وبحسب نتائج الاستطلاع التي تم نشرها، اليوم الثلاثاء، فإن مجموع المواقف الإيجابية تجاه ستالين بين الروس بلغ مستوى قياسياً، إذ أعرب نصف المستطلعة آراؤهم عن "الانبهار" (40 في المائة) أو "الاحترام" (41 في المائة) أو "التعاطف" معه (60 في المائة).
أما نسبة من أعربوا عن استيائهم أو خوفهم أو كراهيتهم لستالين، فانخفضت إلى 14 في المائة فقط مقابل 38 في المائة في عام 2006.
إلى ذلك، رأى 70 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن ستالين أدى دوراً إيجابياً في تاريخ بلادهم مقابل 19 في المائة فقط اعتبروه سلبياً. كما رأى 46 في المائة أن الخسائر البشرية التي تكبدها الشعب السوفييتي جراء القمع الستاليني، كانت مبررة من أجل تحقيق "أهداف ونتائج عظيمة" خلال فترة وجيزة، مقابل نفس النسبة تقريباً ممن اعتبروا أنه لا يمكن تبريرها لأي سبب كان.
وأوضح مركز "ليفادا" أن موقف الرأي العام الروسي من ستالين في القرن الـ21، مر بثلاث مراحل، أولاها تعادل نسب الآراء الإيجابية والسلبية في بداية القرن، تلتها مرحلة الحياد من عام 2008 إلى عام 2014، فبدء تراجع نسبة من يتخذ مواقف سلبية تجاهه منذ عام 2015.
وبذلك، بات ستالين يحظى بشعبية أعلى من غيره من الزعماء السوفييت أمثال ليونيد بريجنيف وميخائيل غورباتشوف وأول رئيس روسيا ما بعد السوفييتية، بوريس يلتسين، الذي رحل عن الدنيا في عام 2007.
وإبان حكم ستالين، شهد الاتحاد السوفييتي في نهاية الثلاثينيات القرن الماضي أكبر حملة اعتقالات وقمع أسفرت عن اعتقال أكثر من 1.5 مليون شخص وإعدام نحو 680 ألفاً منهم، في أقل من عام ونصف العام، فيما بات يُعرف تاريخياً بـ"الإرهاب الكبير".
ولم تقتصر حملة القمع الستاليني على الترويع والإرهاب السياسي، بل وضع العمل الإجباري قاعدة للبنية الاقتصادية للاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، شاملة بناء أكبر أربع قنوات مائية في البلاد، ومشاريع تعدين وتنقيب، وسكك حديد، ومدناً كاملة يقع بعضها في الشرق الأقصى وأخرى داخل الدائرة القطبية الشمالية.
وبعد وفاة ستالين عام 1953 تولّى زعيم الاتحاد السوفييتي الجديد، نيكيتا خروتشوف، زمام السلطة في البلاد، وقدّم في المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي في عام 1956 تقريراً ندّد فيه بعبادة الفرد وجرائم ستالين وديكتاتوريّته، ولكنها ظلت راسخة في عقول الروس لنحو نصف قرن.
وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أرجع رئيس "مجموعة الخبراء السياسيين"، قسطنطين كالاتشوف، تغيّر موقف الروس من الحقبة الستالينيّة إلى حنينهم لوجود نظام، وتأثير الدعاية الحكومية التي تبرز دوره في النصر في الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) مقابل تراجع ذكريات القمع إلى المشهد الخلفي.