وكتب الرئيس الأميركي على "تويتر": "بعد نحو ثلاثة أعوام في إدارتي، سيغادر جايسون غرينبلات للانضمام إلى القطاع الخاص. كان جايسون شخصاً وفياً وصديقاً كبيراً ومحامياً رائعاً. لن ننسى إخلاصه لإسرائيل وسعيه إلى السلام بين إسرائيل والفلسطينيين".
Twitter Post
|
وقال غرينبلات، الذي كانت صفته الرسمية "الممثل الخاص للمفاوضات الدولية"، في بيان، إن عمله في البيت الأبيض كان "امتيازاً"، وأضاف، في تغريدة: "أنا ممتن فعلاً للعمل على محاولة تحسين حياة ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين وآخرين".
Twitter Post
|
وجاءت مغادرة غرينبلات بدون سابق إنذار ولا تمهيد، لتفتح المجال أمام التكهنات حول الدواعي وعما إذا كان بالفعل قد اختار الاستقالة أم جرى دفعه إليها على غرار ما حصل للعديد من كبار المسؤولين بسبب خلافاتهم المستعصية مع الرئيس.
ويُعرف غرينبلات بقربه من الرئيس وعمل معه كأحد المحامين لشركاته وأعماله قبل الرئاسة، ثم جاء به إلى البيت الأبيض في بداية إدارته بترشيح من صديقهما المشترك دافيد فريدمان السفير الأميركي الحالي في إسرائيل.
ومع أن تعيينه جرى كـ"مبعوث للمفاوضات الدولية"، إلا أن عمله انحصر في الواقع بالموضوع الفلسطيني الإسرائيلي وكان اليد اليمنى لمستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر في طرح فكرة "صفقة القرن" وهندسة مشروعها الذي لم يبصر النور بعد، رغم تأجيل إعلانه عدة مرات لأسباب زعمت الإدارة انها تتعلق بالتوقيت المناسب الذي لم تتوفر ظروفه بعد.
لكن مراقبين ربطوا التأجيل بخشية البيت الأبيض من الإخفاق المنتظر "لمشروع وُلد ميتاً" حسب تعبير الخبير في هذا الشأن، دافيد آرون ميلر، خاصة وأن ركنه الاقتصادي الذي تمثل بـ"ورشة البحرين" انتهى إلى الفشل حتى قبل انعقاده.
وإذا كان من غير المستبعد أن تكون استقالته مرتبطة بهذا الإخفاق من باب استباقه وبالتالي التنصل من مسؤوليته، إلا أنها قد تكون ايضاً نتيجة خلاف داخلي حول الموقف من خطوة نوعية يعتزم نتنياهو اتخاذها عشية الانتخابات الإسرائيلية، مثل ضم جزء من الضفة لضمان فوزه؛ مع ان غرينبلات مقرب من الخط الليكودي وكان رأس الحربة في ترجمة خطوات الإدارة بنسف الجسور مع السلطة الفلسطينية، بدءاً من القدس ونقل السفارة وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وإلى جانب جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، تولى غرينبلات اقتراح خطط لـ"السلام"، في موازاة وعد ترامب بأن ينجح حيث أخفقت إدارات أميركية سابقة.
ونهاية أغسطس/آب، أعلن غرينبلات أن الخطة الأميركية، التي بقيت طي الكتمان لنحو عامين ونصف العام وأرجئ إعلانها مراراً، لن تعرض قبل الانتخابات التشريعية في إسرائيل المقررة في 17 سبتمبر/أيلول الجاري.
في المقابل، أعلن الجانب الاقتصادي منها في يونيو/حزيران، ونص على خمسين مليار دولار من الاستثمارات الدولية في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدى عشرة أعوام. لكن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا الخطة الأميركية على خلفية استمرار القطيعة مع إدارة ترامب، التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض نهاية 2016، كان غرينبلات مستشاره القانوني داخل منظمة ترامب لنحو عشرين عاماً.
ويعتبر غرينبلات قريباً جداً من إسرائيل، وأثار غضب الدبلوماسيين الأوروبيين في الأمم المتحدة في يوليو/تموز الماضي حين اعتبر أن "السلام الدائم والشامل (في الشرق الأوسط) لن يصنعه القانون الدولي أو قرارات مكتوبة غير واضحة".