وستتوجه القافلة التي نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "IHH " إلى مدينة سكاريا قرب إسطنبول، لتمضي ليلتها الأولى، التي تتخللها مظاهرة احتجاج على مجزرة حلب، وستطلب للانضمام إليها، قبل أن تتوجه إلى العاصمة أنقرة، حيث من المقرر أن تنظم وقفة احتجاجية بعنوان "يا بوتين اسمع صوتنا" أمام السفارة الروسية، ومنها إلى مدينة قونية قبل أن تصل إلى نقطة التجمع الرئيسة في محافظة عثمانية.
وقالت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، إنّ محافظة العثمانية ستكون النقطة الأهم للقافلة الإنسانية، إذ سينضمّ لها، هناك، متطوعون أتراك وناشطون في مجال حقوق الإنسان من سورية وتركيا وأجانب، لتتابع القافلة إلى محطتها النهائية في مدينة الريحانية الحدودية.
وسبق للقافلة التركية التي نظمتها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH، دعوة ناشطين وإعلاميين سوريين مقيمين في تركيا، إلى إطلاق المبادرة الشعبية لكسر الحصار عن حلب، على أمل المساهمة في توجيه الرأي العام العالمي والعربي نحو مأساة المحاصرين في حلب.
وقال مطلق المبادرة الإعلامي، جمال مامو، لـ"العربي الجديد"، حاولنا إعلان المبادرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تطورت إلى لقاء دوري في إسطنبول، لتكون الحملة شعبية وإنسانية شبيهة بالحملات التي تطلق لفك الحصار عن مدينة غزة الفلسطينية.
وتابع مامو "تواصلنا مع الجهات الثورية السورية بإسطنبول، كما خاطبنا المنظمات والمؤسسات الإغاثية التركية، بهدف دعم الحملة التي كان مخططاً لها أن تدخل مدينة حلب".
وأضاف "تبنت لاحقا الـ"IHH " التركية المبادرة، التي لم نستطع كناشطين للأسف، تأمين التمويل والدعم الكامل والموافقات لها، علماً أننا تلقينا وعوداً من جهات عدة، تنصلت في المراحل الأخيرة"، لافتاً إلى أن مبادرة النشطاء السوريين كانت تشمل مشاركة نشطاء أتراك وأجانب لأهداف أبعد من تقديم الإغاثة للذين يحاصرهم نظام بشار الأسد بحلب، بل لتصل إلى محاولات الضغط على أصحاب القرار وإيقاف المجازر والإبادة التي يعتمدها نظام الأسد والروس والمليشيات الطائفية، بحق السوريين في مدينة حلب.
وأشار الإعلامي مامو، إلى أن جهات أخرى طرحت مبادرات، "منها المجلس الإسلامي السوري، لكنها لا تظهر على الأرض، بل تنتهي عادة بلجان، حتى أتت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وأطلقت المبادرة عملياً اليوم، وإن كانت بأهداف أقل مما كنا نرمي إليها عبر مبادرتنا".
وتشهد المدن التركية، احتجاجات شعبية، تركية وسورية وفلسطينية، على المجازر التي يرتكبها النظام السوري وروسيا، حيث نظم تجمع الإعلاميين والصحافيين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، في مدينة إسطنبول، وقفة تضامنية مع تركيا في مواجهة الإرهاب، ودان المجازر التي ترتكب بحق الأهالي في مدينة حلب السورية من قتل وانتهاك للأعراض واستباحه للحرمات.
وقال التجمع من خلال بيانه "ندين بأشد العبارات هذه الجرائم ونعلن تضامننا مع الشعب السوري في مأساته التي فاقت كل تصور، وندعو لتحرك جادّ ينقذ المدنيين".
وطاولت وقفات المحتجين والتظاهرات أمس، السفارة الروسية في العاصمة التركية أنقرة، وقنصليتها العامة في مدينة إسطنبول ومدن كلس وغازي عنتاب، تنديداً باستمرار القصف الروسي المكثف على مدينة حلب شمالي سورية.
وتستمر الاحتجاجات بتركيا، بالتزامن مع تقدم قوات النظام في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، الخاضعة لسيطرة المعارضة، وتنفيذ المليشيات الطائفية المقاتلة إلى جانب الأسد، إعدامات ميدانية بحق أعداد كبيرة من المدنيين، طاولت أسراً بأكملها من آل الحجار وسندة وعجم، بحسب ما أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد".