ارتباك إسرائيلي في تحديد أهداف هجوم إسطنبول

20 مارس 2016
الاحتلال يستغل الهجوم لتطبيع العلاقات (Getty)
+ الخط -
أشار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء أمس، إلى وجود "معلومات أولية" حول انتماء منفذ هجوم شارع الاستقلال بإسطنبول، والذي أدى لمقتل ثلاثة إسرائيليين، إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إلا أن إسرائيل لم تتجه نحو تأكيد مسؤولية التنظيم، كما ترددت في تحديد ما إذا كان منفذ العملية استهدف تفجير نفسه قرب مجموعة السياح الإسرائيليين عن سابق إصرار.

وقال نتنياهو، إنه "لا يملك معلومات أو ما يؤكد أن تكون العملية استهدفت الإسرائيليين عن سابق قصد"، مضيفاً أنه بالرغم من عدم إجراء اتصال مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلا أنه هناك تعاوناً مع السلطات التركية للتحقيق في ملابسات العملية.

وأشار نتنياهو، إلى مسألة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فتحدث عن أن الاتصالات بين الطرفين متواصلة في الفترة الأخيرة، وأن هناك مصاعب جوهرية تعترض طريقها، وإنه تم إحراز تقدم في هذه الاتصالات بالفترة الأخيرة.

من جهته، لفت المحلل العسكري ليديعوت أحرونوت، أليكس فيشمان، إلى تراجع حجم التعاون والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين الأجهزة التركية والإسرائيلية بفعل التدهور في العلاقات بين الطرفين، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تتلق أي تحذيرات بشأن احتمال استهداف مواطنين إسرائيليين أو مصالحها في تركيا.

المحلل الإسرائيلي، أعاد التذكير بأن "طاقم مكافحة الإرهاب" في إسرائيل عمم أخيراً ولأكثر من مرة تحذيرات للإسرائيليين من السفر إلى تركيا، بفعل تدهور الأوضاع الأمنية فيها، ووقوع عدة تفجيرات بها.

في السياق، اعتبر الصحافي رون بن يشاي، أنه لا يمكن إسقاط خيار عدم استهداف الإسرائيليين مسبقا ولا يمكن، في المقابل، استبعاد احتمال أن يكون منفذ العملية قرر تفجير نفسه بالقرب منهم عند سماعهم يتحدثون العبرية.

اقرأ أيضا أربعة قتلى بينهم إسرائيليون حصيلة التفجير الانتحاري في إسطنبول

ولفت بن يشاي، إلى أنه من شأن العملية أن تعود بالفائدة على إسرائيل لجهة تحسين العلاقات مع تركيا، مشيراً إلى أن طلب نتنياهو من مدير عام وزارة الخارجية، دوري غولد، مغادرة واشنطن (حيث تعقد مداولات لمؤتمر "إيباك") والتوجه لتركيا، قد يكون أول تحرك في هذا المضمار، خاصة وأنه لا حاجة فعلية لوصول غولد إلى أنقرة لمتابعة تفاصيل عملية جرت في إسطنبول.

ومن المقرر أن يصل غولد إلى أنقرة اليوم الأحد، للقاء نائب وزير الخارجية التركية، فريدون سينيرليو، الذي سبق وأن أجرى غولد معه محادثات مكثفة في الأشهر الأخيرة، تم بعضها في العاصمة السويسرية جنيف، لتحقيق المصالحة بين إسرائيل وتركيا.

وخلص بن يشاي، خلافا لفيشمان، إلى القول إنه على ضوء التعاون الأمني الجيد حاليا، فإنه يمكن الاعتقاد أن توجه غولد إلى أنقرة، هو استغلال للحادث، وأنه يهدف على ما يبدو إلى استكمال محادثات المصالحة مع تركيا، بشكل يمكن استعادة تبادل السفراء بين الطرفين.

على الصعيد السياسي، ينتظر أن يسارع نتنياهو إلى توظيف الحادث، بغض النظر عن الجهة التي سيتضح أنها وقفت وراء العملية، من أجل تكرار مقولة محاربة الإرهاب، والاتجاه إلى القول إن تركيا تعاني اليوم من نفس الإرهاب الذي تعاني منه إسرائيل، وبالتالي هناك حاجة لتوجيه الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب.

وقد أسهبت الصحف الإسرائيلية، التي تحمل عموما مواقف مناهضة ومعادية لأردوغان، وتحرض عليه خاصة في ظل الموقف التركي الداعم لحركة حماس، في الحديث بشكل خاص عن المصاعب التي تواجهها تركيا في العام الأخير، مع وقوع أردوغان بين عداء المنظمات الكردية من جهة، وبين العمليات التي بدأ "داعش" ينظمها داخل الأراضي التركية، مع إشارتها في الوقت ذاته إلى اتهام تركيا بشراء النفظ من "داعش"، وهو اتهام كان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، قد وجهه لتركيا بشكل علني قبل نحو شهرين خلال زيارة رسمية لقبرص.

اقرأ أيضاً "صقور الحرية"يتبنى هجوم أنقرة وألمانيا تغلق سفارتها وقنصليتها بتركيا
المساهمون