استعدادات المرزوقي لـ20 مارس التونسي بلا ضجيج

11 مارس 2015
مشاورات مكثفة يجريها المرزوقي لانجاح المؤتمر (Getty)
+ الخط -
يشهد منزل الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، حراكاً سياسياً وثقافياً استعداداً لمؤتمر "حراك شعب المواطنين" الذي أعلن عنه بعد هزيمته في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي انتهت إلى فوز الباجي قائد السبسي. ومن المنتظر أن ينعقد المؤتمر في العشرين من الشهر الحالي وسط استعدادات مكثفة لإنجاحه.

اختار المرزوقي، ومن حوله من مستشارين، عدم الظهور الإعلامي وتجنب الإدلاء بأي تصريحات صحافية إلى ما بعد إنجاز مؤتمر "حراك شعب المواطنين"، ما دفع ببعض متتبعي الشأن السياسي التونسي إلى اعتبار أن الرئيس التونسي السابق قد أقعدته هزيمة الانتخابات الرئاسية. إلا أن أنور الغربي، أحد ناشطي "الحراك" ونائب مدير حملة المرزوقي الانتخابية، يؤكد لـ"العربي الجديد" أن نشاط الرئيس التونسي السابق مستمر بعيداً عن الأضواء منذ مغادرته قصر قرطاج.
وبالرغم من الحراسة الأمنية المشددة إلا أن زائري منزله عليهم ألا ينتظروا من الرجل استقبالاً على شاكلة استقبالات رؤساء دول سابقين، فالمرزوقي يفتح بنفسه باب بيته، فلا معينة منزلية ولا مساعد ولا سكرتير ولا متحدث باسمه، ولا غير ذلك. كما أنه يُحدد مواعيده بنفسه من دون أي مساعدة.
هذه النوعية من الاستقبالات لا تعني بأن الرجل يعيش في عزلة بعيداً عن المشهد العام، بل إن "الحراك" على أشدّه داخل "بيته الساحلي". وهو نسق من النشاط يتوزع بين استقبال المرزوقي شخصيات سياسية وفكرية وثقافية من تونس ومن دول عربية وأوروبية على غرار رئيس حزب الخضر السويسري سابقاً، يولي ليونبيرجي، الذي زار المرزوقي أخيراً، وبين لقاءات مع مسؤولين تونسيين على استعداد لمؤتمر "حراك شعب المواطنين".
لكن حتى اليوم لا يعلم أحد صبغة هذا "الحراك" وماهيته في ظلّ رفض "مهندسيه" لأي تصريحات إعلامية، وفي مقدمتهم كلّ من المتحدث الرسمي السابق باسم رئاسة الجمهورية، عدنان منصر، والمرزوقي.

اقرأ أيضاً:  تونس: أربعة أهداف لـ "حراك" المرزوقي

وتتركز التساؤلات حول ما إذا سيكون جبهة حزبية موسعة على شاكلة الجبهة الشعبية أم حزباً كبيراً تنصهر فيه مختلف الأحزاب ذات التوجه الاجتماعي الديمقراطي، أو حتى سيكون شبيهاً بجبهة مدنية موسعة تتكون من مستقلين وشخصيات وطنية وحزبية، كما يؤكد بعض الناشطين المقربين من المرزوقي.
هذا التكّتم والتعتيم، حول تحضيرات المؤتمر وحول الحراك في حدّ ذاته، هو قرار مقصود حسب ما أكده الغربي لـ"العربي الجديد". ولا يُعلم إن كانت الغاية من ذلك تجنّب أي تشويش قد يمسّ الجهود الجارية حول "الحراك" أم لأن هذا "الحراك" لم يجد بعدُ لنفسه سبيلاً لكي يكون له وزن في المشهد السياسي الحالي. حتى إنه لم يعلن إلى حد الآن عن قائمة الأحزاب التي ستشارك أو ستنصهر فيه. إلا أن الغربي يؤكد أن النقاش مع أحزاب اجتماعية ودستورية ويسارية عدة، لا يزال متواصلاً، ومن بينها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، التيار الديمقراطي، حركة 17 ديسمبر، حزب الوفاء، حزب البناء والإصلاح، أي أن الهوية السياسية الحزبية ستكون واضحة وجلية في تركيبة حراك شعب المواطنين.

من أجل ذلك تكونت لجنة تضم 12 شخصية، أكثر من 80 في المائة منها مستقلون. هؤلاء يتنقلون بين الجهات والمدن للاستماع إلى الناس ونقل التقارير المفصلة عن مشاغلهم ومقترحاتهم. ويتلقى المرزوقي باستمرار تقارير "دقيقة" من القرى والمدن تحتوي على أفكار وأرقام وحلول تحتاج إلى الغربلة للاستفادة منها خلال المؤتمر، وفقا لما ذكره الغربي.
كما أشار إلى أن موعد 20 مارس/آذار من المرجح ألا يكون مؤتمراً تأسيسياً، بل مؤتمراً تحضيرياً في انتظار تحديد موعد التأسيس الرسمي خلال فترة الصيف المقبل.
ولا يرتكز "حراك" المرزوقي في منزله على الإعداد للمؤتمر، بل يستعد أيضاً لإطلاق "مؤسسة المرزوقي للديمقراطية والتنمية" التي ستكون أقرب إلى جمعية تنموية، الغاية منها تسويق المسار الديمقراطي في الداخل والخارج ودعم التنمية في البلاد. فالدولة، في نظر المرزوقي، أصبحت غير قادرة على تحقيق هذه الإنجازات في ظل التجاذبات الحاصلة وفي ظل شكل الحكومة الحالي، وأيضا نظراً للتفاوت المناطقي الكبير، الذي لاحظه خلال جولته الانتخابية التي شملت أكثر من 85 في المائة من المناطق التونسية، بحسب ما أكده الغربي لـ "العربي الجديد".
كما تفيد معلومات "العربي الجديد" أن المرزوقي يتجه إلى فتح مكتب له في العاصمة، خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيخصصه لنشاطه السياسي من أجل الاستعداد لإنجاح مبادرته.

اقرأ أيضاً: تونس: فصل من أزمة "النهضة" والمرزوقي

المساهمون