استفتاء الصحراء وبناء المغرب العربي

29 أكتوبر 2014
+ الخط -

يدرك المتتبع لتطور القضية الصحراوية منذ 1975 أن الأخيرة تكاد تصل إلى نهاية الطريق غير مسدود (الحل)، والذي لن يكون بعيداً عن استفتاء تقرير مصير حر يكفل للصحراويين الاختيار بين الانفصال، أو الذوبان، أو الحكم الذاتي.

منذ 1975 لم تتغير مواقف بوليساريو (ممثل الصحراويين بحسب الأمم المتحدة) ولا الجزائر (الداعم الرئيسي للجبهة الانفصالية) فيما يخص النزاع مع المغرب، ولم يتنازل كل منهما عن مطلب الاستفتاء من أجل تقرير المصير، وإن تغيرت الأساليب من الكفاح المسلح إلى المفاوضات المتعثرة (بسبب المغرب، بحسب الممثل الأممي الأميركي كريستوفر روس) في وقت يعطي فيه المغرب بعض التنازلات، من قبيل الحكم الذاتي، مجبراً، بسبب ضعف حجته في الدفاع عن القضية الوطنية، كما يسميها. جديد هذه التطورات حالة الصدام غير المعلن مع الأمم المتحدة، والتي وجد المغرب نفسه يواجهها بصدر عار.

كيف سيكون الحل، وما نتائجه وارتداداته على المنطقة؟

إذا كان التوجه الدولي والإقليمي يدفع باتجاه حل لقضية الصحراء بالاستفتاء، فإن الكرة باتت، اليوم، في مرمى المغرب، والذي عليه أن يحدد طريقة قبوله لإجراء الاستفتاء:

-إما بتسهيل مهمة المينورسو، ويمكن حينها للمغرب أن يسجل نقاطاً قد تفيده في الداخل الصحراوي، وتساعده في حملته الانتخابية آنذاك، والدعاية لأطروحته (مغربية الصحراء).

-أو أن يتم فرض الاستفتاء من الخارج (مجلس الأمن)، وحينها سيكون المغرب قد أحرق كل أوراقه في الصحراء. ففي النهاية الاستفتاء قادم لا محالة.

وفي الحالتين، ستحل القضية، بالانفصال أو الذوبان أو الحكم الذاتي في إطار المملكة. وعندها فقط يأتي ما هو أهم من قضية الصحراء ومن المغرب ومن الجزائر، أي قضية المغرب العربي الكبير.

في اليوم التالي لإجراء الاستفتاء، النزيه، بطبيعة الحال، بما أن الأمم المتحدة هي من ستشرف عليه، وليس مخابرات الجزائر والرباط، ستشيد العاصمتان بنتائجه، أيا كانت، لتبدأ مرحلة جديدة في العلاقات الجزائرية المغربية. وقد تجد الجزائر حينها جاراً وشقيقاً، يمتد من جنوب إسبانيا إلى شمال موريتانيا، وليس في ذلك أي حرج على الجزائر أن تتحالف استراتيجياً مع هذا الأخ المغربي. كما يمكن للمغرب أن يجد نفسه على حدود الجمهورية الصحراوية في الجنوب والجزائر في الشرق، ولن يكون عليه أي حرج في أن يعقد تحالفاً استراتيجياً مع الجمهوريتين آنذاك. يومها، لن يكون هناك عائق لبناء مغرب عربي، يمتد من المحيط إلى الحدود المصرية.

avata
avata
بومدين صفياني (الجزائر)
بومدين صفياني (الجزائر)