تواصلت لليوم الثاني على التوالي المواجهات بين فصيلي "أحرار الشام" و"جند الأقصى"، في محافظتي حماة وإدلب، وسط دعوات من قياديين في "الأحرار" إلى حسم المعركة مع "الجند"، والتي سقط خلالها عدد من القتلى.
وأكّد الناطق العسكري لـ"أحرار الشام"، أبو يوسف المهاجر، اليوم السبت، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي، "تويتر" أنّ "أحرار الشام اتخذت قراراً بحسم موضوع جند الأقصى الذين عاثوا في الأرض فساداً".
وأوضح أنّه "لا يمكن أن يستمر جهاد الشام صحيحاً معافىً بوجود داعش أو أذنابه"، مشيراً إلى أنّ "السيف أصدق إنباءً من المفاوضات واللجان والحلول الترقيعية"، بحسب قوله.
إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" إن "عناصر تابعين لجند الأقصى، اعترضوا سيارة تابعة للأحرار، عند دوار بلدة حزارين في إدلب، وقاموا بقتل من فيها بعد اشتباك بالأسلحة الخفيفة"، لافتةً إلى أنّ "من بين القتلى قيادي عسكري من الأحرار".
وكان فصيل "جند الأقصى" قد نشر بياناً اليوم، دعا فيه جبهة "فتح الشام" إلى إلزام حركة أحرار الشام الإسلامية بقبول "التحاكم إلى الشريعة"، فيما نفى الأحرار "رغبة الجند بالجلوس للتحاكم"، بحسب قياديين.
وأشار المهاجر إلى أنّه "بعد اعترافات جند داعش بالاغتيالات، سكوتنا عنهم جريمة لن تنسى"، نافياً بذلك بيانات تهدئة من الأحرار تداولها ناشطون.
وأصدر 16 فصيلاً من فصائل "الجيش السوري الحر"، بياناً، أعلنوا فيه وقوفهم إلى جانب "أحرار الشام" مبدين الاستعداد للزج بقواتهم لتحقيق "الحسم السريع" في حال لم يوافق "جند الأقصى" على الاحتكام لهيئة شرعية.
إلى ذلك، خرجت تظاهرات في مدينة الأتارب بحلب، وبلدات ترمانين وتل الكرامة ودير حسان ومدينة الدانا بإدلب، طالبت كلا الفصيلين بـ"حقن الدماء" والتوجه لقتال النظام.
ورفع المتظاهرون لافتات حثت إحداها الفصائل على "توحيد الصفوف"، وخاطبت أخرى الفصيلين: "دماؤكم معصومة أنتم أخوة"، كما ردد المشاركون هتافات طالبت بإسقاط النظام.
وكانت اشتباكات بين الطرفين قد اندلعت منذ أمس الجمعة، بريفي حماة وإدلب، على خلفية اعتقالات، بين حركة "أحرار الشام الإسلامية" من جهة، وتنظيم "جند الأقصى" من جهة أخرى، وأدت لسقوط قتلى من الجانبين، إثر اندلاع اشتباكات بينهما.