استقبل رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بنكيران على التوالي عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر زعيم حزب الحركة الشعبية، في بيته وسط العاصمة الرباط، في مشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة.
واجتمع بنكيران بأخنوش في لقاء دام نصف ساعة، لم يتحدثا بعده إلى الصحافة كما دأبت العادة، وهو ما فسرته مصادر لـ"العربي الجديد" بأن الأمر متعمد ومتفق عليه من الطرفين، من أجل تفادي الدخول في تصريحات قد تحورها الصحافة المغربية.
وأفادت المصادر ذاتها بأن اللقاء بين بنكيران وأخنوش اتسم بالمكاشفة السياسية، ووضع أوراق كل طرف على طاولة النقاش، خاصة موضوع مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، الذي يتمسك به أخنوش ويرفضه بنكيران.
ووفق المصادر عينها، فإن هناك تململا إيجابيا في المفاوضات الثنائية بين الرجلين، وقد أبدى أخنوش تفهمه لرفض رئيس الحكومة مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي، وباكتفاء هذا الأخير بمنصب رئيس مجلس النواب، لكن دون أن ينتهي اللقاء بقرار نهائي.
واستقبل رئيس الحكومة المعين اليوم الثلاثاء أيضا امحند العنصر الأمين العام لحزب "الحركة الشعبية"، ودارت النقاشات معه حول مستجدات مشاورات تشكيل الحكومة، وكيفية الدفع بها من أجل خروج الحكومة إلى النور في أقرب فرصة.
وقالت مصادر الموقع إن هذا التحرك من جانب رئيس الحكومة يأتي من أجل الحد من تبعات العطالة الحكومية التي امتدت أكثر من أربعة أشهر، وأيضا ترتيبا لتمهيد الاتفاق على تشكيل الحكومة، في تساوق مع عودة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى البلاد بعد جولته الإفريقية التي قد تنتهي آخر الشهر الجاري.
وتظهر مواقف الأطراف المعنية بالمشاركة في الحكومة ميلا إلى الليونة عوض "التعنت" الذي أبانت عنه من قبل، فحزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان يحرص على دخول الحكومة بدعم كبير من أخنوش، أكد عبر صحيفته الناطقة باسم الحزب، أن حديث بنكيران عن اكتفاء الاتحاد الاشتراكي برئاسة مجلس النواب "رأي محترم تمكن مناقشته".