصالح: "أطلقنا في وحدة تنسيق الدعم توجيهات للأهالي بعدم زيارة المشافي إلا للضرورة القصوى، مع ضرورة الابتعاد عن التجمعات، وارتداء الكمامة لكبار السن ومرضى السكري وضغط الدم ومرضى الأمراض التنفسية المزمنة، وترك مسافة أمان، وغسل اليدين. الخطورة قائمة، والإصابات الأربع التي تم تشخيصها جزء منها في درع الفرات، وجزء في إدلب، وهؤلاء المصابون خالطوا الكثير من الناس، ولا نعرف سلسلة العدوى، وننتظر 14 يوما لمعرفة من تظهر عليه الأعراض، وبشكل يومي نقوم بجمع العينات من المخالطين".
وبين أن "هناك جهاز تنفس وحيد في المنطقة بمحافظة إدلب، وتعتمد عليه مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، بالإضافة لمنطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، وريف حلب الغربي، والجهاز تشرف على تشغيله شبكة الإنذار المبكر، وفي ظل العدوى نحن بحاجة إلى أجهزة أخرى، وهناك أطراف عدة تحاول الحصول على أجهزة، وجهاز إضافي واحد قد يكون كافيا في الوقت الحالي".
ويرى المقيم في إدلب، عامر السيد، أنّ الأوضاع حتى الوقت الحالي تحت السيطرة، ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه لا توجد حالة من الخوف بين الناس، والحياة تسير بشكل طبيعي في المدينة، لكن بدأ الناس باتخاذ تدابير وقائية.
في المقابل، سجلت حكومة النظام السوري، صباح اليوم الاثنين، ثلاث وفيات جديدة بفيروس كورونا، و23 إصابة جديدة في مناطق سيطرتها، كما أكدت تعافي 10 مصابين، ليرتفع عدد الإصابات الكلي في مناطق النظام إلى 417 إصابة، توفي منها 19 وتعافى 36 مصابا، في حين لم تسجل إصابات جديدة في مناطق المعارضة في شمال غرب البلاد.
وأكد وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا شمال غربي سورية في 9 يوليو/ تموز الجاري، والمصاب هو طبيب يعمل في مشفى باب الهوى بريف إدلب الشمالي قرب الحدود السورية التركية، ليتم تسجيل 3 إصابات إضافية بعدها .