استمرار الاشتباكات بين المعارضة وقوات النظام السوري في الغوطة

عدنان علي

avata
عدنان علي
15 نوفمبر 2017
5206E5E6-3D93-498F-B50A-3783502A014B
+ الخط -
ما زالت أصوات الانفجارات تهز مدن وبلدات الغوطة الشرقية مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، خاصة في محيط إدارة المركبات، إضافة إلى بلدة مديرا ومدينة حرستا، في وقت تجدد القتال في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور، بين قوات النظام وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.


وطاول القصف مدينة عربين التي يسيطر عليها "فيلق الرحمن"، إضافة إلى مناطق مسرابا حمورية ومزارع الأشعري في الغوطة الشرقية.


وكانت فصائل المعارضة شنت، أمس، هجوماً على مواقع قوات النظام في إدارة المركبات بمدينة حرستا، حيث اعترفت مصادر قريبة من النظام بمقتل نائب قائد الإدارة اللواء وليد خاشقي، من مرتبات الحرس الجمهوري في قوات النظام.


وتفرض قوات النظام حصاراً خانقاً على أكثر من 400 ألف مدني داخل بلدات الغوطة الشرقية، وتعتبر إدارة المركبات من أكبر مواقع النظام العسكرية في المنطقة، من حيث العدة والعتاد.

من جهة أخرى، قالت مصادر النظام إن قذيفة هاون سقطت في منطقة القيمرية بدمشق القديمة، ما أدى لوقوع إصابات، كما سقطت قذيفتا هاون على سور باب شرقي ومجمع الفتح الإسلامي في باب شرقي. كما سقطت قذيفتان على ضاحية الأسد السكنية قرب دمشق، بحسب تلك المصادر.

خروج محطة محردة عن الخدمة

في ريف حماة، تشتد المعارك بين قوات النظام والفصائل المسلحة، وتشهد عمليات كر وفر، وقصف عنيف متبادل أسفر عن إخراج "المحطة الحرارية" في مدينة محردة شمال مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام السوري عن الخدمة.

وقالت مصادر "الجيش الحر" في المنطقة أن الأخير استهدف محطة محردة الحرارية بالمدفعية، ما تسبب بحسب وزارة الكهرباء التابعة للنظام عن وقوع أضرار كبيرة في المحطة.

وقال ناشطون في المنطقة إن المحطة أخرجت بالفعل عن الخدمة نتيجة القصف. وتقع محطة محردة في القسم الشمالي من مدينة محردة على ضفة سد محردة على نهر العاصي، وهي إحدى محطّات الطاقة المسؤولة عن تزويد البلاد بالطاقة الكهربائية.

 يأتي ذلك، فيما تشتد وتيرة المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام في المنطقة، حيث أعلنت "هيئة تحرير الشام" استعادة السيطرة على قرية سرحا الشمالية وتلتها بريف حماة الشرقي صباح اليوم، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.

وأشارت الهيئة إلى مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام خلال المعارك الدائرة على أطراف البلدة، فيما شنت الطائرات الروسية غارات جوية عدة، على محاور الاشتباك وعلى قرى عرفة وربدة والحمرا بريف حماة الشرقي.

 من جهتها، أعلنت قوات النظام أنها حققت تقدمًا في ريف حماة الشرقي وسيطرت على قرى قصر شاوي ودوما والحزم والكيكية، إضافة إلى تلتي المحصر والبنات شمال قرية الربيعة، وقرية دوما جنوب شرقي قرية قصر أبو سمرة بعد مواجهات مع "تحرير الشام".

 وقالت مصادر محلية إن قوات النظام تحاول التقدم باتجاه قريتي ربدة وعرفة اللتين تتعرضان لقصف جوي ومدفعي وصاروخي.

وكانت قوات النظام بدأت عملية عسكرية، الأسبوع الماضي، انطلاقًا من محور أثريا-وادي العذيب، وسيطرت خلالها على منطقة جب أبيض ومساحات محدودة في محيطها، وذلك بعد مرورها من المناطق التي تقدم إليها تنظيم "داعش" في ريف حماة الشرقي، وهو ما اعتبرته فصائل المعارضة تواطئاً بين الجانبين.

 وتحاول قوات النظام اختراق المناطق التي سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام" مؤخراً من يد تنظيم "داعش" في محاولة للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري.


وتسببت المعارك في ريف حماة الشمالي الشرقي في نزوح أكثر من 40 ألف مدني من قراهم منذ 24 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

تجدد المعارك بالبوكمال


في غضون ذلك، تجدد القتال في محيط مدينة البوكمال، الحدودية مع العراق، بين قوات النظام والمجموعات التي تقاتل معها وعناصر تنظيم "داعش"، وسط قصف مدفعي وجوي من جانب قوات النظام والطيران الروسي على محاور القتال.

واستهدفت الغارات الجوية قرى وبلدات، صبيخان والدبلان والجلاء والصالحية ومناطق أخرى في الضفاف الغربية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، ما تسبب في مقتل طفل وسقوط عدد من الجرحى عند المعبر النهري لبلدة صبيخان على نهر الفرات.

كما امتد القتال الى ريف البوكمال، حيث دارت اشتباكات بين الجانبين في منطقة مطار الحمدان والتجمعات السكنية المحيطة شمال غربي البوكمال، ترافقت مع تفجير عنصر من "داعش" نفسه بعربة مفخخة استهدفت قوات النظام والمسلحين الموالين لها، متسببة في وقوع خسائر في صفوفهم.

وقال التنظيم إنه هاجم مواقع قوات النظام قرب قرية الحمدان وفجر فيها عربة مفخخة، كما اشتبك مقاتلوه مع مجموعة للنظام حاولت التسلل إلى أطراف القرية، مما أدى لمقتل عناصر من المليشيات وتدمير دبابتين وإعطاب أخريين.

كما تعرضت المنطقة إلى قصف براجمات الصواريخ من الجانب العراقي من الحدود استهدف بشكل خاص قرية الباغوز، حيث سُمع دوي عدة انفجارات في ريف البوكمال.

وذكرت مصادر محلية بأن تنظيم "داعش" سيطر على مواقع عدة فجر اليوم بعد انسحاب قوات النظام من منطقتي ثليثوات وتل مكحول في البادية السورية بريف دمشق، دون اشتباكات بين الجانبين.

وقال ناطق باسم "جيش مغاوير الثورة" إن قوات النظام انسحبت من مواقع لها قريبة من قاعدة التنف العسكرية، نحو منطقة السبع بيار بالقلمون الشرقي في ريف دمشق، لأنها غير قادرة كما يبدو على تغطية المساحات التي سيطرت عليها في تلك المنطقة، وهي تحاول التركيز على مدينة البوكمال الحدودية التي ما زالت غير قادرة على دخولها حتى الآن.

من جهتها، أعلنت "قوات سورية الديمقراطية "(قسد) أنها أحبطت هجوماً لمقاتلي "داعش" على حقل التنك النفطي وقرية شل بريف دير الزور، وقتلت 14 من المهاجمين، ودمرت عدداً من عرباتهم. وكانت تلك القوات استولت على حقل التنك قبل يومين.

وحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن قوات "قسد" بدعم من طيران التحالف الدولي بدأت هجوماً من محور حقل التنك النفطي باتجاه أطراف بلدة أبو حمام الواقعة في شرق نهر الفرات، في محاولة للسيطرة على المنطقة، وحصر "داعش" في نحو 11 قرية وبلدة على ضفاف الفرات الشرقية، في المنطقة الواقعة بين بلدة الشحيل التي سيطرت عليها "قسد" وبلدة أبو حمام التي تحاول السيطرة عليها، وذلك بغية إجبار مقاتلي التنظيم على الانسحاب دون قتال من القرى والبلدات التي ستخضع للحصار بعد إتمام هذه العملية.

 

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
آثار قصف روسي على إدلب، 23 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

شنت الطائرات الحربية الروسية، بعد عصر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مناطق متفرقة من محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، ما أوقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.