استكمال المباحثات التركية الروسية بشأن إدلب اليوم بعد انتهاء الجولة الأولى بالفشل

27 فبراير 2020
انتهت الجولتان الماضيتان حول إدلب بالفشل (Getty)
+ الخط -

قال مصدر عسكري من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، إن الجلسة الأولى من الجولة الثالثة من المفاوضات بين الروس والأتراك حول إدلب فشلت كسابقتيها بالتوصل إلى تفاهم جديد، بعد التصعيد الأخير بين تركيا والنظام السوري منذ مطلع الشهر الحالي.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الروس طلبوا تثبيت الوضع الميداني الراهن، بحيث يقف كل طرف عند الأراضي التي استحوذ عليها في المعارك الأخيرة، حتى ساعة انتهاء الاجتماع بين الوفدين، دون مزيدٍ من التقدم سواء بالنسبة للمعارضة أو النظام.

وتابع المصدر، أن الأتراك رفضوا هذا الطرح بشكل كامل، مصرين على مطلبهم الرئيسي منذ بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات، بانسحاب قوات النظام والمليشيات المساندة لها، إلى ما وراء النقاط التركية في "منطقة خفض التصعيد" (إدلب وما حولها) تطبيقاً لاتفاق سوتشي وحدوده الجغرافية، وهو ما عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخامس من الشهر الحالي، مهدداً النظام في حال عدم الانسحاب مع نهاية شهر شباط/ فبراير الحالي، بشن عملية عسكرية ضد قواته لإبعادها عن إدلب.

وأوضح المصدر أن هذه الجولة من المباحثات ستتواصل اليوم الخميس، في محاولة لإيجاد صيغة تفاهم جديدة حول إدلب، متوقعاً عدم التوصل إلى نتائج مرضية للطرفين بسبب التباين في الرؤى والمواقف، وخرائط السيطرة التي يطلبها الطرفان على الأرض.

تجدُّد المباحثات يوم غد الخميس أكدته وكالة "الأناضول" الرسمية التركية، بحسب مصادر دبلوماسية، التي أشارت للوكالة بأن نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، ترأس الوفد التركي، فيما ترأس الوفد الروسي نائب وزير الخارجية الروسي السفير سيرغي فيرشينين، وألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية.

وانتهت الجولتان الماضيتان بالفشل كذلك، بين الدبلوماسيين والعسكريين الروس والأتراك، بإيجاد مقاربة جديدة بين الطرفين حول إدلب، حيث قدم الوفد الروسي في الأولى خريطة جديدة لـ "منطقة خفض التصعيد"، تبدأ حدودها من الحدود السورية – التركية بعمق 30 كم جنوباً وصولاً إلى طريق حلب -  اللاذقية "أم 4"، على أن تكون السيطرة على الطريق لقوات النظام، فيما سجلت الجولة الثانية تراجعاً في العرض الروسي، حين قدم الأخير خريطة قزمية مقارنة بسابقتها والخريطة الأساسية لـ "منطقة خفض التصعيد"، تبدأ من الحدود السورية – التركية بعمق 16 كيلو متراً على طول الحدود.

ولقي الوفد الروسي في الجولتين السابقتين ونصف الجولة الأخيرة التي ستستكمل غداً، إصراراً تركياً على انسحاب النظام إلى ما وراء النقاط التركية، وإلا فإن العملية العسكرية ضد النظام قادمة لا محالة، بحسب ما أفاد مصدر عسكري من المعارضة السورية لـ "العربي الجديد" حينها.

وحول إمكانية شن عملية عسكرية تركية واسعة ضد النظام، في ظل غموض الموقف الغربي والأميركي على وجه التحديد، بماهية الدعم المقدم إلى تركيا في حال أقدمت على العملية، لا سيما بعد وضوح النية الأميركية بعدم قبول واشنطن تزويد تركيا بمنظومات "باتريوت" للدفاع الجوي، التي طلبتها أنقرة من واشنطن مؤخراً، أشار المصدر، إلى أن الأتراك لديهم ثلاث خطط للعملية ضد النظام (أ، ب، ج)، معتقداً أن إحدى هذه الخطط، ستتمثل بشن عمليات متتابعة في محاور مختلفة، بغية تحقيق الهدف الكامل للعملية الواسعة والمفتوحة، مع اعتماد الجيش التركي على المضادات الجوية التي يملكها، والصواريخ المحمولة على الكتف.

وإلى جانب التفاوض السياسي، يتفاوض الروس وتركيا على أرض الميدان بالنار، حيث شن النظام هجوماً جديداً جنوب إدلب، تمكن من خلاله السيطرة على العديد من القرى والبلدات هناك، أهمها مدينة كفرنبل وقرى في جبل الزاوية ذات أهمية استراتيجية بدعم وإسناد روسيين. فيما استعادت فصائل المعارضة عدداً من القرى شرق إدلب وفي ريفها الأوسط أهمها بلدة النيرب، وباتوا على مشارف مدينة سراقب، بإسناد مدفعي من الجيش التركي.

ولا شك أن المعركتين الأخيرتين للمعارضة والنظام، كانتا بتحريك من الروس والأتراك لذهاب كل منهما إلى جولات التفاوض بواقع ميداني أفضل على الأرض.

وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية في إدلب ضد قوات النظام السوري، بعد مقتل عدد من جنودها جراء استهداف بعض نقاطها في إدلب من قبل قوات النظام، ودفعت منذ نهاية الشهر الماضي ولا تزال بالآلاف الجنود والعربات العسكرية التي حملت عتاداً هجومياً كالدبابات والراجمات ومدافع الميدان، وعززتها مؤخراً بمضادات الطيران المحمولة على العربات، وتشير المعلومات إلى أن عدد الجنود الأتراك في إدلب، وصل إلى أكثر من عشرة آلاف جندي، جزء كبير منهم من وحدات "الكوماندوس" القوات الخاصة.

المساهمون