أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الجمعة، بشكل مفاجئ، أنه قرّر الاستقالة من زعامة الحزب الحاكم ومن ثم من رئاسة الوزراء لتدهور حالته الصحية، مضيفاً أنه يعتذر للمواطنين "من أعماق قلبه" لعدم استطاعته الوفاء بمهام المنصب.
وأشار آبي إلى أنه سيواصل أداء مهام المنصب إلى حين تعيين رئيس جديد للحكومة. وقال إن حالته الصحية بدأت في التدهور منتصف الشهر الماضي تقريباً، ولم يشأ أن يؤثر ذلك سلباً على قرارات سياسية مهمة.
وقال آبي، وهو الذي بقي أطول فترة في منصب رئاسة الوزراء في اليابان، إن قرار من سيخلفه ليس في يده. ويعكس ذلك الارتباك داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم للتوصل إلى من سيتزعم الحزب خلفاً لآبي.
وكان مصدر مقرب من مسؤول بالحزب الحاكم في اليابان قال، في وقت سابق اليوم، وفق"رويترز"، إن آبي بصدد الاستقالة بسبب تدهور حالته الصحية.
ستطلق استقالة آبي سباقاً على القيادة داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي سيتعين انتخاب من يفوز فيه رسمياً في البرلمان
ومع انتشار أنباء استقالته، انخفض مؤشر "نيكي" القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية بنسبة 2.12 في المئة، مسجلاً 22717.02 نقطة، في حين انخفض مؤشر "توبكس" الأوسع بنسبة 1.00 في المئة إلى 1599.70 نقطة.
وستطلق استقالة آبي سباقاً على القيادة داخل الحزب الديمقراطي الليبرالي وسيتعين انتخاب من يفوز فيه رسمياً في البرلمان.
وعاد آبي المحافظ رئيساً للوزراء لفترة ولاية ثانية نادرة في ديسمبر/كانون الأول 2012، متعهداً بإنعاش النمو بمزيج من سياسة نقدية يسيرة وإنفاق مالي وإصلاحات. كما تعهد بتعزيز دفاعات اليابان، وكان يريد مراجعة دستور البلاد السلمي.
وكسر آبي، يوم الاثنين، رقماً قياسياً لأطول فترة متتالية في منصب رئيس الوزراء، والذي كان يحمله عمه الأكبر إيساكو ساتو قبل نصف قرن. وتعرض آبي لانتقادات بسبب أسلوب تعامله مع جائحة كورونا وفضائح بين أعضاء الحزب، وشهد أخيراً انخفاض مستوى التأييد له إلى أحد أدنى المستويات خلال ما يقرب من ثماني سنوات في المنصب.
وتزايد القلق حول صحة آبي في الأيام الماضية، بعد إعلانه الاثنين أنه خضع لفحوصات طبية في مستشفى بطوكيو للمرة الثانية خلال ثمانية أيام، ما أثار شائعات عن احتمال تدهور صحته بشكل خطير.
وذكرت قناة "نيبون تي في" المحلية، نقلاً عن مصادر من الحزب "الليبرالي الديمقراطي" الذي ينتمي إليه آبي، أن الأخير تلقى الأسبوع الماضي علاجاً لمرض سبق أن عانى منه في الماضي، وليس لفحوص طبية روتينية.
وقالت صحيفة يابانية أخيراً إن آبي سعل دماً مطلع يوليو/تموز. كما تحدثت وسائل إعلام عن أنه لم يعقد أي مؤتمر صحافي موسع منذ عدة أسابيع. وأشار مقربون من رئيس الوزراء إلى أنه بحاجة إلى الراحة.