وجّه وزير الصحة والسكان اليمني مكاتب الصحة، في محافظات المهرة وحضرموت الساحل وشبوة وسقطرى وأبين وعدن، برفع الاستعدادات في المنشآت الصحية العاملة لمواجهة الآثار الناتجة عن إعصار "تشابالا"، الذي من المتوقع أن يضرب المحافظات المذكورة خلال الساعات القادمة.
كما دعا وزير الصحة إلى "إبقاء الطواقم الصحية البشرية في الجاهزية وتحت الطلب في أي لحظة"، وتجهيز سيارات وطواقم الإسعاف وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل الضرورية بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في اليمن، مشيراً إلى تشكيل غرفة عمليات في كل محافظة، وتفعيل دور الرعاية الصحية الأولية لا سيما الترصد الوبائي ومكافحة الأمراض، وإبقاء المختبرات وبنوك الدم عاملة على مدار الساعة.
وأعلن مصدر رسمي رفيع لـ "العربي الجديد" أن وزيري الصحة والسكان والثروة السمكية سيتوجهان إلى محافظة المهرة (شرق)، خلال الساعات القادمة، لمتابعة آثار الإعصار عن قرب، مشيراً إلى أن استعدادات حكومية ومجتمعية ومبادرات شبابية تعمل على الحد من أضرار الاعصار بحسب الإمكانيات المتاحة.
اقرأ أيضاً: اليمن المنهك في مواجهة إعصار "تشابالا" العنيف
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الحكومة اليمنية تقوم بالتواصل المستمر مع حكومة سلطنة عمان لتنسيق الجهود لمواجهة الآثار الناجمة عن الإعصار في بعض المناطق اليمنية. وكانت سلطنة عمان قد أعلنت، في وقت سابق، عن إدراج بعض المناطق اليمنية المهددة بأضرار كارثية ضمن خطة إغاثة وإنقاذ عاجلة، تنفذها السلطنة لمواجهة الإعصار خلال الساعات القادمة.
في السياق نفسه، عقدت غرفة العمليات الخاصة، اجتماعا صباح اليوم السبت، برئاسة وزير الداخلية، اللواء الركن عبده الحذيفي، وعضوية وزير الصحة العامة والسكان الدكتور، ناصر باعوم، ووزير الثروة السمكية، فهد كافيين، ووزير الإدارة المحلية، عبد الرقيب سيف.
وتم التواصل مع غرف العمليات المركزية والفرعية في حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، ورئاسة هيئة الأركان العامة لإصدار الأوامر العملية للقوات المسلحة في المناطق المتوقع تعرضها للأضرار والمشاركة في جهود تفادي الأضرار المحتملة، وتسخير الإمكانيات المتاحة كالمروحيات وغيرها، لإجلاء وتأمين المواطنين، حيث تبين أن عدد السكان المتواجدين في المناطق الواقعة على المسار المتوقع للإعصار يصل إلى 500 ألف نسمة تقريباً.
وتتضاعف المخاوف لدى المواطنين في مدينة المكلا بحضرموت الساحل من حدوث كارثة طبيعية، جراء اقتراب إعصار "تشابالا"، في ظل غياب تام للدولة بعد سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على المدينة منذ أشهر.
وقال المواطن، سالم باعوض، إن عناصر تنظيم القاعدة، التي تدير مدينة المكلا منذ أشهر، لم تبدِ أي اهتمام ولم تتخذ أية إجراءات لحماية الأهالي من الإعصار المرتقب، مشيراً إلى أن بعض المبادرات الشبابية بدأت بأعمال توعوية للأهالي.
ويتوقع خبراء الأرصاد حدوث أضرار كارثية بسبب إعصار "تشابالا". وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية المواطنين، والصيادين، وربابنة السفن، ومرتادي البحر، من سوء الأحوال الجوية والاضطراب الشديد في البحر نتيجة الإعصار المداري.
وحسب مصادر "العربي الجديد"، بدأ السكان في السواحل بالمحافظات المهددة بالنزوح وسط حالة من الهلع منذ يوم أمس، وبعضهم منذ أيام سابقة، خصوصاً في جزيرة "سقطرى" التي تعد محافظة في التقسيم الإداري وتقع في المحيط الهادي، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 100 ألف مواطن.
اقرأ أيضاً: إجلاء الجزر العُمانية واستنفار عام لمواجهة إعصار "تشابالا"