وارتفع سعر الكيلوجرام من لحم الخروف من 1700 إلى 2000 ليرة سورية (11.4 و13.4 دولار)، نتيجة قلة العرض من ناحية، وبدء الحكومة في تنفيذ قرار يسمح بتصدير 120 ألف رأس من ذكور الخراف والماعز الجبلي حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014.
ودفع هذا الأمر إلى ازدياد الطلب على اللحوم البيضاء ليرتفع سعر كيلوجرام الدواجن إلى نحو 400 ليرة، ويتحوّل "البروتين الحيواني"حلماً يشتهيه السوريون على موائدهم الرمضانية، في ظروف اقتصادية سيئة تترافق وتراجع الدخل وتضخم العملة بنحو 140% منذ بداية الثورة عام 2011.
تجويع وحصار
يأتي ارتفاع أسعار اللحوم في سورية ليشكل عاملاً إضافياً يزيد من حرمان السوريين المحاصرين بين الحواجز والقصف منذ ثلاثة أعوام، في نهج لم يخفه النظام السوري، وهو "التجويع".
وقال محمد علي، الذي يسكن في حلب، شمال غرب سوريا إن "سياسة تصدير الخراف السورية الى دول الخليج، مسألة أبعد من عملية تجارية، فهي سياسة يتبعها النظام لتجويع السوريين وإشعارهم بالحاجة".
وأضاف، أن السوق السورية تحتاج الى هذه المادة الأساسية، خاصة بعد تراجع أعداد الثروة الحيوانية بعد الثورة.
وتشير التقديرات إلى أنه كان لدى سورية أكثر من 19 مليون رأس غنم قبل عام 2011، تراجع العدد إلى النصف بعد حرب النظام ضد المعارضة.
ولفت علي إلى تراجع دور مؤسسات النظام الحكومية عن طرح اللحوم ومراقبة الأسعار، حيث كانت مؤسسة الخزن تطرح أطنان اللحوم سنوياً، كما تراقب دوريات التموين الجودة والذبح في المسالخ والأسعار، أما اليوم فالأسواق تشهد فوضى وغلاء، وغياب تام للحكومة في المراقبة.
الخبز أولاً
ويقول محمد مللي، مواطن من دمشق: إن أسعار اللحوم في ارتفاع مستمر، لأن بائعيها يعمدون إلى قياس السعر بالدولار، متذرعين بعدم توافر الخراف بشكل كاف.
وأوضح أن سعر كيلو لحم من الخراف من دون دهن يصل إلى 2200 ليرة سورية، وسعر كيلو الفروج في دمشق يصل الى 400 ليرة.
وأضاف أن أسعار اللحوم، زادت بنسبة أكثر من 30% منذ بداية شهر رمضان، على عكس أسعار الخضار والفواكه، وباتت أسواق اللحم في وسط دمشق واجهة للعرض فقط، في واقع تراجع القدرة الشرائية، في حين تشهد أسواق "ببيلا والسيدة زينب" إقبالاً شديداً نتيجة كسر الأسعار في ظل توافر لحوم مجهولة المصدر".
في المقابل يؤكد عضو الهيئة الإغاثية في ريف إدلب المحرر، محمود عبد الرحمن، أن تأمين اللحوم للمحتاجين، وخاصة بعد صيام 15 ساعة يفوق إمكانات الهيئة، لأن الحكومة المؤقتة وهيئة تنسيق الدعم لا تقدم لهم أية معونات، بل يعتمدون في جل أموالهم على تبرعات المغتربين.
ويقول عبد الرحمن لـ"العربي الجديد": بدأنا نشتري لحوماً مثلجة تأتي عبر تركيا بشكل نظامي ومراقبة صحياً، حيث لا يزيد كيلو لحم العجل عن 1000 ليرة سورية ليتم توزيعها، على أسر الشهداء والفقراء.
وأشار إلى أن "اللحوم ليست في أولويات الهيئة، حيث أن الهيئة تعمد إلى تأمين الاحتياجات الاساسية، كالخبز والبطاطا واحتياجات الأطفال".
زيادة تكاليف
من جهة أخرى، يشير مربو المواشي موفق عبيد، أن تصدير الخراف ترافق مع جميع أسباب ارتفاع الأسعار، حيث شهد هذا العام قحطاً وتراجعاً في مساحة المراعي، ولم تشهد سورية موسماً زراعياً سيئاً، كما اليوم منذ أربعين عاماً، الأمر الذي أجبر معظم المربين لشراء أعلاف مصنعة، لكن سعرها مرتفع جداً، وطريقة الحصول عليها في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة أصعب.
ويقول عبيد لـ"العربي الجديد": خرج كثيرون من مهنة تربية وتسمين الأغنام، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، والمخاطر التي تهدد حياتنا ومواشينا، جراء الحرب وقصف طائرات النظام الذي لا يتوقف، إلى أن بتنا نبيع كيلوغرام الخروف بسعر 650 ليرة، كي لا نخسر كثيراً بالرغم من أن تكاليفه أكثر من ذلك بكثير.
واعتبر معاون وزير الاقتصاد السوري، عبد السلام علي، في تصريحات صحافية أخيرا، أن تصدير الأغنام السورية، لن يؤثر في الأسعار المحلية لهذه السلعة.
الدولار = 149 ليرة سورية.