قال مركز صدى للأبحاث إن 24% من الشباب في محافظة إدلب السورية عاطلون عن العمل، في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تواجهها المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غرب البلاد، وفي سورية بشكل عام.
وأوضح المركز في بيان له نتائج مسح واستطلاع قام بها على 600 شاب من الذكور، في مدينة إدلب وجزء من ريفها فقط، تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و40 عاماً.
واستثنت الدراسة النساء في المنطقة، وذلك نظراً لظروفهن القاهرة والقاسية التي لا تسمح لهن بالعمل في معظم الحالات، وذلك وفق بيان المركز.
وقال المركز، إن المسح استثنى أيضاً العاملين مع الفصائل المسلحة، كون الموضوع يعنى بظروف العمل المدني حصراً، وهو مادة البحث التي جاءت نتائجها لتؤكد على ظروف العمل الصعبة في وضع الحصار والقصف المتكرر والاجتياح العسكري، الذي حصل منذ بضعة أشهر.
وبين المركز أن هناك حالة من القلق تسيطر على الأجواء عامةً، وعلى شريحة الشباب بشكل أوسع، إضافة لانهيار العملة السورية بشكلٍ درامي، كل هذا أدّى إلى فقدان الإحساس بالأمان، والاستقرار اللازم لسير الأعمال.
وأشار إلى أن الحال ينذر بـ"تحولات مجتمعية حادة، ليس آخرها انتشار تعاطي المخدرات وتجارتها، وارتفاع معدلات الجريمة، وسبل الاحتيال، وتخييم فكرة الهجرة والخلاص الفردي بأي ثمن، وإذا كان هذا هو حال شريحة الشباب من الذكور، فالحال لشريحة النساء وكبار السن هي الأسوأ بلا أدنى شك."
وبحسب المركز، جرى المسح بين "15 نيسان 2020" و"15 أيار 2020"، أي قبل شهر من اليوم، وجاء في ظل التخوف أيضاً من انتشار فيروس كورونا في المنطقة وإغلاق المعابر الحدودية مع تركيا.
ووفق المركز، فإن من يعملون بشكل منتظم من الشباب، الذين أجري عليهم البحث، يشكلون نسبة 47%، بينما من يعملون بشكل متقطع يشكلون نسبة 29%، في حين أن من لا يعملون أبداً يشكلون نسبة 24%.
كما بين الاستطلاع، أيضاً، أن 34% من العاملين يتقاضون في الشهر أقل من مائة دولار أميركي، بينما يتقاضى بين 100 و200 دولار ما نسبته 56% من الشباب، في حين أن من يتقاضون 200 دولار وما فوق وصلت نسبتهم إلى 10% فقط.
وبلغت نسبة من يعيش بمفرده من الشباب 9%، بينما يعيش 72% منهم مع عائلاتهم، في حين يعيش 18% مع شركاء في السكن، مضيفاً أن 5% منهم يصرفون أقل من مائة دولار في الشهر، بينما يصرف 65% منهم بين 100 و200 دولار في الشهر، ويصرف 20% منهم بين 200 و300 دولار في الشهر، ويصرف 10% منهم فوق 300 دولار في الشهر.
وأوضح الاستطلاع أن 29% من الشباب هم المعيلون الوحيدون لأسرهم، ويعتمد 44% من الشباب على الحوالات الخارجية في إكمال مصروف العائلة، وذكر الاستطلاع أن 28% من الشباب يفكرون في تقليل النفقات والاقتصاد خلال الأيام القادمة، بينما يفكر 20% منهم بالرحيل إلى خارج سورية.
وتعاني سورية اليوم من ضائقة اقتصادية نتيجة انهيار قيمة الليرة السورية وإصرار النظام السوري على البقاء في حكم البلاد بالحديد والنار.