يشعر التونسيون بالقلق والخوف على مستقبل البلاد، معتبرين أن مؤشر الخطر الإرهابي ارتفع فيها، خاصة بعد استهداف حافلة الأمن الرئاسي. ويؤكد حوالي نصف التونسيين أن مجهودات الحكومة في مكافحة الظاهرة الإرهابية غير كافية ودون المأمول، حسب آخر استطلاعات الرأي.
وجاءت استنتاجات حجم مخاوف التونسيين على أمنهم، في استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أمرود كونسيلتينغ"، خلال الفترة بين 26 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 المنصرم، حيث يرى 76.8% من التونسيين أن "مؤشر الخطر الإرهابي قد ارتفع بعد العملية الإرهابية الأخيرة بشارع محمد الخامس وسط العاصمة".
مدير مؤسسة ''أمرود كونسيلتينغ'' نبيل بالعم، قال لـ"العربي الجديد"، إن العملية الإرهابية أثّرت كثيراً على معنويات التونسيين، مبيّناً أن هناك شعوراً بالغضب. ولفت بالعم إلى أنه لم يسبق للمؤسسة أن سجلت مؤشراً في حدود نسبة 76.8%، وأضاف أن حالة من القلق تسيطر على أغلب التونسيين في ما يتعلق بمستقبل البلاد.
وأوضح أن التونسيين طالبوا بالابتعاد عن التجاذبات السياسية، والصراعات الحزبية، مؤكدا أن 23.5% من المستجوبين "شعروا بالغضب بعد استهداف حافلة للأمن الرئاسي"، وأن 21.20% منهم "شعروا بالتضامن والالتفاف حول راية تونس".
اقرأ أيضاً: جمعيات تونس تتصدر سجال مكافحة الإرهاب والحريّات
واعتبر بالعم أن الغضب طال أيضاً الانتحاري الذي فجّر نفسه، إذ إن "التونسيين لا يصدقون كيف يقدم شخص على تفجير نفسه وقتل أبناء بلده".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه في ما يتعلق بتقييم عمل الحكومة، ومدى نجاعتها في التصدي للإرهاب، فإن49.4% من المستجوبين يرون أن "الأداء الحكومي ضعيف، كلما تعلق الأمر بالتصدي للمخاطر الإرهابية"، موضحاً أن أغلب الإجابات تراوحت بين "ضعيف وضعيف جداً".
وذكر مدير مؤسسة "أمرود كونسيلتينغ" أنّ هذه النسبة تعتبر مرتفعة، إذ إن حوالي نصف التونسيين يرون أن جهود الحكومة غير كافية.
وقال إن المستجوبين قدموا مقترحات تتمثل في "تكثيف الرقابة في الأماكن الحيوية، وتسليط عقوبات مشددة على الإرهابيين ومنفذي العمليات الإرهابية"، مؤكدين أنهم يرون أنه "لا عفو مع الإرهابيين".
وطالب عدد من المستجوبين بمصارحة الشعب التونسي حول حقيقة الأوضاع والخطر الإرهابي، وتكثيف التوعية، والبرامج "التحسيسية" لإنقاذ الشباب المغرر بهم.
وأوضح بالعم أن "الفئات المهمشة والشباب العاطل لديهم قابلية أكثر للانسياق وراء الإرهاب وتنفيذ عمليات إرهابية، وهو ما يتطلّب تضافر جميع الجهود من مجتمع مدني، وحكومة لتوعية الشباب".
ويشار إلى أن 80% من المستجوبين عبّروا عن "مساندتهم لقرار إعلان حالة الطوارئ باعتبار الوضع الأمني الاستثنائي الذي تعيشه تونس، والمخاطر الإرهابية التي ما زالت تهدد أمن البلاد".
في السياق ذاته، قال المدير العام لمؤسسة "سيغما كونساي" لاستطلاع الرأي حسن الزروقي، في تصريحات إعلامية، إنّ نسب عدم رضا التونسيين خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على الوضع العام في البلاد، كانت قياسية بالمقارنة مع العشرة أشهر الأولى من العام الحالي.
وأوضح الزرقوني أنّ 71.7% من التونسيين يعتقدون أن البلاد في اتجاه خاطئ، بسبب ما اعتبروه سوء التسيير الذي اتسمت به الحكومة.
وأشار إلى أنّ ثلثي التونسيين يعتبرون المجهودات الحكومية في مكافحة الإرهاب غير كافية، مطالبين الحكومة بحرب لمجابهة هذه الظاهرة.
اقرأ أيضاً: تونس: تغييرات كبرى في وزارة الداخلية