أعلنت المسؤولة في مجلس تنسيق المعارضة في بيلاروسيا، أولغا كوفالكوفا السبت في وارسو، أنها لجأت إلى بولندا بعدما تعرضت للتهديد قبل أن تنقلها قوات الأمن البيلاروسية إلى الحدود البولندية.
وأوقفت كوفالكوفا، العضو في مجلس التنسيق الساعي إلى عملية انتقالية في بيلاروسيا، في 25 آب/أغسطس، وعقدت مؤتمراً صحافياً في وارسو بحضور رئيس مكتب رئيس الوزراء البولندي. وصرحت للصحافيين بأن الاستخبارات البيلاروسية اقتادتها "بعدما طرحت أرضاً داخل سيارة" من السجن إلى الحدود، ثم أفرجت عنها بين نقطتين حدوديتين بيلاروسية وبولندية، ونجحت في استقلال حافلة بولندية تعرف إليها سائقها.
ووصلت كوفالكوفا إلى وارسو ليل الجمعة السبت "في ظروف مأساوية"، وفق ما قال مدير مكتب رئيس الوزراء. وأكد المسؤول البولندي أن وارسو تدعم كل ضحايا القمع في بيلاروسيا، والذين يخشون على صحتهم وحياتهم. وأضاف "بموجب قرار لرئيس الوزراء، فإن أي شخص يقع ضحية قمع سياسي في بيلاروسيا يمكنه التعويل على دعم الدولة البولندية ومساعدتها".
"أي شخص يقع ضحية قمع سياسي في بيلاروسيا يمكنه التعويل على دعم الدولة البولندية ومساعدتها"
كما خاطبت المعارضة سفياتلانا تسيخانوسكايا، المنافسة الرئيسية للوكاشينكو في الانتخابات، والتي هربت إلى ليتوانيا في اليوم التالي للتصويت، يوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، طالبة منه "وقف الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، والاستخفاف الساخر بالكرامة الإنسانية في وسط أوروبا". واتهمت تسيخانوسكايا لوكاشينكو بسرقة الانتخابات، وطالبت الأمم المتحدة بإدانة قمع المتظاهرين، وإرسال بعثة مراقبة إلى بيلاروسيا، والدعوة إلى عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع لها لمناقشة الوضع في البلاد.
وفي سياق متصل، خرجت آلاف النساء في مسيرة بالعاصمة البيلاروسية يوم السبت للمطالبة باستقالة الرئيس المستبد، وتظاهر طلاب جامعيون ضد اعتقال زملائهم خلال موجة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أربعة أسابيع. وقالت منظمة "فياسنا" الحقوقية إن حوالي 5000 امرأة شاركن في المسيرة. وتابعت الشرطة المسيرة، لكن لم ترد أنباء عن اعتقالات.
وقد أصبحت المسيرات والتظاهرات النسائية سمة متكررة للاحتجاجات التي اندلعت في 9 أغسطس/آب بعد الانتخابات التي حقق فيها لوكاشينكو، الذي يتولى السلطة منذ 19 عاماً، فوزاً ساحقاً بنسبة 80 بالمئة.
(فرانس برس، أسوشيتد برس)