ارتفاع حجم التبذير الغذائي لدى التونسيين

21 نوفمبر 2018
حجم تبذير الخبز يصل إلى 113 ألف طن سنوياً(Getty)
+ الخط -


ارتفع حجم التبذير الغذائي لدى الأسر التونسية، مقارنة بإجمالي الإنفاق الغذائي، إذ بلغ 5 بالمائة بمبلغ يناهز 197 مليون دولار، وذلك برغم ارتفاع كلفة العيش وغلاء الأسعار.

وأظهرت دراسات وبحوث حديثة أنجزها المعهد الوطني للاستهلاك، أنّ حجم تبذير الخبز لدى الأسر التونسية يصل إلى 113 ألف طن سنويا، وبقيمة سوقية تناهز 100 مليون دينار حوالي 344 ألف دولار، ذلك أنها تتلف 15.7 بالمائة من إجمالي مشترياتها من الخبز.

ويقدّر حجم التبذير المسجل في المخابز المصنفة، وعددها 3170 مخبزة في نهاية 2017، بـ686 ألف طن من الدقيق المعدة لصنع الخبز، أي 10.4 بالمائة من إجمالي الكميات الموزعة من الدقيق المدعم بحسب نفس الدراسات.

ويناهز حجم التبذير الغذائي على مستوى المطاعم الجامعية 11 بالمائة من إجمالي ما يتم إعداده للطلبة، أي حوالي 3 ملايين دينار، سنويا، (10 آلاف دولار) في حين يعادل التبذير الغذائي في المطاعم الخاصة 16 بالمائة من إجمالي ما يتم إعداده.

وتبين المعطيات أن قيمة المنتجات التي يتم إتلافها وتبذيرها في مستوى المساحات التجارية الكبرى لا يقلّ عن 2.8 مليون دينار سنويا، أي حوالي 9 آلاف و600 دولار، فيما يقدر التبذير الغذائي في مستوى النزل السياحية بمختلف أصنافها، بما يناهز 12 بالمائة من إجمالي ما يتم إعداده من أغذية.

وتطور نمط الاستهلاك لدى التونسيين وارتفاع ديون الأسر التونسية بشكل تجاوز 110 بالمائة في وقت تجاوزت نسب القروض 60 بالمائة موجهة بالأساس للأعياد والمواسم، إذ لا يفوت التونسيون الاحتفال بالأعياد الدينية والتقليدية على غرار الأضحى والفطر والمولد النبوي ورأس السنة الميلادية التي تتطلب جميعها مصاريف إضافية تثقل كاهل العائلات.

ويبلغ عدد الأسر التونسية 2.7 مليون أسرة في إجمالي سكان تجاوز أحد عشر مليون نسمة، سجل معهد الاستهلاك من بينهم حوالي 600 ألف تونسي يشكون من سوء التغذية.

وقال المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك، طارق بن جازية : "إن تسجيل هذه المستويات من التبذير الغذائي لا يتناسب، من الناحية الأخلاقية، مع الأرقام التي تسجل حوالي 600 ألف تونسي في وضعية سوء تغذية أي 4.9 بالمائة من السكان".

وأوضح، بالاستناد إلى مختلف هذه المؤشرات، أنّ التبذير الغذائي في تونس، يُعتبر من المواضيع التي تستوجب متابعة ودراسة لا سيما أنّ 68 بالمائة من الفضلات المنزلية هي فضلات عضوية ولا تتم "رسكلة" (إعادة تدوير) سوى 5 بالمائة منها.

وأكد بن جازية في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أنّ الخبز يعد من أبرز المنتجات التي يتم تبذيرها، رغم استفادته بدعم سنوي هام من ميزانية الدولة (450 مليون دينار سنة 2017 أي حوالي 155 ألف دولار)، كما أنّ تونس تورد حوالي 80 بالمائة من حاجياتها من القمح اللين، ما يعني أنه يقع توريد أربع خبزات من بين 5 خبزات.

وفي سياق متصل احتلّت تونس المرتبة الثانية عالميا في استهلاك المعجّنات بمعدّل 17 كيلوغرام للفرد الواحد، وتبقى إيطاليا الدولة الأولى في العالم بمعدّل استهلاك بلغ  23.5 كلغ للفرد الواحد، وفقا لأحدث البيانات التي تم جمعها من قبل جمعية مصنعي المعكرونة الأوروبية (AIDEPI).