تواصل مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قصف المدنيين في مناطق مختلفة من محافظة تعز، فيما صدرت مواقف رافضة لاستئناف المفاوضات مع الانقلابيين.
وقال شهود عيان اليوم السبت، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات الانقلاب أطلقت عدداً من قذائف الهاون صباح اليوم على مناطق وادي الدحي غرب المدينة، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة خمسة مواطنين مدنيين بجروح.
من جهتها، قالت المقاومة الشعبية في محافظة تعز جنوب اليمن، إنها ماضية في معاركها حتى استعادة الدولة ومؤسساتها.
وحذرت في بيان صدر عن المجلس التنسيقي، الحكومة اليمنية الشرعية، من "الوقوع في فخ الخداع والتضليل وألاعيب صالح والحوثي والقوى المتآمرة التي تقف وراءهما".
وذكر البيان الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه مساء السبت، أن "الحوثي والمخلوع يتخذون من هذه المؤتمرات والمشاورات فرصة لكسب الوقت، وإعادة ترتيب صفوفهم".
وأوضح البيان أن "المقاومة والجيش الوطني يعتبران أي مفاوضات مع المتمردين الانقلابيين تفريط بالتضحيات وبدماء الشهداء، كما تمثل (المفاوضات) خطراً على استعادة الدولة وتفتح باب الفوضى على مستوى اليمن والإقليم".
ودعا البيان إلى المضي في مواصلة الصمود دون تعويل على أي مفاوضات مع الانقلابيين، مؤكداً أن هدنة جنيف "2" لا تعني محافظة تعز "المحاصرة".
وفي السياق ذاته، أكد العميد ركن عدن الحمادي قائد اللواء"35" مدرع الموالي للشرعية، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، لن يخذلا دماء الشهداء والجرحى.
وأشار إلى أن وتيرة المواجهات ترتفع يوماً بعد آخر، وكشف عن أن عدداً من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام طلبوا السماح لهم بمغادرة تعز بأمان.
ولفت المسؤول العسكري إلى أن قوات الجيش والمقاومة تتجهز لانتفاضة مسلحة لفك الحصار عن تعز من جبهات المدينة داخل طوق الحصار ومن أطرافها، وشدد على أن "معركة فك الحصار لن تتوقف تحت هدنة أبرمت من أجل جنيف".
تواصل المعارك
ميدانياً، اشتدت المعارك بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيات الانقلابيين في جبهات الأرياف الجنوبية الغربية بتعز.
وقالت مصادر في الجيش الوطني وأخرى في المقاومة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الجيش والمقاومة المؤازرة له، تمكنت بعد معارك عنيفة من السيطرة على عدة مناطق في المسراخ، بينها جبل ورقة المطل على المطالي والأقروض جنوب تعز. وأكدت المصادر أن المقاومة الشعبية أسرت قياديين من المليشيات هما مروان السيد وعبدالله القريضي، كما نجحت في قطع الطريق الواصلة بين مدينة الراهدة والمسراخ.
وقال سكان محليون في منطقة نجد قسيم جنوباً، إن قوات الشرعية أحرزت تقدماً بمسافة 2 كيلومتر، واقتربت من الخط الرئيسي في سوق النجد جنوب المدينة. وأوضح السكان أن المقاومة كبدت المليشيا خسائر كبيره في العتاد والأرواح، وغنمت عدداً من الأسلحة المتوسطة. كما تمكنت المقاومة في جبهة صبر الموادم من تدمير عدد من الأعتدة العسكرية صباح اليوم السبت.
غارات التحالف
على صعيد متصل، شنّ سلاح الجو التابع للتحالف العربي اليوم السبت، عدداً من الغارات الجوية استهدفت مواقع تمركز المليشيات في منطقة صالة والعسكري والجحملية شرق المدينة.
وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إن "الغارات طاولت منازل قيادات عسكرية في تلك المناطق، حيث استهدفت منزل محمد عبدلله صالح نجل شقيق المخلوع، ومنزل البرلماني عبدالولي الجابري في منطقة العسكري، ومنزل عبدالولي القدسي في منطقة صالة شرق المدينة".
وأسفرت ضربات التحالف عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المليشيات، كما جدد الطيران غارته للمرة الثانية خلال أسبوع على مواقع المليشيات في مناطق بئر باشا، ودمرت دبابة تابعة للمليشيات على خط جامعة تعز، كما استهدفت مواقع المليشيات في الربيعي والضباب، وطاول القصف مناطق في مدينة المخا الساحلية غرب تعز.
اقرأ أيضاً: وفدا الحوثي وصالح يغادران صنعاء للمشاركة بـ"جنيف 2"