استنفار أمني في كوبنهاغن وأوسلو: الدول الاسكندنافيّة تخشى الإرهاب

16 يناير 2015
خلال تظاهرة في أوسلو ضد الإرهاب (فرانس برس)
+ الخط -

الحملة الأمنية الأخيرة، منذ مساء الخميس، التي شهدتها عدة بلدان أوروبية وأفضت إلى اعتقالات لمَن تشك السلطات الأمنية بانتمائهم أو تعاطفهم مع جماعات إسلامية متشددة، يراها خبراء أمنيون وباحثون في مجالات التشدد والإرهاب "حملة وقائية" حتى لا تتكرر حادثة "شارلي إيبدو" في فرنسا.

من جهته، يرى أحد أبرز المتخصصين في أكاديمية الدفاع السويدية، ماونوس رانستورب، أن "الاستخبارات في عدد من دول الاتحاد الأوروبي أرادت منع الهجوم الذي شهدته باريس وفشلت". ويعتقد الخبير السويدي أن "ما شهدناه منذ ليلة أمس وطيلة اليوم، الجمعة، ما هي إلا ارتدادات ما حدث ومنع النسخ واللصق الذي يمكن أن تقوم به خلايا متشددة لتقليد ما جرى في فرنسا".

ويربط الخبراء بين "محاربي سورية" (الذين عادوا إلى بلدانهم الأوروبية)، وتلك المخططات التي يتم التحذير منها في استهداف رجال الشرطة والعسكريين في عدد من الدول. ويقدر هؤلاء عدد "محاربي سورية" بين 3 إلى 5 آلاف شخص من المواطنين حاملي الجنسيات الأوروبية.

وبحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن "يوروبول" (الشرطة الأوروبية)، فإن "هؤلاء يشكلون بالتأكيد تهديداً إرهابياً جداً لأوروبا، وهو الأكبر منذ 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001".

ويقدّر رانستورب أن الاهتمام الأمني الأوروبي يتركز الآن على تلك المجموعات والأشخاص الذين سافروا وعادوا من الشرق الأوسط. ويضيف أن "الجميع قلق بسبب الوضع في سورية، فهذا وضع طال أمده وبات يشكل استمراره تهديداً جدياً، وخصوصاً بوجود عائدين من سورية، وقد تم التحذير من ترك الوضع السوري يتفاقم من دون تدخل".

ويعتقد خبراء أن الوضع السوري بات يحتاج إلى علاج جذري "يزيل حجج تجنيد هؤلاء الشباب بفضل بقاء النظام السوري طيلة سنوات الصراع".

وهؤلاء يدعون إلى تدخل جدي ينهي ويسحب ذرائع توجه هؤلاء إلى سورية وبقاء الوضع على ما هو عليه.

ومن جهة ثانية، توسع الاستنفار الأمني إلى دول الشمال الاسكندنافية بعد حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات البلجيكية. فقد أصدرت الأجهزة الأمنية بيانات أكدت فيها على "رفع مستويات الإنذار في صفوف الشرطة والأجهزة الأمنية، وتأخذ احتمالية تعرض البلاد لهجوم على محمل الجد".

وطالبت قيادة الشرطة الدانماركية محطاتها المنتشرة في البلاد "رفع درجة التأهب بعد انكشاف جدية ما جرى التحذير منه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن إمكانية استهداف الشرطة بلباسهم الرسمي".

في المقابل، أخلت الشرطة السويدية، اليوم الجمعة، عمارة في وسط غوتيبورغ بسبب العثور على "بودرة بيضاء" خشية من أن "تكون مواداً سامة"، بحسب ما قالت الشرطة السويدية.

وبحسب ما يتسرب من تحذيرات أمنية، فقد علم "العربي الجديد"، في كوبنهاغن، أن "المخاوف جدية من استهداف جماعي في الأماكن التي يتجمع فيها الناس، كمحطات القطارات ومداخل المطارات". وتلك المخاوف لا تقتصر على الدانمارك، بحسب تلك المصادر، بل تشمل عدداً من دول الشمال.

وكان التلفزيون النرويجي عرض، بعد ظهر اليوم الجمعة، تقريراً حذر من حدوث هجمات على المصالح النرويجية.

وكانت الشرطة النرويجية قد أصدرت، في شهر أكتوبر الماضي، تحذيرات من إمكانية استهداف العسكريين والشرطة بلباسهم الرسمي. وهو ما جرى في الدانمارك أيضاً، حيث تم إرسال رسالة داخلية لوزارة الدفاع والأجهزة الأمنية بتوخي الحذر من استهداف رجالهم باللباس الرسمي. وعلى الرغم من ذلك، طالبت الأجهزة الأمنية، اليوم الجمعة، أن تبقى الشرطة والعاملين في الجيش بلباسهم الرسمي وأن يكونوا ظاهرين للمواطنين في شوارع وأحياء المدن المختلفة.

وقامت قيادة شرطة العاصمة كوبنهاغن، بتفتيش دقيق داخل مبانيها للتأكد من خلوها من أي تهديد، بحسب ما ذكر مسؤول الطوارئ في الشرطة الوطنية، آلان نورينغ، في تصريحات تلفزيونية تلاحق الأحداث لحظة بلحظة.

المساهمون